فصل الصيف قد بدأ، ومعه يكون أفق العطلة الصيفية قد فتح أيضا على كل فنون الترفيه والتسلية والإستجمام.
ولأن العطلة صناعة الإستثناء بعيدا عن روتين الحياة العادية، فغالبا ما يجعلها الناس فرصة لاحتضان الاختلاف.
ورغم ذلك فإن أجهزة التلفزيون غالبا ماتكون حاضرة ضمن أمتعة المصطافين، وتحظى بمكانة أساسية عند أكثر الناس تشددا على ضرورة التمتع بالعطلة الصيفية.
كيف يمكن للبرامج التلفزيونية أن تتأقلم مع هذا الانقلاب الصيفي وكيف لها أن تنافس هدوء الغابة وحركة الشواطئ؟
تلفزة الصيف أصبحت سلوكا عالميا ...
وهذه بعض أسرارها:
عطلة التلفزيون:
عطلة الصيف تقليد اجتماعي عالمي يستفيد منه الناس بعد سنة من العمل او الدراسة فتكون مجالا مفتوحا على مختلف أساليب المتعة والراحة والتسلية.
من هنا جاءت برامج الصيف التي تنتجها مختلف القنوات التلفزيونية بهذه المناسبة استجابة لرغبات الجمهور، وتماشيا مع اذواقه المتغيرة من فصل الى آخر.
وبهذا المفهوم فإن «تلفزة الصيف او البرامج التلفزيونية التي تعد خصيصا للبث خلال هذا الموسم، هي نتاج علاقة ايجابية بين طرفين، مرسل ومتلقي، وهما القنوات التلفزيونية من جهة والجمهور من جهة أخرى.
فإذا كان الجمهور مثلا لايريد من التلفزيون أن يفسد عليه عطلته ببرامج مألوفة تذكره بأيام الجد والعمل. فإن التلفزيون مطالب من جهة اخرى بالسير في تيار الجمهور، حفاظا على سمعته وجمهوره.
لقد اثبتت الدراسات الحديثة في هذا المجال ان الناس يقللون عادة من مشاهدة برامج التلفزيون خلال فصل الصيف، فكيف هي هذه البرامج التي تفرض نفسها على المشاهد وتسرقه من شاطئ البحر؟
معالم ....
تلفزة الصيف ظاهرة عالمية اذن تصنعها القنوات التلفزيونية المختلفة من خلال عملية تكييف مزدوجة من خلال الاستغناء مؤقتا عن البرمجة العادية اولا وبتحولها الى ما يشبه مكيف الهواء الذي يقلل من حرارة الصيف ثانيا، وذلك بشبكة من البرامج تناسب هذا الفصل وطبائع الناس فيه.
أهم ما يميز البرمجة الصيفية هو دون شك توقف البرامج الدسمة و الثقيلة التي تتطلب من المشاهد جهدا واهتماما خاصا، وإلى ذلك نضيف ايضا ممارسة راسخة عالمية تعمل على التقليل قدر الامكان من زمن نشرات الاخبار ومختلف الحصص الاخبارية كالندوات والموائد المستديرة وفي مقابل ذلك تحتل برامج التسلية والمنوعات والمسلسلات والموسيقى الجزء الأكبر من البرمجة الصيفية، كما يفتح المجال ايضا خلال هذا الموسم للحصص والبرامج الاجتماعية بمختلف اشكالها كالاشرطة الوثائقية بالاضافة الى هامش زمني واسع للافلام السينمائية، فضلا عن البرامج التي تتناول الصيف ومظاهره الكثيرة والمتنوعة.
خفايا وأسرار...
في هذا التجاوب التلفزي مع الصيف ورغبات الجمهور خلاله، نقاط ومسائل من الضروري أن تتوقف عند بعضها في هذا المقام أولا من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هناك استجابة فعلية بريئة لرغبات الجمهور خلال موسم العطل وان كان ذلك لا يبتعد كثيرا عن روح المنافسة ومبدأ الربح والخسارة الذي تتعامل به القنوات التلفزيونية في مختلف دول العالم في تسييرها ومحتواها.
هناك اذن مايشبه المنافسة بين التلفزيون من جهة ووسائل الترفيه الأخرى من جهة اخرى في مثل هذه المنافسة هدف التلفزيون واضح من حيث الشكل على الأقل ويتمثل في ارضاء الجمهور لكي لا يعادي برامج التلفزيون خلال شهرين او ثلاثة.
وفي هذه المهمة نجد محاولة تلفزيونية غير مرئية تستهدف الابقاء على اكبر قدر ممكن من المشاهدين لارضاء زبائن» آخرين للتلفزيون وهم المعلنون الذين لا يقدمون ابدا اعلاناتهم التجارية لقنوات تلفزيونية محدودة الانتشار ولا تحظى باهتمام المشاهدين.
التجربة الجزائرية.
البرمجة التلفزيونية الجزائرية الخاصة بفصل الصيف تجربة متميزة على أكثر من صعيد خلال السنوات الأخيرة ترسخت تلفزة الصيف في التلفزيون الجزائري بشكل واضح، واصبحت جذابة ومثيرة للانتباه وكثيرا ما صنعت فرحة المشاهدين اهم ما يميز برامج الصيف في التلفزيون الجزائري هو دون شلك ادراج حصص الالعاب والمنوعات والبرامج الترفيهية التي تشارك في اعدادها عادة المحطات الجهوية.
والى ذلك نسجل أيضا بث بعض المسلسلات الجديدة بالاضافة الى الافلام السينمائية وبالموازاة مع ذلك تكتشف في البرمجة الصيفية عادة مجموعة من الأشرطة ذات المضامين المختلفة التي تعتبر مشاهدتها نوعا من السفر. ولان الفصل هو الموعد الكبير الراحة الملايين من الطلبة والتلاميذ فكثيرا ما يبث التلفزيون الجزائري خلال فصل الصيف وبالاضافة إلى ماسبق برامج خاصة موجهة إلى هذه الشريحة من المتفرجين.
بتصرف: محمد عن مجلة الشاشة الصغيرة.
العدد 31 جويلية 1997.