قَـــدْ طَـــالَ عَهْـــدِي بِـــالشَّبــَابِ وَإِنَّهُ
لأَدْعَــى لِشَــوْقِــي أَنْ يَــطُـولَ بِهِ عَهْـدِي
تَــبِــيــتُ عُــيُــونٌ بِــالْكَــرَى مُــطْـمَـئِنَّةً
وَعَـيْـنَـايَ فِـي بَـرْحٍ مِـنَ الدَّمْعِ وَالسُّهْدِ
فَــلَيْــتَ الَّذِي حَــازَ الشَّبــِيــبَـةَ رَدَّهَـا
وَلَيْـتَ الَّذِي أَهْـدَى لَنَا الشَّيْبَ لَمْ يُهْدِ
كَـــأَنِّيـــ وَقَـــدْ جَـــاوَزْتُ سِــتِّيــنَ حِــجَّةً
مَـسَـحْـتُ بِهَـا عَـنْ نَـاظِـرِي سِـنَـةَ الْفَهْـدِ
فَــسُــحْــقــاً لِدَارٍ لا يَــدُومُ نَـعِـيـمُهـا
وَتَــبَّاــً لِخِــلٍّ لا يَــدُومُ عَــلَى الْعَهْــدِ
وَكَـيْـفَ يَـلَذُّ الْمَـرْءُ بِـالْعَـيْـشِ بَـعْـدَمَـا
رَأَى أَنَّ سُــمَّ الْمَــوْتِ فِــي ذَلِكَ الشَّهــْدِ
إِذَا لَمْ يَــكُــنْ بَـيْـنَ الْحَـيَـاةِ وَضِـدِّهَـا
سِــوَى مُهْــلَةٍ فَــاللَّحْـدُ أَشْـبَهُ بِـالْمَهْـدِ
وَلِلْمَــوْتِ أَسْــبَـابٌ يَـنَـالُ بِهَـا الْفَـتَـى
فَـمَـنْ بَـاتَ فـي نَـجْـدٍ كَمَنْ بَاتَ فِي وَهْدِ
وَكُــلُّ امْــرِئٍ فِــي النَّاــسِ لاقٍ حِـمَـامَهُ
فَــسِــيَّاــن رَبُّ الْعَـيْـرِ وَالْفَـرَسِ النَّهـْدِ
وَلَوْلا ارْتِيَاعُ النَّفْسِ مِنْ صَوْلَةِ الرَّدَى
لَمَـا عَـفَّ عَـنْ طِـيـبِ النَّعـِيـمِ أَخُـو زُهْدِ
فَـدَعْ مَـا مَضَى واصْبِرْ عَلَى حِكْمَةِ الْقَضَا
فَـلَيْـسَ يَـنَـالُ الْمَـرْءُ مَـا فاتَ بِالْجَهْدِ
وَلا تَـلْتَـمِـسْ مِـنْ غَـيْـرِ مَـوْلاكَ هَـادِياً
إِذَا اللهُ لَمْ يَهْـدِ الْعِـبَادَ فَمَنْ يَهْدِي