|

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام. الشاعر، الأديب. أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق. ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر طويلا، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة. واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري. له تصانيف منها (فحول الشعراء - خ) و (ديوان الحماسة - ط) و (مختار أشعار القبائل) وهو أصغر من ديوان الحماسة، و (نقائض جرير والأخطل - ط) نسب إليه، ولعله للأصمعي، كما يرى الميمني و (الوحشيات - ط) وهو ديوان الحماسة الصغرى، و (ديوان شعره - ط) ومما كُتب في سيرته (أخبار أبي تمام - ط) لأبى بكر محمد بن يحيى الصولي، و (أبو تمام الطائي: حياته وشعره - ط) لنجيب محمد البهبيتي المصري، و (أخبار أبى تمام) لمحمد علي الزاهدي الجيلاني المتوفى بالهند سنة 1181هـ، و (أخبار أبي تمام) للمرزباني، و (أبو تمام - ط) لرفيق الفاخوري، ومثله لعمر فروخ، و (هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام - ط) ليوسف البديعي.
البحر : بسيط تام
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني
ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني ** البينُ أكثرُ من شوقي وأحزاني دَعِ الفِرَاقَ فإنَّ الدَّهْرَ سَاعدَه ** فصارَ أملكَ من روحي بجثماني خَلِيفَةُ الْخِضْرِ مَنْ يرْبَعْ على وَطَنٍ ** في بلدةٍ فظهورُ العيسِ أوطاني بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا ** بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني وَما أَظُنُّ النَّوَى تَرْضَى بما صَنَعَتْ ** حتى تطوحَ بي أقصى خراسانِ خَلَّفْتُ بالأُفُقِ الغَرْبيّ لي سَكَناً ** قدْ كانَ عيشي به حلواً بحلوانِ غُصْنٌ مَنَ البَانِ مُهْتَزٌّ على قَمَرٍ ** يهتزُّ مثلَ اهتزازِ الغصنِ في البانِ أفنيتُ من بعدهِ فيضَ الدموع كما ** أفنيتُ في هجرهِ صبري وسلواني وليسَ يَعْرِفُ كُنْهَ الوَصْلِ صَاحُبه ** حتى يغادى بنأي أو بهجرانِ إسَاءَةَ الحَادِثَاتِ استَبْطِني نَفقاً ** فقَدْ أَظَلَّكِ إحسَانُ ابنِ حَسَّانِ أمسكتُ منهُ بودٍّ شدَّ لي عقداً ** كأنَّما الدَّهْرُ في كَفي بِها عَانِ إذَا نَوَى الدَّهْرُ أَن يُودِي بتالِدِه ** لم يستعنْ غيرَ كفيهِ بأعوانِ لَوْ أّنَّ إجماعَنا في فَضْلِ سُؤْدُدِهِ ** في الدينِ لم يختلِفْ في الأُمَّةِ اثنَانِ
 | |
0📊0👍0👏0👌 |