؛ قصيدة قالها الشاعر كُثيّر عَزّة في العصر الأموي، حينما لقي الخليفة عبد الملك بن مروان وازدراه الأخير بسبب شكله، ونُسجت هذه القصيدة على البحر الوافر أحد أنواع بحور الشعر،[١] وقد وقعت في عشرة أبيات ابتدأها بقوله:[٢]
=====
تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ*** وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ مُزيرُ
وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ*** فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ
فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ*** وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ
بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخًا *** وَاُمُّ الصَقرِ مِقلاتٌ نَزورُ
ضِعافُ الطَيرِ أَطوَلُها جُسومًا *** وَلَم تَطُلِ البُزاةُ وَلا الصُقورُ
ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيرًا*** وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ*** فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ
يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ *** وَيَحبِسُهُ عَلى الخَسفِ الجَريرُ
وَتَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوى*** فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَلا نَكيرُ
فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلًا*** فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ