كان يا مكان سنجوب يشعر بالجوع وهو يرى شجرة البندق وقد لامست أغصانها الأرض من ثقل ثمارها .
بدأ السنجوب يلامس بطنه وهو يقول لها : - صبرا يا بطني المسكينة سنجد حلا ..
ثم مسح لعابه بيده وهو ينظر إلى الشجرة ، حيث قالت له : - لم تمعن النظر بي يا سنجوب ؟
فارتبك وقال : لا لا أنا فقط أفكر في أن آخذ لك رسمة جميلة لأن منظرك جميل وأنت تحملين كل هذه الثمار فانت لا تعلمين كم احب الرسم .
فرحت الشجرة وتوردت خداها فسقط من شجرتها بندق عند ذلك فرح السنجوب وأحظر ورقة وملونات لكي يرسم الشجرة وهو يكاد يطير من الفرحة .
شجعها قائلا : هيا ابتسمي يا شجرة البندق وتمايلي وأرينا جمالك
- هيا هيا أريد أن أرسمك وأنت مائلة ستكون رسمة جميلة
وحين تساقط منها ما يملئ بطنه
قال لها : يكفي لهذا اليوم يا جارتي غدا إن شاء الله سأعود
وعندما حل الظلام تسلل السنجوب من بيته وكانت الشجرة يسمع شخيرها في الغابة كلها وأخذ سنجوب البندق تم عاد إلى بيته تغمره السعادة بنجاح خطته .
وظل ثلاث أيام يفعل معها ما فعله بالأمس
قالت له الشجرة : متى ستنتهي من رسمي لقد تأخرت ومللت الانتظار
بعدما ما تأك السنجاب أنه بقي له من البندق ما يكفيه لشهر كامل فتح لها الصورة وقال
- والآن ما رأيك في الرسمة ؟
أعجبتها الصورة كثيرا وجعلت تتأملها بسرور حتى رأت تحتها في اللوحة من البندق المتناثر فتعجبت وقالت :
- من سرق بندقي ؟
ثم سألت السنجوب وقد مات خجلا ، ظل يتلعثم وقد نسي أنه عندما رسم الشجرة رسم معها بندقها ليقع في شعر فعلته
لحظتها عرفت الشجرة أن السنجوب يتلاعب عليها واستغل طيبة قلبها ثم مدت إليه سلة كبيرة قد ملأتها بندقا له
وقالت غاضبة : خذ أيها اللص هذه هديتك أعددتها لك مسبقا من اجل أن أشكرك على رسمك
- ظننتك رسمتني لجمالي ليس تحايلا وتزويرا
قال السنجاب في نفسه :
- يا ليتني تعاملت معها بصدق ووضوح
فلم تسامحه الشجرة طوال حياتها .
تمت .
بقلمي .