السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرص الضائعة .. واللبن المسكوب
كثيرا" ما نندم ندما" شديدا" على فرص ضاعت منا أو أضعناها نحن بأيدينا - قد نندم ندما" شديدا" على إختيارنا لمنهج أو دراسة تعليمية فى حين كانت الفرصة مواتية لمجال أفضل بكثير لكننا أضعناها --أو كنا نعمل فى مجال ما ثم تركناه قبل أن نجد البديل فتجرعنا مرارة الحرمان والبطالة - وربما كانت لدينا فرصة لشغل وظيفة محترمة ذات دخل كبير لكننا أهدرناها إما بعدم الإستعداد لها وإما بسماع قول الحاسدين بأنها لا تلائمنا -خاصة بأن الحاسدين قد يقدموا لنا نصيحة مضلة صادرة من نفوسهم المريضة - فخسرناها وندمنا عليها ندما" شديدا"
– وفى مجال الحياة الإجتماعية قد تحدث بعض الخلافات الزوجية - وإذا بالزوجة تطلب الطلاق وتصر عليه فيستجيب لها الزوج وقد يقفوا ضد بعضهم البعض فى أروقة المحاكم - كل منهم يعدد فى مساوئ الأخر – وتناسو الفضل بينهما ويتناسوا ما بينهم من أطفال تتمزق أرواحهم – تناسوا أن أهم رجل فى حياة الإبنة أو الإبن هو أبيه - وأحيانا" كثيرة يحدث هذا الإنفصال من أجل شيئ تافه لكن كلاهما يركب رأسه ويقوده العند إلى هوية الندم الشديد عندما لا يفيد الندم شيئ سوى البكاء على اللبن المسكوب
--الأخطر من ذلك أنه لا أحد يعترف بخطأوه - نرمى الأخطاء على غيرنا وكأننا نحن الملائكة وغيرنا هم الشياطين - نرمى أسباب الخطأ عن الأسباب والظروف والملابسات - ونكتفى بالندم الشديد على أحوالنا وعلى ما صرنا إليه وهذه هى السلبية المحبطة -لم نتعلم من فشلنا الذى وقع لأننا ببساطة أسميناه فشل ولم نسميه تجربة ومرت وعلينا أن نتعلم من سلبياتها حتى لا نكرر نفس الخطأ
- فما وصل العلماء إلى ما وصلوا إليه إلا بكثرة التجارب الخاطئة لكنهم كانوا لا يكررون نفس الخطأ ----
المشكلة الكبرى أحيانا" تحدث عندما يكون الطموح أكبر بكثير من القدرات والإمكانيات - لكن عندما تكون القدرات والإمكانيات أكبر بكثير من الطموح سنجد أننا نضيع الفرص الواحدة تلو الأخرى وعلى العموم علينا أن نوازن بين الطموح والقدرات - الفرصة قد ضاعت ولن تعود وما حدث قد حدث وما قيل قد قيل –فانهض ولا تدمر ما بقى من عمرك وإرادتك ولا تجعل البساط ينسحب من تحت قدميك حتى النهاية
- لتكن نظريتك فى الحياة أنه ما فات شيئ - وانهض ولا تبكى على اللبن المسكوب
الموضوع للمناقشة
.