إقتباس لمشاركة: | سوسن2022 | 13:08 - 2023/06/01 | |
تحيات وسلام عزيزي فجر السلام في حكايات الأطفال، تأتي الساحرة الخيّرة فتقرع رأس الفتاة، فإذا هي في أحسن زي وأبهر هندام محلاة بأنفس الحلي وأندرها، فذاك كان فعل مقالك على نفسي، أيها العزيز. فهذا القرين قد تناسيت معه تلك الفترات الأولى من فجر وضحى علاقتنا التي تتالت مراحلها إلى أن أثمرت ابننا سمير. أستطيع أن أؤكد أن ضغط العمل والانشغال بإتقان أدائه، وسرعة دوران عجلة الزمن، فالسَّنَة صارت كالشهر، وإن كان هذا يختلف من شخص إلى آخر، والاهتمام الزائد بتربية الولد والحرص الشديد على صب كل معلوماتنا التربوية في قوالب يتقبلها الطفل ويرضى بها والداه وأهله، فضلا عن ممارسة الهوايات المعتادة في حياة كل فرد، فهذا كله وما يشابهه يشغل البال ويصرف الذهن عن تفكر هدية لهذا أو ذاك اللهم إلا أن تمليها مناسبة مّا كأعياد الميلاد خاصة. ولكن مقالك نبهني إلى ضرورة تقديم هدايا مقتناة بسابق نية ذات تدبير لبلوغ غاية ما، هي التقريب والإبقاء على شعلة المحبة بين الطرفين متألقة في أبهى صورة. الأطراف متعددة، لكن الترتيب، بعد القرين، يميل، كما قلتَ في المثال الذي أوردته، لـ"الخالة"، والدة الزوج، فنيل رضاها بهدية ذات بال، ينعكس على باقي أفراد العائلة بكاملها، إذ لسانها سرعان ما يلهج بآيات الحمد في حق الزوجة، فيرضَى الزوج، ويرضَى غيره ممن يمت إلى الأسرة بصلة. وذكّرتني فعلا بأن الأوان قد حان لاقتناء هدية فاخرة تليق بمقام "السيدة"، وقد لا تخرج عن الثياب، والعطر، والحلي، أو إحدى قطع تزيين البيت. فالهدايا تختلف قيمتها حسب اختلاف الأشخاص المقدمة إليهم، كما هو معروف. وهذه، منذ زمان وجودها الأول، كانت تُشَبَّه في شكلها بالملكة فكتوريا في عهد شبابها، أي عهد شباب الملكة، ونشأت في بيت يدلل أبناءه وبناته زيادة عن اللزوم، فشبت أميرة بدون إمارة، يأتيها ما تشاء ويسمع صوتها ويُلبّى لها كل نداء، ولكن مجال نفوذها لا يتعدى الأسرة وبعض أفراد العائلة وأشخاصاً من محيطها. نبهني مقالك إلى القيام حالا بهذا "الواجب". وقد جرّبت، أنا بدوري، فعالية الهدية في هذا الصدد فأثمرت من النتائج المحمودة ما لا مزيد عليه. المحبة والهدية وجهان لعملة واحدة، صدقتَ، أخي نبيل، وأصبتَ كبد الحقيقة برمية واحدة. تحياتي | |
أختي العزيزة سوسن
ذكّرني نبشك في واقعك بقصة صديق لي
كان للهدايا دور حاسم في تذليل الصعاب
لنيل يد من صارت له زوجة المستقبل..
فلقد كانت الفتاة تعيش مع عمتها وتشتغل في التعليم،
وكان هو يشتغل في إدارة قريبة من مكان اشتغالها..
وعندما تمّ له التعارف والاتفاق على الخطوط العريضة
التي من المعتاد أن يطلع عليها الطرفان،
تقدم لخطبتها، فأبت عمتها ذلك لأسباب يجهلها..
فعندما أطلعته فتاته على جلية الأمر،
فكر وقدّر،
واستشار ودبّر،
فتوصل إلى سحر الهدية في تليين القلوب..
فسافر إلى مدينة فاس،
واقتنى منها ثوبين نفيسين وطوقي ذهب ثمينين،
وكانت ترافقه أخت له وافقته على الخطة
وقدمت درايتها بالمجال،
فكان الاختيار قمة في التوفيق،
وهو ما علمه بعد تقديم الهدية للعمة عن طريق ابنة أخيها..
كانت الهدية فعلا كتلك القرعة بالعصا السحرية
التي ذكرتها في مطلع بصمتك..
قال: فكانت الهدية تلك هي التي أشرعت لي باب البيت
وبوابة قلب العمة التي بادرت إلى السؤال عني مجدداً
فنالت من الأجوبة ما أرضى طموحها الذي تكنه للفتاة المصون..
ثم إنه أردف الهدية بثانية منتهزاً فرصة زيارة والديه له،
ومدعياً هذه المرة أن الهدية من اختيار أمه،
وكانت الهدية مكوّنة من قارورة عطر راق،
وقفطان باذخ احتال الصديق لمعرفة مقاس العمة من قرينة المستقبل،
ومرّ كل شيء على الوجه المطلوب..
وما لبثت الأيام أن كشفت عن صدق تذليل الصعاب
بإغداق الهدايا المؤثرة في النفوس،
وغازية أعتى القلوب وأشدها تمنعاً وإباء!..
على أن هذه الهدايا، وإن كانت للعمة وليس للمحبوبة،
فإنما هي كانت بواسطة آسرة فؤاده،
فصحَّت الرمية، ولم يخب الرامي..
فاض بك الحكي أيتها الأخت الجليلة الغالية،
فأتيت بما أمتع وأطرب..
ولا زلت أسير فقرات تعليقك،
فيا لَلِين الكلمة تحت نقرات أناملك،
ويا لجاذبية ما أتحفت به العين والذهن من سامي العبارات!..
أختي المحترمة الرائعة
تقبلي أحر سلامي
وأصدق تحياتي وتقديري