صباح النور لقد لمست مواطن حقيقيه جدا في جتمعنا حيث أن المال يجعل لك تقدير خاص بين الأصحاب والأقارب يجعلك محبوب . لكن هل تظن أن ذلك الحبّ حقيقي ؟ طبعا سيكون فيه شكّ المصالح مرحبا بك عتاب و شكرا لتواجدك و حضورك الكريم،كلامك صحيح و فيه وجهة نظر لكن من قال لك أن الحب يجب أن يكون لأجل الشخص فقط و حب نقي و خالص مئة في المئة،نحن البشر كائنات مصلحية و المصلحة تدخل بنسبة معينة في عواطفنا و أظن أن الحب النقي المجرد عن المصلحة شيء مثالي و نادر يكاد يكون معدوما،لاحظي أن ذلك ينطبق حتى على العواطف التي يفترض أن تكون أسمى العواطف و أنبلها و أكثرها تجردا عن المصلحة بين الآباء و الأبناء،فالأم و الأب على سبيل المثال سيكرهان الابن لو كان مقصرا في دراسته و لا يخدمهما و لا يهتم بهما و لا يبيض وجوهما أمام الناس و ربما لو خالف أوامرهما و مشي على مزاجه لطردوه من المنزل،و لو كان الابن ناجح و متفوق و يحرص على تنفيذ أوامرهما و يرفع رأسهما و يبرهما و يهتم لشأنهما سيحبانه و يتيما به،و لو كان الابن شخص عادي لكان شعورهما نحوه عادي،يعني حتى الشعور نحو الابن مشوب بما يحققه لهما من مصالح و بمقدار ما يرضي غرورهما و يريحهما و يسير وفق قناعاتهما،و هؤلاء الأم و الأب فما بالك بغيرهما ومن الممكن أنّ مالكي المال يتملّكهم هذا الشعور ما إن اقترب منهم أحد . "هل تحبّني لمصلحه ؟ " كلامك صحيح نعم سيفكر بذلك لكن هذا التفكير سيدل على سذاجته لأنه يفترض ألا ينتظر من الناس أن يحبوه لشخصه،لأنه المفروض أن يعي و يفهم أن الحياة كلها مصالح في مصالح و أن لا أحد يحب أحد لسواد عينيه فقط،فيجب أن يفهم صاحب المال أن جميع من يحبونه يحبونه لماله و ليس لشخصه المجرد و يتقبل هذه الحقيقة و لا يجد أي شيء غريب فيها،أنا شخصيا لو كنت ثريا و قال لي جميع من حولي أنت أكثر واحد نحبه و نموت فيه و نعشقه سأعرف من تلقاء نفسي أن هذا الحب و العشق ليس من أجلي بل من أجل مالي و لن أنتظر من أحد أن يحبني لشخصي ماذا يفرق شخصي عن شخص أي واحد ماشي في الشارع كلنا متساوون في الإنسانية فعلى ماذا يحبوني أنا كشخص و لا يحبوا الإنسان الماشي في الشارع ما الذي أفرق عنه،الشيء الوحيد الذي أتميز فيه عن أي إنسان لو كنت ثريا هو مالي فقط و هذا ما سيحبني الناس عليه ليس هناك أي شيء غريب و مستهجن في ذلك،بل سأستمتع بذلك و أحمد الله على أن رزقني هذا المال الذي سيحبب الناس بي و يجعلني مميزا عن البقية أين الإشكال في ذلك؟ الأغنياء لا يعرفون فرحة فقيرٍ حصل على بعض المال ! الأغنياء كل شيء متوفّر من الدّنيا حيثُ أنّهم فقدوا طعم الحيا!؟ لماذا يفقد معنى الحياة،ما علاقة توفر كل شيء بفقدان طعم الحياة بالعكس هذا سيجعلهم يستمتعون بما مكنهم الله من الحصول عليه في حين بقية الناس محرومون منه،على أساس المحروم متذوق لطعم الحياة التي لا سبيل لأن يصل لها أصلا فتجد اغلبيّتهم ينتحرون والبعض الآخر لا يعرف لمذا يحيى ؟ مع احترامي الشديد جدا من أين أتيتي بهذه المعلومة أن أغلب الأغنياء ينتحرون في حياتي كلها لم أسمع بمثل ذلك كل الأغنياء الذين سمعت لهم بالعشر سنوات و العشرين سنة الفائتة أحياء يرزقون أو ماتوا موتة طبيعية و لم أسمع أن أي شخص منهم أنه انتحر،و لا أنه لا يعرف لماذا يحيا بالعكس كلهم لديهم شركات و مشاريع و أمورهم طيبة جيف بيزوس إلون مسك بيل غيتس إلخ،على أساس الفقير عايش ما الفقير أكثر واحد حي لكنه ميت و لا يجهل لماذا يحيى فقط بل لا يعرف حتى كيف يحيا لذلك لا إفراط ولا تفريط . المال يساهم في السعاده ولكنّه ليسَ كلّ السعاده. بنظري هو كل السعادة أو معظمها على الأقل،لاحظي أن المشاكل الزوجية و المشاكل في المحاكم و الميراث و بين الشركاء معظمها بسبب المال و لو توفر المال في أيديهم على الأقل لتبخرت مشاكلهم و لعاشوا أفضل حياة،على أساس الفقر و القلة ستؤدي للسعادة ولذّة العمل والعطاء . يعرفها اصحاب الطبقه الكادحه فقط . على أساس الأغنياء ليس لديهم عمل و لا عطاء،عمل الشحاذ ينتهي بنهاية 8 ساعات أو عشر ساعات كل يوم،لكن الغني مسؤول عن إدارة أمواله و مشاريعه و شركاته و ضبط موظفيه و مشاكلهم و التعامل مع المشاكل و الحلول يعني حامل همه و هم غيره على مدار الساعة و أصلا لولا جده و اجتهاده و لولا أنه نحت الصخر لما وصل إلى ما وصل إليه رزقك الله الخير في الدارين . آمين و رزقك الله بالمثل و أكثر أيضا |