التغافل الذكي.. حفظ علاقة وصون صحةآخر
الصفحة
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 841
نقاط التميز: 1960
معدل المشاركات يوميا: 0.9
الأيام منذ الإنضمام: 938
  • 20:06 - 2023/05/23

 

 

التغافل الذكي.. حفظ علاقة وصون صحة

 

قد يدقق المرء في كل صغيرة وكبيرة، في البيت، وفي مكان العمل، ومع سائر أفراد المجتمع، اعتقاداً منه أن ذلك كله يدخل ضمن اليقظة والحرص على حماية الأشغال وإحاطتها بكل ما يلزم من عناية واهتمام لتفادي أي تسلل للخلل أو الخطإ إلى العمل الذي يتم إنجازه.

 ولكن هذا الحرص على تتبع دقة التفاصيل، وخاصة منها تلك التي تصدر بطريقة يخرج فيها الشخص المراقَب عن الطريق السوي، غالباً ما يؤدي إلى تصدع العلاقة بين الملاحظ المدقق وبين من تجري مراقبته، وقد تسوء الأحوال ويتفاقم الوضع وينتهي الأمر بكل منهما إلى نفض اليد من الآخر. وفي حالات عديدة، يتعذر العثور على أدنى رتق لما سرى في العلاقة بينهما من فتق.

 فإذا كان في هذا مكمن للخلل، فأين يكمن أحد أفضل وسائل تفاديه؟

إنه التغافل، لا أقل ولا أكثر. فكثير من العقبات، في العلاقات الاجتماعية، تمّ تجاوزها وتفاديها أو التغلب عليها، بإغماض العين وصرف السمع عن دقائق مساوئها.

سيقول معترض: ولكننا لا نستطيع التجاوز عن هفوات صارخة يقع فيها غيرنا ممن جمعتنا معه الطريق في مزاولة شغل ما؟ وإلا لعد ذلك عين الإهمال من طرفنا، أو الضعف في الاضطلاع بالمهام الموكولة إلينا.

*

ليس التغافل بنقطة ضعف لدى الشخص الذي يمارسه، شريطة أن يميز بين التغافل العادي المرتبط بالإهمال والتراخي في متابعة العمل، وبين التغافل الذكي، وهو الذي يتنبّه فيه المرء إلى نقطة الخلل في أمر مّا، فيصرف نظره عنه، وكأنه لم ير شيئاً، ولا هو وقف من الأمر على خبر، فهو يدري بالغطاء وما تحته بالتمام والكمال، ويَعرِف المأخذ ومن أين يؤخذ، ولكنه يتجاهل تجاهل الخبير المترفع، وقد يتظاهر بالدهش إذا ما أحيط علماً، من طرف هذا أو ذاك، بجلية ما حدث.

*

هل ندعّم هذا التوجه ببعض أقاويل مستنيرينا من العلماء والأفاضل الأخيار؟

كالإمام الشافعي مثلا الذي قال: الكيس العاقل هو الفطن المتغافل.

وكالحسن البصري القائل: ما زال التغافل من فعل الكرام.

وكآخر (عمرو المكي) الذي قال: من المروءة التغافل عن زلل الإخوان.

وكأبي تمام الذي أنشد:

ليس الغبيّ بسيّد قومه... لكن سيّد قومِه المُتغابي

وقالوا في شرحه: المتغابي، أي المتغافل.

ومما يستوقف النظر حقاً، وقد يثير كثيراً من الاستغراب وعمق التأمل أيضاً، ما جاء من أن أحدهم قال: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل. فلما نقل قوله هذا لأحد الأئمة علق قائلا: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل!!

فالتغافل، والتغافل الذكي المميّز بين ما يجمل التجاوز عنه، وما يتوجب التوقف عنده والتنبيه عليه، حِفَاظٌ للعلاقات ودوامها واستمرارها بين الناس، وهو أيضاً حِفْظٌ للصحة النفسية والجسدية لدى الشخص الآخذ به والمستعمل له.

*

لا أطيل، وأسألك توّاً:

ما رأيك في أمر التغافل هذا؟

وهل تتحرج في استعماله مع الآخرين؟


20:06 - 2023/05/23: تمت الموافقة على المشاركة بواسطة ابو عبد الرؤوف1

0📊0👍0👏0👌0💭
ألفبائي

  • المشاركات: 6005
    نقاط التميز: 9877
مناقش جاد
كاتب مميز
كاتب مبدع في المنتدى
صحفي استضافات قسم النقاش الجاد
عضو فريق العمل
رائد مقهى النقاش الجاد
نجم في سماء الجاد
ألفبائي

مناقش جاد
كاتب مميز
كاتب مبدع في المنتدى
صحفي استضافات قسم النقاش الجاد
عضو فريق العمل
رائد مقهى النقاش الجاد
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 6005
نقاط التميز: 9877
معدل المشاركات يوميا: 4.6
الأيام منذ الإنضمام: 1305
  • 23:04 - 2023/05/23

مرحبا أخي المحترم الفاضل: فجر السلام

أشعر أن التغافل حيلة نفسية يجب أن تمارس ضد من لا يعنينا أمره، خصم، عدو، شخص غريب ومسيء بالشارع

لكن مع الزملاء لا يجب أن يكون هناك أي تغافل، لاسيما إذا شعر الإنسان أن حقه يُؤكل وكرامته تٌراق..

هنا على المرء أن يقول بالصوت العالي: لا!

لا مساس بمصلحتي

لا مساس بقيمي ومبادئي

لا مزاودة على قيمتي بالمكان

وإلا مع السلامة! يكون هناك الفراق والابتعاد. وانتهاء العلاقات الودية ويحلان محلها الجمود والبرود

موضوع قيم من كاتب راقٍ

فلك التحية القلبية.

0📊0👍0👏0👌0💭
زمان بيكينباور

  • المشاركات: 3347
    نقاط التميز: 5747
مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
زمان بيكينباور

مشرف سابق
كاتب مبدع في المنتدى
كاتب مميز
مناقش جاد
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 3347
نقاط التميز: 5747
معدل المشاركات يوميا: 1.9
الأيام منذ الإنضمام: 1764
  • 23:20 - 2023/05/23
أوافقك أخي العزيز فجر السلام على ما طرحته و الذي تجسد في فكرة التغافل العادي و التغافل الذكي و التفريق بينهما و هذه نقطة بالغة الأهمية و الدقة لأن الأمور الهامة لو تغافلت عنها لأدت إلى فوات المصالح و الخسارة و تدهور العلاقات،لكن التغافل الذكي بالعكس تماما مطلوب و هام جدا و لو لم نتغافل و دققنا على كل خطأ و إساءة و صغيرة و كبيرة و لاحقنا الناس و حاسبناهم على الشعرة لما تم لنا عمل و لا صفت لنا علاقة و لانعزلنا عن هذا العالم و جلسنا في بيوتنا و ما تعاطينا مع أحد،للناس علات و سلبيات ملازمة لشخصياتهم ما لنا سوى أن نتقبلها بصدر رحب لنستمر في التعامل معهم،نعم شخصيا أتغافل أو بالأصح أبتلع شكرا لك على الموضوع الهام و الرائع و المميز جدا تحياتي لك و دام عطاؤك و ألقك
0📊0👍0👏0👌0💭
فاطمة شلف

  • المشاركات: 13822
    نقاط التميز: 25719
مناقش جاد
كاتبة مميزة
فاطمة شلف

مناقش جاد
كاتبة مميزة
المشاركات: 13822
نقاط التميز: 25719
معدل المشاركات يوميا: 4.5
الأيام منذ الإنضمام: 3044
  • 10:04 - 2023/05/24

السلام عليكم ورحمة  الله وبركاته

شكرا لك أخي الكريم على الطرح الرائع 

في بعض الاحيان سيدي المحترم نكونوا مضطرين للتغافل كي نسترهذا النقص أو العيب وهو من قانون الحياة في العمل

ومهارة اجتماعية ذكية لا يتقنها الجميع ويتظاهر الفرد بعدم الانتباه لللاخطاء رغم علمه واطلاعه حتى لا يحرجهم

كما يجب عليه أن ينبهه كي لا يقع في نفس الخطأ من أجل استمرار العمل لكن ليس دائما تقع فيه ونستر عيبه

حتى يؤدي الى الخسارة ونجد هذه حتى في تربية الاولاد حيث يتهاونون ويرتكبون أخطأ كبيرة مثلا كالحريق الوقوع في بئر السقوط من السطوح التسلق في الاشجار وغيرها نحن نعلم مستحيل

أن نتمكن من حرص الطفل حتى ولو بذلنا كل المجهودات في غفلة يذهب كل مابنيناه في سنوات عديدة 

أعطيكم مثال جارة امي ذهبت الى عرس وابنها وهذا العرس صاحب زوجها كانت المسكينة لاهية وخرج ابنها الى

الخارج اصيب بحادث مرور وكان زوجها غائب اي متغرب وتوفي الطفل قدر الله وماشاء فعل العرس صارة جنازة وزوجها قاسي في معاملته كلنا تخوفنا عليها  بأن زوجها   يطلقها لكنه رضي بأمر الله بعد حصرة كبيرة وتدخل جماعة من الناس

والله انك رائغ في الطرح اخي الكريم تستحق النجمة الذهبية لكن هناك فرق بين التغافل والتجاهل 

التغافل هو رسالة واحترام الاخرين أي انه يعني لك الكثير وتبقى العلاقة طيبة مغ ذلك الشخص  والحرة من النظرة الواحدة أما التجاهل هو رسالة احتقار واهمال وكم وكم من امور تحصل ومايصيبنا الا ماكتب الله لنا

هنيئا لك أخي الكريم هذا العطاء المتميز 

ألف تحية وتقدير لك



0📊0👍0👏0👌0💭
سلمى07
- عضوية مقفولة -
سلمى07
- عضوية مقفولة -
  • 10:24 - 2023/05/24
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

حياك الله أخي الكريم  فجر السلام 

في موضوع عقلاني فعلا ، وعميق الأثر


التغافل والتغابي والتغاضي والتجاوز من شيم كبار الأنفس وعظامها

ولا يتغافل المرء أو يتغابى أمام مقربيه أو أحبائه إلا لأنهم كسبوا مكانة في قلبه، جعلته يتجاوز عما يحب لما يُحبون هم.

أقدر جدا الأشخاص الذين يتجاوزون عن أخطائك وعثراتك وبعض سلبياتك، حتى لا يخسروك.

ومن ملك في حياته من يتصف بهذه الصفة فليتمسك به جيدا ولا يفلته لأنه قل نظيره، في وقت تملأ المصالح الأنفس والأرواح، ويتعدى الأخ على أخيه نفسيا لمجرد خطأ عابر..

 

شخصيا دائرة معارفي قليلة جدا، ولا أحتفظ بحياتي سوى بالمقربين الذين يستحقون أن أمنحهم اهتمامي وتواصلي وتغافلي وتجاوزي.

تجاوزت ولا زلت أتجاوز وأتغافل عن كثير من الهفوات، شرط ألا تمس كرامتي، وتجرح روحي عميقا.

عدى ذلك، مستعدة للتغافل عن اي سلبية او تصرف فقط من أجل ان تستمر الحياة بأكثر تقبل.

لكني بالمقابل شرسة جدا مع من يتعدى على روحي وممتلكاتي الداخلية والخارجية، فأنا مستعدة لقطع علاقة إذا تم التعدي على حريتي أو كرامتي أو المساس بقيمي ومعتقداتي.

لهذا فالتغافل لا يكون إلا في الأمور الطبيعية المعتادة لجعل عجلة الحياة تدور بدون تشتت أو إدبار. ويكون خطرا متى مُسَّت القيم والمعتقدات والاقتناعات العميقة.

والمرء يعرف (متى) و(مع) من يتغافل، حتى لا يكون إمعة يسامح كل من هب ودب، فيعبث الجميع بروحه كما يشاؤون.

 

بوركت اخي موضوعك المميز والراقي كالعادة

ولا حرم الجاد من إبداعاتك الدائمة

0📊0👍0👏0👌0💭
احكي وحاكيني
  • المشاركات: 616
    نقاط التميز: 1505
مناقش جاد
كاتب مميز
احكي وحاكيني
مناقش جاد
كاتب مميز
المشاركات: 616
نقاط التميز: 1505
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 1932
  • 19:20 - 2023/05/24


السلام عليكم .. وتحية طيبة اخ/ فجر السلام

براي المتواضع،
اعتقد ان "التغافل الذكي" له مواضعه .. واوقاته
وهو حين تعلم ان لا فائدة مرجوة ولا نتيجة تصحيحية متوقعة من مصارحة ومكاشفة الشخص المخطئ
وان مع التغافل عن الخطأ .. والقبول به على مضض، هناك تحقيق، وتغليب لنتيجة وهدف وغاية اكبر
.. ، تستطيع تشبيه الوضع، واسقاطه ضمن طائلة مقولة : "ما باالامكان احسن مما كان"


، تقدير وتحياتي




.
0📊0👍0👏0👌0💭
عبدالرحمن الناصر

  • المشاركات: 4723
    نقاط التميز: 10779
كاتب مميز
مناقش جاد
كاتب مبدع في المنتدى
رائد مقهى النقاش الجاد
بطل مسابقة (خمّن المثل من الصورة)
نجم في سماء الجاد
عبدالرحمن الناصر

كاتب مميز
مناقش جاد
كاتب مبدع في المنتدى
رائد مقهى النقاش الجاد
بطل مسابقة (خمّن المثل من الصورة)
نجم في سماء الجاد
المشاركات: 4723
نقاط التميز: 10779
معدل المشاركات يوميا: 2.8
الأيام منذ الإنضمام: 1696
  • 15:09 - 2023/05/25


أهلا" ومرحبا" بالأخ / فجر السلام    - فى موضوع   -- التغافل الذكى  - حفظ علاقة وصون صحة
ماشاء الله  جميع الأخوة  كفوا وأوفوا  ولم يتركوا لنا شيئ   --
نعم أوفقك الرأى فى موضوع التغافل الذكى   - لكنه يختلف بإختلاف المقربين إليك   - فإن كانوا من الأغراب فقد حفظت علاقة عارضة وصونت صحتك
وإن كانوا من المقربين  فرغم أنك حفظت العلاقة  - إلا أنها ستصبح مثل الزجاج الذى أصابه شرخ  - نعم الزجاج ملتحم لكن كلما نظرت إليه سترى الشرخ
شكرا" للرائع / فجر السلام لهذا الموضوع المميز   - دمت بكل الخير
مع خالص تحيتى


.
0📊0👍0👏0👌0💭
شاي بلا سكر

  • المشاركات: 4661
    نقاط التميز: 2657
كاتبة مميزة
مناقش جاد
كاتبة مبدعة في المنتدى
عضوة في فريق العمل
رائدة مقهى النقاش الجاد
شاي بلا سكر

كاتبة مميزة
مناقش جاد
كاتبة مبدعة في المنتدى
عضوة في فريق العمل
رائدة مقهى النقاش الجاد
المشاركات: 4661
نقاط التميز: 2657
معدل المشاركات يوميا: 4.3
الأيام منذ الإنضمام: 1091
  • 16:06 - 2023/05/25

سأخبرك عن رغودة بنتي 

هي مراعية جدا وتتسامح بسرعة كبيرة 

إذا حد مننا زعلها بشيء واعتذر 

لا تركز بطريقة اعتذاره 

خاصة سليمان اعتذاره دائما من خارج قلبه 

لكنها دائما ترد : 

خلاص عادي

لا بأس 

مش مشكلة " تعلمت الكلمة من فترة بسيطة هه"

 

أول ما بدأت الدراسة خفت عليها 

الأولاد في سنها مشاغبين 

خفت تنظلم او يتنمروا عليها

وحصل جد لأنها تبدو سهلة 

تبدو من النوع الي يسهل التحكم به وظلمه 

اول يوم جاءت بلا الوان 

اخذوا الوانها 

سكتت مش معقول من اول يوم اعمل مشكلة مع المعلمات 

ثاني يوم جاءت ضاحكة ومعها الوانها كلها

وقالت ي ماما امس ليان اخذت الواني واليوم قلت لها هاتي الواني ي شريرة هههه 

ما احاول قوله من القصة 

غالبا أن الجينات تحتل أكثر من النصف في سلوك المرء 

رغد ذكرتني بنفسي 

من وانا صغيرة كنت مشهورة بعض بنات وعيال عمي جميعا 

اسناني ع اكتافهم وخدودهم وباطن اقدامهم 

أي مكان اصل اليه لابد واترك اثر 

هذا وعمري عام واقل 

فقط الي ما كنت اؤذيهم هم إخوتي !

في ذلك العمر كيف فرقت بين اخوتي وعيال عمي ؟

 

اظنه الحب 

لأنواحدة من بنات عمي ايضا لم اعضها ابدا 

اظني احببتها وللان كمثل اخت لي 

من أحبهم اغمض عيني عن اخطاءهمبإرادتي وتحت شروطي 

قد يبدو الأمر كالغباء لكن ذلك اظنه اصل المحبة

اصل المحبة أن تتقبل الشخص بكل عيوبه قبل مميزاته 

ربما هذه المشاعر تنبع من منبع اناني 

وجود الناس الي نحبهم حولنا وتبرير اخطاءهم والتغافل عنها يجعل مساحة الأمان التي نعيشها مستقرة لوقت طويل 

اظن مساحة الأمان خاصتي تستحق هذا 

شكلي خبصت هنا كثير

 

قرأت الردود ايضا ^^ منكم نستفيد اعضاء النقاش المحترمين

تقبل تحياتي اخي 


0📊0👍0👏0👌0💭
سوسن2022
  • المشاركات: 43
    نقاط التميز: 105
عضوة مبتدئة
سوسن2022
عضوة مبتدئة
المشاركات: 43
نقاط التميز: 105
معدل المشاركات يوميا: 0
الأيام منذ الإنضمام: 904
  • 11:54 - 2023/05/26
سلامات أخي العزيز فجر السلام

أحببتُ الموضوع جدا جدا جدا، وزاد من جمالية المضمون كل هذه المشاركات المنطوية على نبرة صدق عالية. ولوهلة أحسست أنني كما لو أُجلست في مقعد وثير وطُلب مني إغماض العينين، ثم عُرض علي أن أبوح بحقيقة المكنون. لكنني أقول، منطلقة مع الطيور بحرية لا تخشى انقضاض الصقر وغارات صروف الدهر، إن هذا التغافل الذكي قلما يقف عنده الشخص ويتصرّف على ضوئه خلال تعامله مع الناس. وفي سِير عتاة السياسيين وكثير من الحكماء يُلمس جلياً هذا النوع من الاستخدام، فكثيراً ما يلجأون إليه إلى أن صار لديهم هذا النوع من التصرف عادة راسخة في التعامل مع الآخرين. ولقوة التغافل الذكي على تمتين علاقة التلاحم بين الأطراف مختلفي الطباع ما لا يجهل أثره. وقد يروقني أكثر استعمال لفظتي غض الطرف، فمضمونهما مجتمعين يضم الجمع بين الرؤية وإغماض العين في نفس الآن، إلا أن الأجمل أثره لدى الآخر، ذاك المتجاوز عن هفواته. وبيني وبين صديقتي فرق جوهري في هذا الصدد. فقد اعتادت التنبيه على كل شيء وفي كل آن: حذار من فعل هذا، فأنتِ إن قمتِ به حصل كيت وكيت... ولماذا فعلت هذا بهذه الطريقة، فالأفضل أن يتم إنجازه على الشكل التالي. كذلك عندما تقوم بإصلاح أي شيء، تعمد إلى قول ما فعلته، وتبدي مؤاخذتها على الفعل ، كاشفة الخلل بصراحة مطلقة وتكاد تكون جارحة. وقبل أن أقف على أن هذه طبيعة مترسخة لديها، وأنها عادتها في التصرف مع الجميع، بكشف بعض مصادر تصرفها على هذا الشكل بترددي على بيت أهلها والتعرف على والدتها التي كانت قمة في مؤاخذة المحيطين بها ومن ترد أسماؤهم من الناس من مختلف الطبقات، فأدركت للحال من أين جاء ذلك الغصن، فقبل أن أعرف هذا كنت دائمة الشد والجذب والأخذ والرد معها في الصغيرة والكبيرة. وعندما نقلتُ النظر إلى تصرفي الشخصي وإلى أعماق نفسي، وجدتُ طبعي يميل بي طبيعياً إلى التجاوز المرفوق في الغالب بالتدارك غير المحرج. وأدير وجهي نحو والدتي، فأكتشف مصدراً آخر من مصادر تأثري فيما أفعله، فهي بالفعل قمة التغافل الذكي، مع ما يرافق ذلك من صمت وصبر لانتظار أن تكشف الأيام عن آثار ذلك التصرف الحكيم. فعندما قرأت الموضوع، رحت أتأمل حالي، وحال المحيطين بي. فاستغربتُ للقيمة الكبيرة التي يتحلى بها التغافل الذكي في حياة الناس وتمتين أواصر التقارب، بل والارتفاع بحالات التوادد العادية إلى محبة صادقة. وهذا الوعي الدقيق بالموضوع سرعان ما انعكس على تلك العلاقة بيني وبين صديقتي وغيرها من الذين جمعتني معهم سبل الحياة، فالحمد لله أن تمّ ترميم الكثير من الثغرات، وتجاوز العديد من الهفوات التي لو تمّ أخذها بالصرامة اللازمة للحين لأتت حتماً بنتائج عكسية، ولما أصلحتْ شيئاً، بل ولزادت البلة بلّات. قد يكون ذلك التغافل الذكي ذا تأثير إيجابي في حالات دون أخرى، ولكنه موجود على أية حال. وتتراءى أمامي كثير من الحوادث التي تستحق فعلا أن تُذكر في هذا المقام، ولكن الحيّز ومناداة المعتاد من الأشغال تدفعني دفعاً إلى أن أرجئ ذلك إلى فرصة قد تأتي وقد لا تأتي. تحياتي
0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 841
نقاط التميز: 1960
معدل المشاركات يوميا: 0.9
الأيام منذ الإنضمام: 938
  • 07:51 - 2023/05/27
إقتباس لمشاركة:  عبدالله 3 23:04 - 2023/05/23  

مرحبا أخي المحترم الفاضل: فجر السلام

أشعر أن التغافل حيلة نفسية يجب أن تمارس ضد من لا يعنينا أمره، خصم، عدو، شخص غريب ومسيء بالشارع

لكن مع الزملاء لا يجب أن يكون هناك أي تغافل، لاسيما إذا شعر الإنسان أن حقه يُؤكل وكرامته تٌراق..

هنا على المرء أن يقول بالصوت العالي: لا!

لا مساس بمصلحتي

لا مساس بقيمي ومبادئي

لا مزاودة على قيمتي بالمكان

وإلا مع السلامة! يكون هناك الفراق والابتعاد. وانتهاء العلاقات الودية ويحلان محلها الجمود والبرود

موضوع قيم من كاتب راقٍ

فلك التحية القلبية.

مرحباً أيها العزيز الغالي المبدع الأصيل بحق عبد الله 

 

طبعك وطبعي هنا متماثلان.. 

إلى أن وقفت على ما قيل في حق التغافل الذكي،

إذ صار الأمر في جوهره هو بالضبط الحفاظ على العلاقة مع الآخرين

وخاصة منهم أولئك الذين تربطنا بهم روابط تقارب وتوادد وتعامل يومي..

فملتُ إلى الأخذ به، فجربتُ سلوك نهجه، فأثمر، فتابعتُ السير في الطريق..

فما الضير في أن نجرّب؟

فإن نجحت الخطة، تابعنا المسير،

وإن كانت الأخرى،

فالكفُّ في الكفِّ،

ولا شيء يمنعنا من التوقف..

 

دامت لأخوتك الصحة والسعادة والهنـــــــــاء

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 23:44 - 2023/05/27
إقتباس لمشاركة:  زمان بيكينباور 23:20 - 2023/05/23  
أوافقك أخي العزيز فجر السلام على ما طرحته و الذي تجسد في فكرة التغافل العادي و التغافل الذكي و التفريق بينهما و هذه نقطة بالغة الأهمية و الدقة لأن الأمور الهامة لو تغافلت عنها لأدت إلى فوات المصالح و الخسارة و تدهور العلاقات،لكن التغافل الذكي بالعكس تماما مطلوب و هام جدا و لو لم نتغافل و دققنا على كل خطأ و إساءة و صغيرة و كبيرة و لاحقنا الناس و حاسبناهم على الشعرة لما تم لنا عمل و لا صفت لنا علاقة و لانعزلنا عن هذا العالم و جلسنا في بيوتنا و ما تعاطينا مع أحد،للناس علات و سلبيات ملازمة لشخصياتهم ما لنا سوى أن نتقبلها بصدر رحب لنستمر في التعامل معهم،نعم شخصيا أتغافل أو بالأصح أبتلع شكرا لك على الموضوع الهام و الرائع و المميز جدا تحياتي لك و دام عطاؤك و ألقك

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

أخي المبدع المبهر الغالي زمان بيكينباور

 

لكم تعضد كلمتك هاته الاختيار،

وتشيح أستار الضباب من أمام السائق المنفرد في سيارته

يشق لنفسه طريقاً وسط كثافة ظلام الليل

وتحت رحمة الأحوال الجوية المتقلبة؛

فهل هنا الفنية وحدها تكفي للاهتداء؟

أم الحدس هو الآخر خير مساند ومعين؟

أم الهداية الإلهية التي تُدرك كل متشبث بها،

داع لها،

وتُغيث كل ظمآن لشؤبوب من شآبيبها؟

 

فلعلني أضيف إلى ما سبق

وجود المرشد الحصيف الهادي،

يدل على الطريق السوي،

ويرشد إلى ألأم اختيار..

 

وهو ما وجدته عند أخوتكم،

 

فجزاك الله تعالى خير الجزاء،

 

ودامت لك الصحة والسعادة والهنـــــــــــــــاء  

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 01:56 - 2023/05/29
إقتباس لمشاركة:  فاطمة شلف 10:04 - 2023/05/24  

السلام عليكم ورحمة  الله وبركاته

شكرا لك أخي الكريم على الطرح الرائع 

في بعض الاحيان سيدي المحترم نكونوا مضطرين للتغافل كي نسترهذا النقص أو العيب وهو من قانون الحياة في العمل

ومهارة اجتماعية ذكية لا يتقنها الجميع ويتظاهر الفرد بعدم الانتباه لللاخطاء رغم علمه واطلاعه حتى لا يحرجهم

كما يجب عليه أن ينبهه كي لا يقع في نفس الخطأ من أجل استمرار العمل لكن ليس دائما تقع فيه ونستر عيبه

حتى يؤدي الى الخسارة ونجد هذه حتى في تربية الاولاد حيث يتهاونون ويرتكبون أخطأ كبيرة مثلا كالحريق الوقوع في بئر السقوط من السطوح التسلق في الاشجار وغيرها نحن نعلم مستحيل

أن نتمكن من حرص الطفل حتى ولو بذلنا كل المجهودات في غفلة يذهب كل مابنيناه في سنوات عديدة 

أعطيكم مثال جارة امي ذهبت الى عرس وابنها وهذا العرس صاحب زوجها كانت المسكينة لاهية وخرج ابنها الى

الخارج اصيب بحادث مرور وكان زوجها غائب اي متغرب وتوفي الطفل قدر الله وماشاء فعل العرس صارة جنازة وزوجها قاسي في معاملته كلنا تخوفنا عليها  بأن زوجها   يطلقها لكنه رضي بأمر الله بعد حصرة كبيرة وتدخل جماعة من الناس

والله انك رائغ في الطرح اخي الكريم تستحق النجمة الذهبية لكن هناك فرق بين التغافل والتجاهل 

التغافل هو رسالة واحترام الاخرين أي انه يعني لك الكثير وتبقى العلاقة طيبة مغ ذلك الشخص  والحرة من النظرة الواحدة أما التجاهل هو رسالة احتقار واهمال وكم وكم من امور تحصل ومايصيبنا الا ماكتب الله لنا

هنيئا لك أخي الكريم هذا العطاء المتميز 

ألف تحية وتقدير لك



وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

 

أختي المبدعة الرائعة بحق شاعرتنا المتفردة فاطمة شلف 

 

أتواجد معك في جل حروفك الإبداعية

والمشاركات أيضاً في سائر الردود

بالإضافة إلى ما تجودين به من ومضات شعرية متألقة 

آراء حصيفة مدروسة مبهرة النسج ومدعمة بالوقائع والأمثلة 

فبورك كل هذا العطاء..

 

وما قلتِه أختي الكريمة عن التغافل الذكي،

وما أوردتِه من حدث مؤلم،

وما ختمتِ به من التمييز بين التغافل والتجاهل،

كل ذلك إثراء قيّم لنص الموضوع

وإضافة غنية لمعالجته..

 

تشرفتُ حقاً بهذا الحضور الزاهي البديع..

 

تقبلي أختي أسمى آيات احترامي وتقديري

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 08:30 - 2023/05/29
إقتباس لمشاركة:  سلمى07 10:24 - 2023/05/24  
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

حياك الله أخي الكريم  فجر السلام 

في موضوع عقلاني فعلا ، وعميق الأثر


التغافل والتغابي والتغاضي والتجاوز من شيم كبار الأنفس وعظامها

ولا يتغافل المرء أو يتغابى أمام مقربيه أو أحبائه إلا لأنهم كسبوا مكانة في قلبه، جعلته يتجاوز عما يحب لما يُحبون هم.

أقدر جدا الأشخاص الذين يتجاوزون عن أخطائك وعثراتك وبعض سلبياتك، حتى لا يخسروك.

ومن ملك في حياته من يتصف بهذه الصفة فليتمسك به جيدا ولا يفلته لأنه قل نظيره، في وقت تملأ المصالح الأنفس والأرواح، ويتعدى الأخ على أخيه نفسيا لمجرد خطأ عابر..

 

شخصيا دائرة معارفي قليلة جدا، ولا أحتفظ بحياتي سوى بالمقربين الذين يستحقون أن أمنحهم اهتمامي وتواصلي وتغافلي وتجاوزي.

تجاوزت ولا زلت أتجاوز وأتغافل عن كثير من الهفوات، شرط ألا تمس كرامتي، وتجرح روحي عميقا.

عدى ذلك، مستعدة للتغافل عن اي سلبية او تصرف فقط من أجل ان تستمر الحياة بأكثر تقبل.

لكني بالمقابل شرسة جدا مع من يتعدى على روحي وممتلكاتي الداخلية والخارجية، فأنا مستعدة لقطع علاقة إذا تم التعدي على حريتي أو كرامتي أو المساس بقيمي ومعتقداتي.

لهذا فالتغافل لا يكون إلا في الأمور الطبيعية المعتادة لجعل عجلة الحياة تدور بدون تشتت أو إدبار. ويكون خطرا متى مُسَّت القيم والمعتقدات والاقتناعات العميقة.

والمرء يعرف (متى) و(مع) من يتغافل، حتى لا يكون إمعة يسامح كل من هب ودب، فيعبث الجميع بروحه كما يشاؤون.

 

بوركت اخي موضوعك المميز والراقي كالعادة

ولا حرم الجاد من إبداعاتك الدائمة

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته 

 

أختي الفاضلة المحترمة سلمى 

 

أصدق تحياتي وأسماها 

 

أجملتِ صواب الرأي في الموضوع والذي عبر،

بلساني وجناني،

عن قناعتي التامة بالتوجه السليم فيه..

فالحق أن الكرامة إن مَسّ بها ماس،

كيف ـ بحق الله ـ يتم التغاضي عن المقترف أو التغافل عن جريرته،

سواء عن وعي أو بدونه؟!

فالكرامة مرتكز ومعيار،

خط أحمر هو،

لا يُتجاوز بحال من الأحوال..

 

وفي غير ذلك من الحالات والوقائع،

بل والصدف الغريبة أحياناً،

وقد جربنا مراراً الحرص على العمل المتفاني،

وفي لحظة تراخ واستراحة قد يرافقها نوع من التمدد على مقعد العمل نفسه؛

ففي تلك اللحظة بالذات، تُطِلّ العين الرقيبة،

فإن تعاملت بحكمة فقد أصابت وقدّرت الارتخاء وحزرت ما سبقه من جهد،

فتغافلت بذكاء عما رأت،

وإن لجّت،

فالنتيجة لا يتوقعها حساب! 

 

في غير المس بالكرامة إذن، وثلم الروح،

ففي استعمال التغافل الواعي مجال فسيح لهذا الاختيار أو ذاك..

 

تحياتي من الأعماق لهذا الفكر الوقاد،

 

والقلم ذي الوميض الأخاذ،

 

ولصاحبتهما أختنا الماجدة سلمى

 

التي تطل الوحشة بقرنها لحظة اعتراء حضورها أدنى غياب،

 

أدام الله تعالى فرص الحضور ،

 

وأبعد عنها أسباب الحؤول دون ما اعتدناه

 

من إسهاماتها المنيرة

 

وآرائها النافذة الصائبة الوضاءة..

 

 

دام لأخوتك التوفيق والنجاح،

 

وحلاك العليّ الأعلى بصحة تامة

 

مكلوءة برعايته الدائمة،

 

ومحروسة بعينه التي لا تنام   

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 14:51 - 2023/05/31
إقتباس لمشاركة:  احكي وحاكيني 19:20 - 2023/05/24  


السلام عليكم .. وتحية طيبة اخ/ فجر السلام

براي المتواضع،
اعتقد ان "التغافل الذكي" له مواضعه .. واوقاته
وهو حين تعلم ان لا فائدة مرجوة ولا نتيجة تصحيحية متوقعة من مصارحة ومكاشفة الشخص المخطئ
وان مع التغافل عن الخطأ .. والقبول به على مضض، هناك تحقيق، وتغليب لنتيجة وهدف وغاية اكبر
.. ، تستطيع تشبيه الوضع، واسقاطه ضمن طائلة مقولة : "ما باالامكان احسن مما كان"


، تقدير وتحياتي




.


وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته 

 

أخي المحترم الفاضل احكي وحاكيني 

 

تالله لقد أجملتَ ما أُضْمِرَ وما أُعْلِنَ من مفاصل الموضوع وأطرافه..

 

لا أزيد على ما قلتَه هنا،

 

وإنما أحييك من صميم الفؤاد..

 

وجزيل الشكر على هذه المشاركة القيمة 

 

تقبل أخي احكي وحاكيني

 

أسمى تحياتي وتقديري 

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 15:47 - 2023/05/31
إقتباس لمشاركة:  عبدالرحمن الناصر 15:09 - 2023/05/25  


أهلا" ومرحبا" بالأخ / فجر السلام    - فى موضوع   -- التغافل الذكى  - حفظ علاقة وصون صحة
ماشاء الله  جميع الأخوة  كفوا وأوفوا  ولم يتركوا لنا شيئ   --
نعم أوفقك الرأى فى موضوع التغافل الذكى   - لكنه يختلف بإختلاف المقربين إليك   - فإن كانوا من الأغراب فقد حفظت علاقة عارضة وصونت صحتك
وإن كانوا من المقربين  فرغم أنك حفظت العلاقة  - إلا أنها ستصبح مثل الزجاج الذى أصابه شرخ  - نعم الزجاج ملتحم لكن كلما نظرت إليه سترى الشرخ
شكرا" للرائع / فجر السلام لهذا الموضوع المميز   - دمت بكل الخير
مع خالص تحيتى


.


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

أخي المحترم الفاضل عبد الرحمن الناصر

 

تحياتي الصادقة 

 

فعلا أخي، ما أصعب التغافل مهما علت نسبة الذكاء فيه

 

لذاك الذي انكسرت زجاجة العلاقة معه ورُمّمت

 

حتى وإن بلغ المرء فيها أقصى درجات الترميم..

 

فإن الآثار، كما وصفتها أخوتكم،

 

تظل هناك كأشباح مسيئة لصفاء الرؤية..

 

 

تحياتي أخي المحترم الجليل لهذا الحضور المفيد والمثري للمقال،

 

وتقبل أخي عبد الرحمن الناصر أسمى تحياتي القلبية

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 00:42 - 2023/06/01
إقتباس لمشاركة:  شاي بلا سكر 16:06 - 2023/05/25  

سأخبرك عن رغودة بنتي 

هي مراعية جدا وتتسامح بسرعة كبيرة 

إذا حد مننا زعلها بشيء واعتذر 

لا تركز بطريقة اعتذاره 

خاصة سليمان اعتذاره دائما من خارج قلبه 

لكنها دائما ترد : 

خلاص عادي

لا بأس 

مش مشكلة " تعلمت الكلمة من فترة بسيطة هه"

 

أول ما بدأت الدراسة خفت عليها 

الأولاد في سنها مشاغبين 

خفت تنظلم او يتنمروا عليها

وحصل جد لأنها تبدو سهلة 

تبدو من النوع الي يسهل التحكم به وظلمه 

اول يوم جاءت بلا الوان 

اخذوا الوانها 

سكتت مش معقول من اول يوم اعمل مشكلة مع المعلمات 

ثاني يوم جاءت ضاحكة ومعها الوانها كلها

وقالت ي ماما امس ليان اخذت الواني واليوم قلت لها هاتي الواني ي شريرة هههه 

ما احاول قوله من القصة 

غالبا أن الجينات تحتل أكثر من النصف في سلوك المرء 

رغد ذكرتني بنفسي 

من وانا صغيرة كنت مشهورة بعض بنات وعيال عمي جميعا 

اسناني ع اكتافهم وخدودهم وباطن اقدامهم 

أي مكان اصل اليه لابد واترك اثر 

هذا وعمري عام واقل 

فقط الي ما كنت اؤذيهم هم إخوتي !

في ذلك العمر كيف فرقت بين اخوتي وعيال عمي ؟

 

اظنه الحب 

لأنواحدة من بنات عمي ايضا لم اعضها ابدا 

اظني احببتها وللان كمثل اخت لي 

من أحبهم اغمض عيني عن اخطاءهمبإرادتي وتحت شروطي 

قد يبدو الأمر كالغباء لكن ذلك اظنه اصل المحبة

اصل المحبة أن تتقبل الشخص بكل عيوبه قبل مميزاته 

ربما هذه المشاعر تنبع من منبع اناني 

وجود الناس الي نحبهم حولنا وتبرير اخطاءهم والتغافل عنها يجعل مساحة الأمان التي نعيشها مستقرة لوقت طويل 

اظن مساحة الأمان خاصتي تستحق هذا 

شكلي خبصت هنا كثير

 

قرأت الردود ايضا ^^ منكم نستفيد اعضاء النقاش المحترمين

تقبل تحياتي اخي 


السلام عليكم ورحمة الله

 

  أختي المحترمة الغالية شاي بلا سكر 

 

ما كل هذا الإبداع المتألق الجذاب

الذي رحل بي توّاً إلى قمم جبال عالية

حيث تنقلت بي عيناي بين طرقات حدائق غناء

سرعان ما التقيت فيها بالعزيزين رغد وسليمان وبالأم شهرزاد الحاكية،

بهذه الطلاقة والعفوية،

وبهذه السلاسة في الأسلوب العارض لأحوال رغودة وميولاتها

التي ذكرتني بميولات صغري

إلى التجاوز عن المخطئ وترديد نفس المعنى الذي تؤديه عبارة "ما كاين مشكل"، آو: لا مشكل هناك..

 

ذكريات العض بدورها تضحك أكثر مما تميل بالمطلع إلى المؤاخذة واللوم..

 

باختصار، هذا السرد الأخاذ لم أمل من إعادة قراءته أكثر من مرة..

 

منابع زمزمية تدفقت في جنات أرضية باسقة..

 

فما أجمل هذا الذي أتيتِ به هنا أيتها المبدعة المُلْهَمَة والمُلْهِمَة في نفس الآن..

 

حفظك الله تعالى وأبعد عنك كافة الشرور أنتِ وذويك،

 

رغد وسليمان وسائر الآخرين،

 

ودامت لكم الصحة والسعادة والهنـــــــــــاء 

0📊0👍0👏0👌0💭
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
  • 00:14 - 2023/06/09
إقتباس لمشاركة:  سوسن2022 11:54 - 2023/05/26  
سلامات أخي العزيز فجر السلام

أحببتُ الموضوع جدا جدا جدا، وزاد من جمالية المضمون كل هذه المشاركات المنطوية على نبرة صدق عالية. ولوهلة أحسست أنني كما لو أُجلست في مقعد وثير وطُلب مني إغماض العينين، ثم عُرض علي أن أبوح بحقيقة المكنون. لكنني أقول، منطلقة مع الطيور بحرية لا تخشى انقضاض الصقر وغارات صروف الدهر، إن هذا التغافل الذكي قلما يقف عنده الشخص ويتصرّف على ضوئه خلال تعامله مع الناس. وفي سِير عتاة السياسيين وكثير من الحكماء يُلمس جلياً هذا النوع من الاستخدام، فكثيراً ما يلجأون إليه إلى أن صار لديهم هذا النوع من التصرف عادة راسخة في التعامل مع الآخرين. ولقوة التغافل الذكي على تمتين علاقة التلاحم بين الأطراف مختلفي الطباع ما لا يجهل أثره. وقد يروقني أكثر استعمال لفظتي غض الطرف، فمضمونهما مجتمعين يضم الجمع بين الرؤية وإغماض العين في نفس الآن، إلا أن الأجمل أثره لدى الآخر، ذاك المتجاوز عن هفواته. وبيني وبين صديقتي فرق جوهري في هذا الصدد. فقد اعتادت التنبيه على كل شيء وفي كل آن: حذار من فعل هذا، فأنتِ إن قمتِ به حصل كيت وكيت... ولماذا فعلت هذا بهذه الطريقة، فالأفضل أن يتم إنجازه على الشكل التالي. كذلك عندما تقوم بإصلاح أي شيء، تعمد إلى قول ما فعلته، وتبدي مؤاخذتها على الفعل ، كاشفة الخلل بصراحة مطلقة وتكاد تكون جارحة. وقبل أن أقف على أن هذه طبيعة مترسخة لديها، وأنها عادتها في التصرف مع الجميع، بكشف بعض مصادر تصرفها على هذا الشكل بترددي على بيت أهلها والتعرف على والدتها التي كانت قمة في مؤاخذة المحيطين بها ومن ترد أسماؤهم من الناس من مختلف الطبقات، فأدركت للحال من أين جاء ذلك الغصن، فقبل أن أعرف هذا كنت دائمة الشد والجذب والأخذ والرد معها في الصغيرة والكبيرة. وعندما نقلتُ النظر إلى تصرفي الشخصي وإلى أعماق نفسي، وجدتُ طبعي يميل بي طبيعياً إلى التجاوز المرفوق في الغالب بالتدارك غير المحرج. وأدير وجهي نحو والدتي، فأكتشف مصدراً آخر من مصادر تأثري فيما أفعله، فهي بالفعل قمة التغافل الذكي، مع ما يرافق ذلك من صمت وصبر لانتظار أن تكشف الأيام عن آثار ذلك التصرف الحكيم. فعندما قرأت الموضوع، رحت أتأمل حالي، وحال المحيطين بي. فاستغربتُ للقيمة الكبيرة التي يتحلى بها التغافل الذكي في حياة الناس وتمتين أواصر التقارب، بل والارتفاع بحالات التوادد العادية إلى محبة صادقة. وهذا الوعي الدقيق بالموضوع سرعان ما انعكس على تلك العلاقة بيني وبين صديقتي وغيرها من الذين جمعتني معهم سبل الحياة، فالحمد لله أن تمّ ترميم الكثير من الثغرات، وتجاوز العديد من الهفوات التي لو تمّ أخذها بالصرامة اللازمة للحين لأتت حتماً بنتائج عكسية، ولما أصلحتْ شيئاً، بل ولزادت البلة بلّات. قد يكون ذلك التغافل الذكي ذا تأثير إيجابي في حالات دون أخرى، ولكنه موجود على أية حال. وتتراءى أمامي كثير من الحوادث التي تستحق فعلا أن تُذكر في هذا المقام، ولكن الحيّز ومناداة المعتاد من الأشغال تدفعني دفعاً إلى أن أرجئ ذلك إلى فرصة قد تأتي وقد لا تأتي. تحياتي

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 أختي العزيزة سوسن

 أسمى تحياتي الأخوية الصادقة

 

  فلقد مسَّ تعليقك شغاف قلبي،

واستبدت بي نشوة استلذاذ التطويح في الآفاق

 مع هذا الموقف وذاك،

 وهذه الوقفة وتلك،

وتقليب النظر باندهاش متجدد متفاعل

مع كل هذا البوح المتدفق

 في عفوية ملموسة

وصدق لا تخطئه العين

 ولا الأذن والنفس والقلب..

 

 فيا لله!

 

كيف انتهى بك الحديث فجأة إلى نقطة التوقف؟!..

فعسى أن تتاح لك مجدداً الزيارة،

هنا، أو في إدراج لاحق، إن شاء الله تعالى،

 وتزيدينا متعاً

 فوق ما أضفيت علينا من مِنَحِ المُتَع وجود الإمتاع..

 

فأما طبيعة الوالدة وتوريث ذلك للأبناء،

 فهذا، حسب الملاحظ المشاهد، إن صدق تارة،

 فقد لا يصدق في حالات أخرى..

 بل وإني كثيراً ما لمستُ تباين طبائع الأبناء والآباء،

والكتابات في هذا الصدد عديدة،

ومعالجة الموضوع قديمة ولا تزال محط اهتمام حتى الآن..

ولا أعتقد إلا أن كفتها ستظل راجحة

عبر سائر العصور القادمة المتلاحقة..

 

 ومهما يكن، فهنيئاً لك بأمّ من طينة المرأة

المتشبّعة بهذا المبدأ الساحر

والذي يعبر عنه اصطلاح التغافل الذكي..

 كما أهنئك أختي سوسن على أن منحك الله تعالى نفس الميزة..

 

 دامت لأخوتك الصحة والسعادة والهنـــــــــــــــــــاء    


0📊0👍0👏0👌0💭
سالخ العقول
  • المشاركات: 17
    نقاط التميز: 30
عضو جديد
سالخ العقول
عضو جديد
المشاركات: 17
نقاط التميز: 30
معدل المشاركات يوميا: 0
الأيام منذ الإنضمام: 740
  • 17:17 - 2023/06/18

 السلام عليكم ورحمة الله

 

أعجبني الموضوع و تذكرت قصة جميلة تصب في هذا السياق سأذكرها لكم:

 

يقول أحد المدراء :

عندما ترقيت إلى منصب مدير
كان من ضمن الموظفين عندى شابٌ نشيطٌ جداً ،
وناجحٌ في عمله ،
وكان يقوم بكل ما يطلبُ منه بذكاءٍ وسرعةٍ ودقةٍ ،
كما أنه يحقق نسبةَ إنجازٍ عاليةً ، لكنه كان لعوباً إلى حد ما
فلقد كان يغادرُ مقرَّ عملهِ كثيراً بدون إذن ،
حتى أن إجازاتُه وأذوناتُه أكثر من المُعتاد.
ذاتَ مرة تقدّم الشاب بإجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة ..
لكنني رفضتها
فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ ،
واتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور
ولأنني أعرف أنه ليس مريضاً
ذهبتُ صباحاً إلى بيته وانتظرتُ هذا الشاب باكراً ثم قابلته وهو يحمل عدّة الرحلات
كاد الموظف يذوبُ خجلاً ،
ووجههُ يتقلّب بين الخجلِ والحرج
للأسف ،
بينتُ له أنه لم يكن قادراً على خِداعي ، وأنني لستُ بتلك السذاجة التي يظنُّها
وبرهنت له أنه كاذب ،
وخصمتُ عنه أجرَ اليوم مضاعفاً
لكن ماذا حصل بعد ذلك
بعد أيامٍ ،
تقدَّم الشابُّ باستقالته
ومن جهتي ،
خسرتُ جُهده ونسبةَ الإنجاز العالية التي كان يُحققها ،
ولم يعُد بالإمكان أن أرفع لإدارتي العليا نسبَ الإنجاز السابقة ، وصرتُ بحاجةٍ للبحث عن شاب يمكنه أن يحقِّق ذات الإنجاز وهم قليل
لقد كان غباءاً منقطعَ النظير ،
فما الذي استفدتُه من ذلك... ؟
يومها ،
إكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا ، يكون بسبب التضييق على الآخرين ، وإغلاق منافذ الهروب
ما يجعل الطرف الآخر،
أمام خيارين :
إما أن يهربَ مِنك وتَخسر جهده أو يتخذك عدواً فيكيدُ لك ويدعو عليك وسيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس .
وفي كلتا الحالتين ستكونُ خاسرا"
لذلك،
أجدُ أنه من المناسبِ أن تختارَ اللحظةَ ، لتسمحَ للطرفِ الآخر أن يتراجَع ، أن يهربَ بِكرامة ،
فبعضُ التغافل مفيدٌ جداً.
لن تكون منتصراً فعلياً فيما لو كشفتَ المرء أمامكَ وأمام نفسه حد الاحراج ،
حيث لن يجد بداً من المواجهة أو الهروب
فالتجمُّل و التّغافل هو ورقة مهمة و التي تسترنا وتحمينا.
ليس الغافل بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغافل.
الأفضلُ دائماً أن تفتحَ لخصمكَ طريقاً يخرجُ منه كريماً فيحترمُك ، بدل أن تُحرجه فيُعادِيك.
لا يُشترط أن تفوزَ بكل المعاركِ فبعضُ الفوزِ هزيمة .
ولا تُحرق مراكبكَ أبداً ،
فقد تحتاجها قريباً
 
تقبلوا مروري
0📊0👍0👏0👌0💭
Msalah2021
- عضوية مقفولة -
Msalah2021
- عضوية مقفولة -
  • 13:12 - 2023/07/05
** مشاركات هذه العضوية مخفية بواسطة الإدارة **
0📊0👍0👏0👌0💭
flakhlag

  • المشاركات: 241094
    نقاط التميز: 122244
مشرف سابق
flakhlag

مشرف سابق
المشاركات: 241094
نقاط التميز: 122244
معدل المشاركات يوميا: 54.5
الأيام منذ الإنضمام: 4421
  • 16:56 - 2023/11/19
السلام عليكم ورحمة الله،،
حياك الله أخي الكريم فجر الإسلام وهذا الموضوع المميز طرحا وغنى ،،
قرأته بشغف كبير واستمتعت بمتابعة الردود حوله ووجهات النظر الطيبة،،
لن أضيف الكثير على ما تفضلتكم به ياا كرام الأكارم،،
فقد وضعتهم الأصبع وأشرتم بالبنان إلى المعنى والمراد،،
هو بعينه التغافل الذكي ›»»» حفظ علاقة وصون صحة
وهي لعمري الغاية من كل أمر يعتريناا
حفظ سلامتنا وشراء راحتنا أهم من كل شيء
وكل الوسائل مشروووعة لتحقييق هذه الغائية المفيدة روحاا ومعنى،،
عندناا مثل أو بالأحرى قول داارج يقووول : " دير عين ميكة "
وانت تعرف معنااه أخي بحكم بالبلد هههه
وشرحه معنااه هو التغاافل نفسه بـ ذكاء :)
لـ (دير) ضع ، (ميكة) هي البلاستيك ،،
وعلى قول الحسن البصري رحمه الله :
"وماا زال التغافل من فعل الكراام "

أحييك مجددا أخي الكريم على هذا الموضوع الهادف جدااا،،
ولا يفوتني في الأخير أن أشكر أختنا الكريمة والطيبة سلمى على ترشيحها لي لهذا الموضوع
ومواضيع أخرى بهذا المنتدى العامر برقي نقاشاتكم وأفكاركم جميعا ما شاء الله،،
ودي والياسمين،،
🌼
0📊0👍0👏0👌0💭

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 التغافل الذكي.. حفظ علاقة وصون صحةبداية
الصفحة