عرفت التجوية  الملحية منذ فترة زمنية طويلة ، فقد اشار كل من Blank & Passarge الى دور تبلور الاملاح في تفكك الصخور بالصحاري .

و رغم بعض الجوانب الكيماوية لهذه العملية الا ان دورها في تفكك الصخر دور فيزيائي ميكانيكي في المقام الاول .

ومن الشائع ان التجوية الملحية تتسبب في تبلور محاليل زائدة التشبع بالاملاح تمتلئ بها شقوق و مسامات الصخور ، وحيثما تنمو البلورات فانها تحدث اجهادات على حدود الفواصل الصخرية وعلى حبيبات الصخر مما يؤدي الى تفكك حبيبي (زاوي) لها ، هذا النوع من التجوية قد يحدث بانتظام على السفوح او قد يتمركز في مواقع ضعف محددة مثل حفر التجوية او التكهفات الصخرية وخاصة في المناطق الصحراوية الحارة حيث التساقط المحدود والحرارة المرتفعة يساعدان على تكون بلورات الملح وخاصة عند اقدام السفح .

وفي المناطق شبه الجافة يعد الغبار الملحي من العوامل الاكثر اهمية في عمليات التجوية حيث يستقر في الشقوق الصخرية ويعمل على اتساعها الى جانب ما يسببه من تكون انبعاجات في السطوح الصخرية عقب سقوط المطر وظهر ذلك بوضوح على السواحل المدارية حيث تزيد طاقة التبخر ويتبلور الملح الموجود في رذاذ البحر داخل الشقوق الدقيقة بالصخر .

وفي المناطق المدارية الاكثر رطوبة توجد عملية غسيل للملح نحو طبقة ما تحت التربة ومن ثم فان عملية التبلور الملحي وما ينتج عنها من تجوية للصخر ذات اهمية محدودة في مثل هذه المناطق ، واذا كانت مع ذلك تظهر حفر مستديرة ملساء الجوانب تصل اقطار فتحات بعضها الى عدة كيلومترات تتميز بها عادة مناطق الظل عن اقدام سفوح الجزر الجبلية وخاصة عندما تكثر الفواصل الافقية بهذه السفوح مع غيرها من خطوط الضعف الناتجة عن عمليات تجوية اخرى .

و يوجد شكل اخر من اشكال التجوية اشار اليه كل من cooke & Warren يتمثل في تمدد الاملاح بالحرارة داخل مسامات الصخر وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال ساعات النهار في الصحاري المدارية مما يؤدي الى ترسب بلورات الملح في التشققات قرب سطح الارض .

وقد تم قياس هذه العملية في المعمل و وجد ان البلورات الملحية تتاثر بالفارق الحراري اليومي حيث يؤدي الى تغير في احجامها الى درجة يمكن ان تسبب في تفتت الصخر ، وقد لاحظ كذلك حدوث اجهادات بسبب تموء البلورات تعمل بدورها على زيادة فعالية التجوية الملحية في التاثير على الصخور وتفتيتها .

والنقطة الهامة هنا تتمثل في كون معاملات التمدد بفعل التموء لمعظم الاملاح الشائعة عادة ما تكون اعلى منها في معظم الصخور ، فعلى سبيل المثال نجد ان نترات الصوديوم وكلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم تزداد احجام بلوراتها بنسب تزيد ثلاث مرات عن الجرانيت . ولذلك كانت قوى التموء الملحي ذات اهمية كبرى في عملية التجوية الملحية وخاصة ان الاجهادات الناتجة عنه يمكن ان تتكرر اكثر من مرة في الفصل الواحد و ربما في اليوم الواحد .

توضيحا لما سبق ، عندما ترتفع درجات حرارة السطح خلال ساعات النهار فان محاليل لملح التي صعدت نحو السطح بفعل الخاصة الشعرية Capilarity تتعرض ما بها من مياه للتبخر عند السطح او بالقرب منه مرسبة ما بها من املاح وباستمرار هذه العملية تنمو البلورات الملحية مسببة اجهادات كبيرة على الحبات التي تلامسها مما يؤدي الى تفكك الصخر ، واثناء ذلك فان بلورات الملح غير المتموئة او قليلة التموء تمتص بخار الماء من الجو ، يساعد على ذلك وفرة الرطوبة النسبية والارتفاع النسبي في درجة الحرارة .

 وعموما ، فان العمليات السابقة تعد مثالا صادقا للتجوية الفيزيوكيماوية يرتبط بها العديد من الاشكال المورفولوجية مثل حفر التجوية وحفر التافوني التي تميز المناطق الرطبة المدارية .