من المعروف ان الصخور تتكسر عندما تتعرض لتغيرات يومية حادة في درجات الحرارة ، ولذلك تعد الصحاري لمدارية من اكثر المناطق ملائمة لمثل هذا النوع من التجوية الفيزيائية حيث درجات الحرارة خلال ساعات النهار تصل الى اكثر من 40 درجة ، بينما قد تنخفض درجات لحرارة الليلية الى الصفر المئوي او ما دونه احيانا .
والحقيقة ان السطوح الصخرية تتعرض بشكل فعلي لتذبذبات حرارية اكبر بكثير مما اشير اليه آنفا ؛ وذلك لانها عندما تتعرض بشكل مباشر لاشعة الشمس ترتفع حرارتها الى اكثر من 65 درجة مئوية وعادة ما تكون الصخور اكثر تأثرا بالتجوية الحرارية ؛ وذلك لان انخفاض الالبيدو الحراري لها يؤدي الى حدوث اقصى امتصاص للحرارة بها ، كذلك نجد ان الصخور التي تتكون من مجموعة من المعادن المختلفة (خاصة الصخور النارية والمتحولة) اكثر تأثرا بهذا النوع من التجوية ، وذلك لان لكل معدن من هذه المعادن التي تدخل في تركيبها معامل تمدد خاص بها وقابلية خاصة لتوصيل الحرارة وذلك من شانه ان يؤدي الى حدوث تغيرات في درجات حرارة الصخر والى وجود ضوط واجهادات متباينة وذات اتجاهات مختلفة في المكون الصخري وينتج عن ذلك مع الوقت ظهور تشققات غير منتظمة في اتجاهاته مما يساعد على تكسر الصخور وتفتيتها بمعدلات اسرع بكثير من الصخور متجانسة التكوين مثل الحجر الجيري او الحجر الرملي .
وعادة ما تحدث هذه التغيرات في الطبقات الخارجية (السطحية) للصخور المواجهة للتغيرات الحرارية الجوية ليمتد التاثير بعد ذلك ببطء الى داخل الكتلة الصخرية وخاصة اذا ما تذكرنا ان الصخور بشكل عام ليست جيدة التوصيل للحرارة ، ولذلك فان الطبقة المتأثرة بالتجوية الحرارية بشكل مباشر لايزيد سمكها على سنتمترات قليلة ويعد وجود المفتتات الخشنة حادة الزاوية بوفرة دليلا واضحا على نشاط التفتت الفيزيائي والتورق وغيرها من ملامح واشكال هذا النوع من التجوية .

ويوضح الشكل مثالا لاثر التجوية الحرارية على جلمود صخري مع الاخذ في الاعتبار عند متابعته ان هناك اكثر من عملية تجوية شاركت في تطوره بالصورة التي تظهر في الشكل والتي نختصرها فيما يلي :
أ-تمثل جلمود صخري به تقشر نتج عن تتابع التمدد والانكماش بسبب التغيرات الحرارية ، يلاحظ المفتتات المتراكمة على جانبيه مع زيادة كمياتها مع استمرار تجويته .
ب-يبين قطاع في نفس الجلمود (أ) يتضح منه سمك الجزء الذي تعرض للتشقق بفعل التجوية الحرارية .
ج-يوضح مظهر القباب التي تعرضت للتقشر وهي بمثابة قلب الصخرة التي لم يصل اليه اثر التغيرات الحرارية ، مع تراكم التكوينات المفككة لناتجة عن التجوية عند سفوحها الدنيا وهي مفتتات حادة الزوايا تعرف بالبريشيا .
وجدير بالذكر ان التجارب المعملية لم تحسم بعد مدى فعالية هذا النوع من التجوية ويسرد راي في الوقت الحاضر مفاده ان تتابع التمدد والانكماش الحراري يسبب تفتتا محدودا للصخور ، مع كونه في نفس الوقت يلعب دورا هاما في تقوية وزيادة فعالية عمليات التجوية الاخرى ومنها التجوية الملحية ، ويمثل هذا الدور من خلال اثرها في زيادة درجة نفاذية الصخر والتي تعمل بدورها على تسهيل دخول مياه المطر لمسافات داخل كتل الصخر والقيام بالتحلل الكيماوي الذي يعمل على توسيع الشقوق والتي تكون قد نتجت نتيجة لازالة الضغط من فوق هذه الصخور .