السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا" ومرحبا" بأخى وصديقى العزيز / عادل (بيكينباور) - فى موضوع (إلى أى مدى تكون مرجعية حوارتنا موثقة )
أبدأ بالثناء على المقالة فهى جد رائعة وليست بغريبة عن كاتبها المبدع - كما أثنى على تعقيب الرائع أخى العزيز (أبو ماجد ) فقد كفى وأوفى ولم يترك لنا شيئ نضيفة فتعقيبه كان جد رائع
حتى ولو كانت منقولة فقد أجاد الإختيار فتحية كبيرة إليه يغيب عنا بعض الوقت ثم يأتى بالدرر
نأتى للمقال -- فى كثير من الأحوال يجمل بعض القادة أو الزعماء أنفسهم عن طريق بعض الإعلامين أو الصحفين ممن عجنهم وخبزهم النفاق وهم الأفة الحقيقية لتزين الفساد وخراب الذمم
فيأثروا على الأطفال والشباب والعامة ممن يستمعون ولا يقرأون لكن يتبقى معاصرون شاهدوا وعرفوا الحقائق المجردة لكن لا يعيرهم الناس إنتباها" بل ويظنوهم من الكارهين الحاقدين المبخسين
الناس أشياءهم ---
وعلى ذكر الشخصية السياسية التى تحدثت عنها - يحضرنى أننى كتبت قصة فى منتدى القصص القصيرة إسمها (زعيم من الوهم ) ربما تجسد الهالة الكبيرة الى يحيطون بها بعض الشخصيات
السياسية - وقد كنت مثل شأنك فيما ذكرت أمجد هذه الشخصية كثيرا" كثيرا بل مازال الكثيرون يمجدونه حتى الأن وهناك حزب سياسى بإسمه - وكان لدى الكثير من الإنجازات التى حققها
أستطيع أن أجادل بها أى شخص حتى ولو كان إستاذ للتاريخ ----
وفى إحدى المرات كنت أقرأ كتاب ضخم للتاريخ يدرس فى إحدى الكليات لأستاذ دكتور فى التاريخ كان يستعرض فيه الحكام الذين حكموا البلاد من عهود طويلة حتى وصل إلى عهد هذه الشخصية
فعنون عهده بأنه (عهد المظالم والهزائم ) - كنت فى حالة غضب شديد وأنا أقرأ ما قال -وكنت أهاجم هذا الدكتور فى كل مجلس نقاشى بأنه حاقد مدلس ----
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته مرحبا و أهلا و سهلا بك أخي العزيز عبد الرحمن و شكرا لتواجدك و حضورك الكريم يبدو أن لدينا تجربة مشابهة تماما بخصوص الموضوع و بالفعل الإنسان ينصدم صدمة عميقة عندما يعتقد اعتقادا جازما بخصوص أمر معين و يستميت في الدفاع عنه من كل قلبه ثم يكتشف أنه بنى اعتقاده و إيمانه الجازم و عواطفه على سراب و معلومات مغلوطة من صناعة و تزوير وعاظ السلاطين
نحن شعوب تتحكم فيها العواطف والعنجهية والعصبية والعنصرية --فإذا ما كانت مثل هذه الشخصيات ظالمة أو فاسدة فماذا سيتبقى لنا لنفتخر به ---
مر الوقت والزمان وقرأت كتب كثيرة متنوعه ومتعددة وموثقة وسألت بعض الشخصيات ممن عايشوا عصره وهم شباب أو رجال - لأننى عايشت عصره طفلا" ---وبعد بحث فى الموثقات
تبين لى صدق ما كان يقوله أستاذ التاريخ - بل ما ذكره كان شديد الإختصار - فهذه الشخصية الى كانت تعرفها كل بلاد الدنيا كان شخصية متسلطة ظالمة يهوى التعذيب وكان معظم رجاله
لديهم سادية مقيتة - ما إنتصر فى معركة خاضها قط -بل دمر قدرات البلاد وفشله كان كبير على كافة المستويات - ولا يستحق ولو جزء بسيط من الهالة التى أحاط نفسه بها وأحاطوه بها
نعم نحن فى معظم أحوالنا نتكلم ونتحاور بالعاطفة وليس بالموثقات ------
أحيانا الواحد يحمد ربه أنه حتى مثل هذه الوثائق و الكتب لا تزال موجودة لأنه في العادة أجهزة المخابرات لا تكتفي بالتكتم على الوثائق و عدم الإفراج عنها إلا بعد عشرات السنين أو عدم الإفراج عنها مطلقا بل هناك وثائق تخص حقائق معينة تتلف و تضيع معها الحقيقة إلى الأبد فلا يبقى سوى التزوير و التلفيق
أحد الزعامات الكبيرة كان عندما يتحدث يرفع أصبعيه بعلامات النصر ويقول نحن شعب الجبارين --يتباهى بأنه شعب الطغاة -ونحن مازلنا نتباهى بأننا أحفاد الفراعنة -نحن أحفاد فرعون
العظيم أكبر جبار فى التاريخ -
طبعا أخي عبد الرحمن لا شك أنني معك بعدم الفخر بشخص وثني و جبار لكن رغم ذلك شخصيا من المعجبين بإنجازات الحضارة المصرية القديمة العلمية و الفنية و الحضارية طبعا بعيدا عن الوثنية و الخرافات و العقائد المصادمة للدين لذلك أظن و الله أعلم أنه لا بأس من الاعتزاز بالإنجازات العلمية و العمرانية البحتة و عدم استخدام لفظ فراعنة و إنما المصريون القدماء أو الحضارة المصرية القديمة،و بحسب علمي و حسب ما قرأت أن ملوك مصر القديمة لم يكونوا يطلقون على أنفسهم لقب فرعون و إنما أطلقه عليهم من جاء بعدهم من علماء الآثار و لقب فرعون يختص بفرعون موسى و ليس بالملوك الآخرين لكنني بحاجة للتأكد من المعلومة و مراجعتها للأمانة لأن قراءتي لها كانت قديما فلم أعد أتذكرها بدقة
إبنى ادم كما ذكر فى الإسرائيليات هم هابيل (الصالح) وقابيل (الحاقد الحاسد القاتل ) فهل سمعت أن هناك شخص أسمى إبنه هابيل -كلا - الجميع يسمون أبناءهم قابيل - على إسم القاتل
الحكم بالعاطفة والعنصرية هو ما يجعلنا نتناسى البحث عن الحقيقة الموثقة ---
معلومة رائعة و ملاحظة في غاية الروعة أحسنت القول
حتى ونحن نتحاور - معظم حواراتنا تغلب عليها العاطفة بل فى بعض الأحيان نرفض الموثق وبشدة --أنا شخصية لى موضوع فى هذا المنتدى تم رفضه من قبل الإشراف رغم أنه موثق
لأسباب عاطفية - وعندما وضعته فى منتدى أخر تم حظرى من المنتدى وهاجمنى الجميع إلا صديق حبيب إلى قلبى - وكان الهجوم عاطفى رغم أنه كان تاريخ موثق ومكتوب بحيادية
هنا أخي عبد الرحمن تظهر إشكالية كبيرة جدا هي أن الكثير من الشخصيات السياسية و الدينية تكون مثيرة للجدل لدرجة لها أول و ليس لها آخر بحيث أن الشخص المؤيد لو قال رأيه فيها صراحة و أعرب عن تأييده لها لتلقى وابل من سهام النقد و الشتائم من الذي يعارضها،و في المقابل الشخص المعارض لو قال رأيه و عبر عن معارضته لتلقى وابل من الشتائم و النقد من المؤيدين،و كل شخص سيقول لك أنا عندي أدلة و وثائق و الكل سيتعصب لرأيه و لن تجد أحد إلا من رحم ربي يريد النقاش بهدف الوصول إلى الحقيقة و هذا الأمر لمسته مع أكثر من شخصية مثيرة للجدل،و أنا كان لدي تجربة مماثلة في أحد المواقع حيث قام مدير الموقع بإنزال مقال عن كيان سياسي في أحد الدول العربية في الصفحة الرئيسية للموقع انتهت فترة حكمه منذ أكثر من سبعين عام يعني مات و شبع موت و القليل من يعرفه أساسا،علقت عن رأيي المعارض لهذا الكيان و لرأي مدير الموقع الذي يمتاز بديمقراطية حقيقية في الأخذ و الرد و السماح بإبداء الرأي المخالف و هذا سبب نجاحه و نجاح موقعه،المهم دخل عضوين و علقا بحدة على تعليقي مع نبرة تهجم فأغلق مدير الموقع التعليقات و حول المقال من الصفحة الرئيسية و جعل المقال في مكان ثانوي و قال أن سبب ما فعله أنه أتت عشرات التعليقات التي فيها تهجم و إساءة على الأطراف المشاركة في الحوار و أنه نادم على كتابة هذا المقال،استأت من تصرفه بالغ الاستياء لأنه لم يترك النقاش مفتوح فكان ينبغي عليه منع المسيء من التعليق و ترك حرية التقاش مهما كان حادا لمن التزم بحدود الأدب من دون إساءة لا سيما أنني تعبت في الكتابة و بفعله ضاع كل جهدي،لكن تفهمت ما فعله لأنه لو لم يفعل ذلك سيأتيه وجع رأس و اتهامات و قلي و قلك لن ينتهي منه،لذلك شخصيا حتى رغم أنني في الإنترنت و رغم أنني أكتب باسم وهمي لا أستطيع قول 90% من رأيي في أي شخصية عربية أو بلد عربي و حتى و لو قلت رأيي لا أستطيع ذكر البلد أو الشخصية بالاسم مباشرة لأنه سينتهي النقاش لا محالة بالدخول في دوامة مهاترات أو شتائم يضطر المشرف لإنهائها كي يريح نفسه من التخوين و التحيز و الاتهامات و حتى لو لم يحصل ذلك فهو سينشد الراحة من وجع الرأس،فعموما أصبحت أهتم في طلب الحقيقة من أجل نفسي أكثر من الاهتمام بإقناع الآخرين بها لأن هناك من لن يقتنع ليس بسبب ضعف حجتك و إنما لأنه هو لا يريد أن يقتنع حتى و لو أتيت له بألف دليل و لم يكن معه أي دليل،أضف إلى ذلك كله أن هناك فعلا شخصيات مثيرة للجدل قرأت عنها كتب أو مقالات لحد الآن لا أستطيع أن آخذ حيالها أي موقف سواء بالسلب أو الإيجاب لأنك لا تدري بمن تثق و من تصدق،يعني الإشكالية ليس فقط بالسماح بإبداء الرأي بل أيضا في الحقيقة نفسها
ألم أقل لك أحيانا" التوثيق يتعبنا نفسيا" لأننا نريد أن نحيا فى الوهم ---
إي و الله صدقت و فعلا بالنسبة للبعض عيش في الوهم اللذيذ و لا تعيش مرارة الصدمة
أعتذر للإطالة - بارك الله فيك أخى وصديقى الحبيب / عادل
مع خالص تحيتى
.