هذا العنوان اقتبسته كما هو أحد لاعبي جيل 2007 وهو أحمد مناجد والذي قال أن جيل 2007 قد اخذ حقه وانتهى، وجيل علي عدنان وهمام أخذ حقه وانتهى، ونحن اليوم نعيش عصر اللاعبين المغتربين.
طبعا أحمد مناجد برر كلامه بأن اللاعب المغترب قد تأسس تأسيسا صحيحا وأكله صحي ويلعب بتوقيتات وينام بتوقيتات.
طيب يا أحمد بن مناجد: لماذا الدوري العراقي الذي تصرف عليه مليارات الدنانير غير قادر على اخراج لاعب سوبر؟ لماذا.
ولماذا أعلن نادي الشرطة اليوم انسحابه من البطولة؟ لأنهم قالوا: أن على الذي يشارك في هذه البطولة أن يكون بمستوى أندية مثل الدحيل والهلال وغيرهما من أندية آسيا المتقدمة.
طبعا كلام أحمد مناجد وتصريح نادي الشرطة هي رسالة الى من ينفخ باللاعب المحلي وبالمدرب المحلي وبالدوري المحلي، ومفاد هذه الرسالة: اننا نحن أهل الاختصاص ونقول لكم بأن دورينا وانديتنا عدم في عدم، وأهل مكة ادرى بشعابها فلا تكونوا ملوكا اكثر من الملك نفسه.
مالذي ينقصنا؟ سؤال مهم جدا، هل ينقصنا المال؟
نعم اعتاد الكثير من المتابعين والمحليين والمدربين والصحفيين العراقيين أن يقولوا: أن نادي مثل الدحيل يستثمر اموالا اكثر من ميزانية الاتحاد العراقي، فهل انتم مقتنعون بهذا السبب؟ انا اشك بهذا
ومرد شكي أن هناك أندية كالأندية الإيرانية برغم المقاطعة الاقتصادية والوضع الاقتصادي الصعب وبرغم ان ميزانياتها غير ضخمة الا أنها تنافس بقوة في دوري الابطال
دول الخليج تمتلك أموالا لكن لا تمتلك قاعدة، وانديتنا تمتلك قاعدة ولا تمتلك أموالا، إذن الأمر متوازن، فلماذا لا نلحق بمستوى انديتهم؟
اعتقد أن الخلل الذي لدينا ليس في موضوع المال، وإن كان المال سببا مهما جدا، لكن نحن لدينا سببا أهم من المال آلا وهو التخطيط، نعم التخطيط.
لدينا غياب كبير جدا في التخطيط لكرتنا العراقية ككل.
نفوس العراق اكثر من 40 مليون انسان فكم من شبابنا وبراعمنا مهوسون بكرة القدم، فلنقارنها مثلا بقطر او الإمارات، تكون المحصلة في صالح العراق بالتأكيد.
فلو كان لدينا تخطيط صحيح لكنا قد استفدنا من هذه البراعم الموهوبة والتي تذبل وتنتهي من غير أن يتم صقلها أو تطويرهاوالتي يمكن تطويرها بمبالغ زهيدة جدا، لو كان عند انديتنا تخطيط لكان لدى النادي أكثر من ملعب نظامي للتدريب بدلا من الملعب الوحيد غير الصالح للتدريب الذي يلعب عليه النادي وفريقه الرديف وشبابه وهلم جرا، فبدلا من اموال طائلة تنفق على محترفين لا علاقة لهم بالاحتراف الا بالاسم فقط كان بالإمكان وضع بعض هذا المال في انشاء ملاعب تدريب نظامية، اين التخطيط في هذا؟ غائب بالتأكيد.
الأكاديميات والمدارس في الأندية تفتقر للتخطيط:
الأكاديمية في النادي إن وجدت عبارة عن مدرب لا يتقاضى راتبا ولا يعلم كيف يصقل مواهب اللاعب ولا وجود لمدرب اعداد بدني ولا توجد لديهم قاعة حديد ولا مسبح والملعب ان وجد فهو من العشب الصناعي واذا ارادوا نقل الفريق ليلعب مباراة في مكان آخر يدخل النادي في حالة هم وغم لتأمين اجور نقل اللاعبين.
اين التخطيط في هذا؟ لو كان هناك تخطيطا صحيحا في هذه الأكاديميات لصقلت مواهبة كثيرة ولاستطاع النادي ان يبيع الكثير من هذه المواهب التي تم صقلها وبالتالي يحصل على اموالا طائلة اكثر من التي تأتيه من مؤسسته، الافتقار للتخطيط في الأكاديميات ضيع علينا ملايين الدولارات فقط في الاعتناء بالمواهب وصقلهم.
التخطيط في الأندية
انديتها يغيب عنها التنظيم والتخطيط وتعمل بروح الفزعة والنخوة والقرارات الإرتجالية، فانديتنا تفتقر للجان خبراء يخططون للنادي وفق مراحل وتوقيتات يسير عليها النادي وصولا للتطور المنشود.
لوكان هنك ثمة تخطيط جيد لاستثمرنا المواهب التي يزخر بها العراق وتم رفد الأندية بلاعبين موهوبين قد تم تأسيسهم تأسيسا صحيحا ولاستطعنا أن نجاري الدحيل وسواه باللاعبين المحليين، لكن الفوضى هي التي أودت بكرتنا في مهاوي الردى.
التخطيط في الاتحاد العراقي
واضح جدا غياب التخطيط لدى الاتحادات العراقية المتعاقبة، فلم يوجد سابقا اي لجنة فنية تخطط لتطوير منظومة كرة القدم العراقية، ولم نلحظ مثل هذا التخطيط، وأفضل دليل على عدم وجود الرؤية وافتقارنا للتنظيم والتخطيط هو إلغاء دوري الفئات السنية، كيف ستتطور قاعدة اللعبة اذن ان لم يكن هناك دوري للفئات؟ حتى في جزر الواق واق لا يحدث هذا، والمعنى المباشر أن اللاعب سيصل من الشارع مباشرة الى النادي في الدوري الممتاز.
هل من المعقول أن الاتحاد العراقي ليس له مركز اداري وفيه ملاعب تدريب متكاملة وقاعات استشفاء وقاعات محاضرات واخرى للحديد؟ هل معقول أن يبحث منتخب الناشئين والشباب عن ملاعب ليتدربوا عليها؟ كيف نطور اللعبة اذن ونحن لا نمتلك ملاعب تدريب لمنتخباتنا؟ اين التخطيط في هذا؟
اكتفي بهذا وهناك مؤشرات كثيرة جدا على غياب التخطيط في منظومتنا الكروية، فأزمتنا في الحقيقة ليست أزمة مال بقدر ما هي أزمة تخطيط وتنظيم...وشكرا للجميع
نعم المال مهم لكن الأهم منه هو التخطيط في استثمار المال الموجود لصنع كرة قدم عراقية حديثة...وآسف للاطالة