هذا العام وخلال السباق الدرامي الرمضاني، كان هناك أمرٌ مختلف، هذه المرّة كانت هناك لائحةٌ جديدة تضاف إلى اللائحتين المعتادتين: من نجح ومن خاب. أتت اللائحة الجديدة محملة بأسماء مسلسلاتٍ “وعدت بالكثير” ولكنها لم تفِ بوعودها البتة، مشكلة مسلسلات هذا الفئة أنها كان من المفترض أن “تكسّر الدنيا” بحسب التعبير المصري العامي، لكنها فشلت حتى في أن تكون ذات أهمية بالنسبة لمتابعي المسلسل الدرامي، بعضها للنص المكتوبة بتسرّع، وبعضها للزحمة داخل العمل، وبعضها فقط لأنّها صنعت بكليتها على عجل.
مسلسلاتٌ نجحت:
الزند: ذئب العاصي: ذئبٌ المسلسلات المفترس
يمكن الحديث مطولاً حول كاريزما النجم السوري تيم حسن، وليس استقباله استقبالاً شعبياً في “المعهد العالي للفنون المسرحية” في دمشق إلا دليلاً على أنَّ هذا الممثل يحوز على “افتتان” حتى بين “زملائه” في الوسط. يمتاز حسن بذكاءه المتقد، فهو بعد “تمركزه” لسنواتٍ طوال خلف “الهيبة” و “جبل شيخ الجبل” وتحوله إلى “صنم” هناك، قرر كسر الصنم وإطلاق مهاراته. بتعاون مع ذات فريق العمل الذي قدّم معه الهيبة من المخرج سامر برقاوي وذات شركة الإنتاج (أي شركة الصبّاح)، لكن مع إضافة مهمة للغاية هي الكاتب عمر أبو سعدى، والذي قدّم مسلسلاً سيظلُ يحكى عنه لسنوات، فضلاً عن أغنية “تتر” كأنها كتبت خصيصاً لهذا العمل. “الزند: ذئب العاصي”، والذي نجح في تقريب الهوة بين اللهجات، مسبوكٌ بشكل جميل، محبوك بحرفة، وفوق هذا يمكن أن يصنع منه أجزءاٌ متعددة دون ملل.
مربى العز: الفكرة أجمل بكثير من التطبيق
شأنه شأن المسلسل السابق، مخرجةٌ معروفة وماهرة هي رشا شربتجي، ممثلون نجوم مثل عباس النوري، محمود نصر، وأمل عرفة، كل ذلك لم يستطع أن ينقذ مسلسلاً جاءت فكرته أكثر تعقيداً مما ينبغي. القصة التي كتبها علي الصالح، ورسمت صورتها العامة رشا شربتجي بدت “مبهمة” منذ الحلقات الأولى، لايفهم المشاهد منها شيئاً. محاولة اللعب على “قبل وبعد” في القصة، جعلت الأمور غير واضحةً البتة، ولم تنفع محاولات نجم العمل محمود نصر في الإنقاذ، إذ بعد خامس حلقة من هذا الإبهام الكبير، يفقد المشاهد رغبته بالمتابعة، مهما كانت الحلقات المتبقية مهمة أو قوية.
مسلسلاتٌ فشلت بشكلٍ ذريع
باب الحارة الجزء 13: الرجاء التوقف
يمكننا الخلاص إلى أنَّ واحد من أكثر أمنيات متابعي ومحبي الدراما في العالم العربي هو “الخلاص” من مسلسل “باب الحارة”. لقد وصل “استهلاك” الفكرة إلى حد الإنتهاك فعلياً. لا قصة، لا دراما، لا مضمون، لا إداء ممثلين. لا شيء يشفع لهذا العمل كلياً الذي لايعرف من هو جمهوره الحالي أو جمهوره المستهدف، أو حتى لماذا لاتزال الشركة المنتجة راغبةً في انتاجه.
زقاق الجن: قد لايستحق لكنه فشل
قد يرى كثيرون بأن مسلسل “زقاق الجن”(كتابة محمد العاص إخراج تامر إسحاق) يظلم بوضعه بين المسلسلات الفاشلة خلال السباق الدرامي الحالي. للحقيقة يخيب أمل أي مشاهدٍ بهذا العمل وبعد اللحظة الأولى منه. قصة مرتبكة، مزعجة وواهنة، كانت قد تنفع قبل سنوات طوال، ولربما لاقت وقتها بعض القبول. اليوم لم يعد هذا النوع من القصص والشخصيات مقبولاً أو الأجواء حتى. رأس العائلة الظالم و”المفتري” بمواجهة قصةٍ “بوليسية” في دراما “شامية”. يمكن للقارئ -كما حدث للمشاهد- تخيل كمية “المصائب” الناتجة عن هكذا خليط.
تهاني نصّار وعبدالرحمن جاسم - إعلام