هذا العام وخلال السباق الدرامي الرمضاني، كان هناك أمرٌ مختلف، هذه المرّة كانت هناك لائحةٌ جديدة تضاف إلى اللائحتين المعتادتين: من نجح ومن خاب. أتت اللائحة الجديدة محملة بأسماء مسلسلاتٍ “وعدت بالكثير” ولكنها لم تفِ بوعودها البتة، مشكلة مسلسلات هذا الفئة أنها كان من المفترض أن “تكسّر الدنيا” بحسب التعبير المصري العامي، لكنها فشلت حتى في أن تكون ذات أهمية بالنسبة لمتابعي المسلسل الدرامي، بعضها للنص المكتوبة بتسرّع، وبعضها للزحمة داخل العمل، وبعضها فقط لأنّها صنعت بكليتها على عجل.
جعفر العمدة: لا شيء يغلب محمد رمضان “الشعبي”
قبل أي شيء، ورغم أنَّ نجم “جعفر العمدة”(كتابة وإخراج محمد سامي) المصري محمد رمضان، لا يحب الأجزاء على ما يبدو، لكنه يستطيع شأنه شأن تيم حسن، المراكمة على نجاحه هذا العام، وتقديم شخصية “جعفر العمدة” في أجزاء متعددة وسيصبح –بحسب الظاهر- الدجاجة التي تحقق له الذهب. فعلياً، لم ينجح ممثل أو مسلسل منذ سنواتٍ طوال في عاصمة الدراما العربية –القاهرة- وبهذا الحجم والمقدار قدر أعمال محمد رمضان، فمن “الأسطورة” إلى “جعفر العمدة” لايزال الممثل المصري الشاب “مالئ الدنيا وشاغل الناس”؛ الأمر الذي حدى ببعض الجمهور إلى تعليق يافطات “حقيقية” كرمى للمسلسل ولأبطاله. نجح رمضان في العودة إلى “نجاحاته” الأولى، والسبب في كل هذا يعود إلى عودته لجذوره ولشعبيته التي جعلته نجماً في المصاف الأوّل.
تحت الوصاية: منى زكي لاتزال رقماً صعباً
رغم أن المسلسل قد عُرض بعد نصف شهر من السباق الدرامي، فإن الخمسة عشر حلقة من مسلسل “تحت الوصاية”(تأليف خالد وشيرين دياب وإخراج محمد شاكر خضير) كانت كافيةً وللغاية في أن يحتل المسلسل قمة أولويات المشاهدين لمتابعته. القصة المحبوكة، مهارة منى زكي الأدائية، كاميرا محمد شاكر خضير، فضلاً عن القضية المطروحة، كلها جعلت الناس متعاطفين من بطلة العمل، مع الجو العام، وبالتالي كان هذا النجاح المدوّي الأمر الذي دفع “بالدولة المصرية” إلى النظر في “قوانين الأسرة” بشكلٍ حقيقي وفعلي.
مسلسلات نجحت تستحق الذكر كذلك: مذكرات زوج، الصفارة، الكبير أوي، جت سليمة.
مسلسلاتٌ وعدتُ ولكنها لم تفِ
سره الباتع: نجومٌ كثر ونفسٌ دراميٌ قصير
لاريب أن أكثر مسلسلٍ حُكي عنه خلال العام الدرامي الحالي هو مسلسل “سره الباتع”(كتابة يوسف ادريس وإخراج خالد يوسف). بدايته القوية وقصته التي بدا أنها “محبوكة” للغاية، فضلاً عن وجود ممثلين مهرة مثل أحمد فهمي، حنان مطاوع وحسين فهمي، ومخرج له باعٌ كبير مثل خالد يوسف. كانت البداية سريعة وقوية، لكن المسلسل سرعان ما ضاع في فخ المط والتطويل والنفس الدرامي القصير لجمهور يريد قصةً أقل تعقيداً، وفيها “أكشن/حركة” أكثر. ضاع المسلسل في تفاصيل كثيرة مما أفقده الجمهور وبسرعة بالغة.
تغيير جو: “لخبطة” أكثر من اللازم
لا يمكن لمشاهد فهم ماذا تريد “منّة شلبي” من مسلسل “تغيير جو”(تأليف منى الشيمي وإخراج مريم أبوعوف). فعلياً ما هي القصة وراءه؟ ما هي الحبكة؟ لماذا صُنع هذا المسلسل أصلاً. منطقياً كان يجب أن يقبع المسلسل ضمن المسلسلات التي فشلت هذا العام، ما أنقذه بصراحة هو وجود النجمتين شيرين وميرفت أمين في العمل، فضلاً عن إسم منّة شلبي وإداءها “الماهر” في بعض المشاهد. هي لايعوزها المهارة في الإداء، إنما يعوزها نصٌ مكتوبٌ بعناية، ومخرج يفهم كيف يدير كاميرته أمامها.
مسلسلات تستحق الذكر هنا مثل “تلت التلاتة”، “رشيد”، ضرب نار، سوق الكانتو، وأخيراً، خريف عمر
مسلسلاتٌ فشلت بشكلٍ ذريع
اكس لانس: محمد سعد يدمر نفسه ذاتيا
لايمكن لأحد أن يفهم لماذا يفعل النجم المصري “محمد سعد” بنفسه ما فعله من خلال تقديم مسلسل مثل “اكس لانس”(كتابة ورشة كتابة بلاك هورس، وإخراج ابرام نشأت). في المعتاد، تقوم الكوميديا المصرية على الإيفيهات أو كوميديا الموقف، أما ما يفعله سعد في هذا المسلسل، لايمكن تصنيفه بأي شكل من الأشكال ضمن أيٍ من هاتين المدرستين. فعلياً على سعد مراجعة ما يفعله بنفسه، قبل أي شيء، وأي أحد فعمل مثل هذا لا يشبه الدراما لا من قريب ولا من بعيد.
علاقة مشروعة:
قد يناقش أحدٌ هنا أيضاً في أنَّ هذا المسلسل(كتابة سماح الحريري وإخراج خالد مرعي) كان قد وعد بالكثير خصوصاً مع وجود نجمين مثل مي عمر وياسر جلال، لكنه فشل في “الارتباط” مع الجمهور مع قصةٍ قائمة على “الخيانات” دون أي سببٍ منطقي، أو حتى أبعاد لذلك الأمر. القصة الباهتة والإخراج الأقل من عادي، فضلاً عن عدم وجود أي كيمياء بين البطلين في هذا العمل، رغم أنهما كانا من نجوم العام الفائت (مع مسلسل “الفتوة”). إداء الممثلين الباقين أضاف إلى “سوء العمل”، ومن شاهد حلقات العمل الأولى يعرف لماذا كان فشله ذريعاً.
مسلسلات تستحق الذكر هنا: علاقة مشروعة، لحن البحر، رمضان كريم، جميلة.
تهاني نصّار وعبدالرحمن جاسم - إعلام