السلام عليكم ..

كثر اللغط بخصوص اللاعب هشام بوداوي فبين مطبل يعتبره جوهرة و يؤكد كل مرة أن اللاعب متألق و يتطور يوما بعد يوم و بطبيعة الحال مكانته مع المنتخب لا نقاش فيها، و بين مستغرب لا يرى بوداوي لاعبا مفيدا و مستواه جد عادي لا ميزة فيه أبدا و طبعا المنتخب أكبر منه بكثير و لا يستحق التواجد.

- الفيصل في هذا الكلام هو الواقع و إبعاد العاطفة لأن كرة القدم أرقام و إحصائيات و فعالية و ليس حب و عشق و أفلام تركية، وظيفة اللاعب داخل الميدان و تأثيره في المركز الذي يلعب فيه هو من يقيمه و الأرقام تتمثل في الأهداف و التمريرات الحاسمة و المفتاحية و قطع الكرات (التاكلز) و الصراعات البدنية و المراوغات و غيرها كثير و هي من تميز لاعب على لاعب و تفرق بين مستويات اللاعبين من صفوة لمستوى أول و ثاني و ثالث و أقل من ذلك.

و منه سنحلل اللاعب بالأرقام و فقط و لا دخل للعاطفة و كلام الصحف في الموضوع بل سنحكم على اللاعب من خلال أرضية الميدان و نقارنه مع لاعبي المنتخب في منصبه و هم بن ناصر و بن طالب و زروقي و زرقان و قادري و لن أقارنه مع مودريتش و رودري و كانتي بل سنبقى مع لاعبينا فقط حتى لا نظلمه.

الشق الهجومي:

بوداوي: 1 هدف، 1 أسيست، 1 تمريرة مفتاحية في كل لقاء، 0,9 مراوغة في كل لقاء.

زرقان: 4 أهداف، 7 أسيست، 2 تمريرة مفتاحية في كل لقاء، 1,3 مراوغة في كل لقاء.

قادري: 4 أهداف، 1 أسيست، 1,1 تمريرة مفتاحية في كل لقاء، 2,7 مراوغة في كل لقاء.

زروقي: 0 هدف، 3 أسيست، 1,4 تمريرة مفتاحية في كل لقاء، 0,4 مراوغة في كل لقاء.

بن طالب: 4 أهداف، 4 أسيست، 1 تمريرة مفتاحية في كل لقاء، 2,1 مراوغة في كل لقاء.

بن ناصر: 1 هدف، 2 أسيست، 1,6 تمريرة مفتاحية في كل لقاء، 0,9 مراوغة في كل لقاء.

ملاحظة: الأرقام تقول أن في الناحية الهجومية بوداوي هو الأقل بين كل زملاءه في المنتخب مع أن هناك لاعبين منصبهم دفاعي أكثر من بوداوي مثل بن طالب و زروقي و بن ناصر.

الشق الدفاعي:

بوداوي: 2,4 قطع الكرات (التاكلز)، 1,4 الإعتراض الدفاعي ، 0,2 البلوك الدفاعي.

زرقان: 2,4 قطع الكرات (التاكلز)، 1,1 الإعتراض الدفاعي، 0,3 البلوك الدفاعي.

قادري: 2,9 قطع الكرات (التاكلز)، 1,3 الإعتراض الدفاعي، 0,2 البلوك الدفاعي.

بن طالب: 2,6 قطع الكرات (التاكلز)، 1,5 الإعتراض الدفاعي، 0,4 البلوك الدفاعي.

بن ناصر: 2,1 قطع الكرات (التاكلز)، 0,9 الإعتراض الدفاعي، 0,3 البلوك الدفاعي.

زروقي: 3,1 قطع الكرات (التاكلز)، 1,6 الإعتراض الدفاعي، 0,2 البلوك الدفاعي.

ملاحظة: بالنسبة للشق الدفاعي يتفوق زروقي و قادري و بن طالب على بوداوي في العموم و يتساوى مع زرقان و يتفوق على بن ناصر فقط و منه في المجموع بوداوي تقريبا هو أقل لاعب بين زملاءه في المنتخب كأرقام و احصائيات و هذا سيجعل المنتقدين للاعب يؤكدون أنهم أصحاب الرأي الحق و أن اللاعب مجرد كرة منفوخة فقط لا ميزة فيها، و لكن سيظهر الرأي الآخر و يقولون أن الأرقام ليست كل شيء و بوداوي يمتاز بشيء آخر داخل الميدان يجعله داهية في وسط الملعب.

بين هذا و ذلك أقول أن بوداوي لم يقدم أي شيء في المنتخب لا كأرقام بل و لا حتى كلوحة فنية مع أن بلماضي أعطاه عدة فرص أكثر من زملاءه زرقان و قادري مثلا لأنه يلعب كرة سهلة بتمرير الكرة السهلة لأقرب رفيق و لم يميز نفسه بشيء و كرة القدم اليوم هي وظيفة و ليست منصب و فقط خاصة عند لاعبي المستوى الأول و الذي نتمنى أن يصبح هشام منهم، كلهم يمتازون بشيء يا إما هجومي او دفاعي و لهذا بنفس مستوى بوداوي لن يجد لنفسه مكانة في المنتخب او حتى في أوروبا فمثلا لو أراد بلماضي اللعب بوسط دفاعي بحث سيرى بن طالب و بن ناصر و زروقي أفضل و أقوى و إن أراد اللعب بوسط هجومي فسيميل لبن ناصر ايضا و عوار و حتى زرقان و قادري و حتى ليريس و ربما يأتي فايفر !! لأنهم أسرع و يمتازون بالقذف و غيره و الدخول لمربع العمليات، و هذا يعني أن قصة السهل الممتنع لن تفيد في الوصول للمكانة التي يريدها.

السهل الممتنع الذي نصف به مودريتش او دي بروين او بيرلو في زمانه شيء رائع لانهم لاعبين يسجلون كثيرا و يمررون كثيرا و عندهم قذفات و مخالفات رائعة و الكثير الكثير أما السهل الممتنع الذي أمرر فيه الكرة لأقرب صديق و المهم أنني لا أخطئ في التمرير و أدور في وسط الملعب و أكمل زملائي فقط فهو ليس من شيم الكبار.

و لهذا لو تابع بعضكم أن بوداوي مادام الفريق يفوز فإن المدح يطاله و لكن في الخسارة فلا أحد يتكلم عن دوره لأن دوره يختفي أما في الفوز فالكل يراه أنه نقطة ربط و منه على بوداوي أن يتطور هجوميا لأن دفاعيا لا أكذب عليكم بنيته لا تسمح أن يكون وسط دفاعي و منه عليه التقدم للأمام و التطور في القذفات و الدخول لمربع العمليات ليكون كغوندوغان في السيتي مثلا و يسجل أهداف و يقدم تمريرات حتى يصل لمكانة أعلى لأن بعد ثلاث سنوات إحتراف لم أرى أنه تطور أو وصل لشيء و على اللاعب أن يعرف أن مدح العوام ليس بالشيء الصلب فقد رأينا شعبنا يمدحونه مرة و إثنين و ما إن يأتي للمنتخب و يلعب فنفس الذي يمدحه نراه يتعجب و يقول أنه لاعب لا يصلح للمنتخب ثم ما إن يعود لناديه يعود لمدحه من جديد و يقول عنه بيرلو الجديد.