بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تحياتي لجميع الإخوة و الأخوات من أعضاء المنتدى الكرام
الكثيرون منا يتابعون قضايا فكرية و دينية معينة و شخصيا كنت لفترة طويلة و لا زلت مهتما في الملف الإلحادي و نقد الإلحاد،أحد عتاة الفكر الإلحادي منذ عدة أسابيع ظهر في حلقة من الحلقات ينشر ضلالاته و ترهاته وتدليساته و قد استضافوه في أحد القنوات التلفزيونية و يدعي أن أسماء الأنبياء في القرآن مأخوذة من الأساطير السومرية و البابلية عن طريق تحريف الأسماء السومرية و إضافة حروف و حذف حروف على مزاجه،و غير الملاحدة أصحاب أي فكر ضال مثل منكري السنة و مميعي الدين و مسلمي الكيوت من لف لفهم،هذا الشخص فضح زيف ادعاءاته الدكتور هيثم طلعت بالأدلة و الوثائق و تحداه أن يرد عليه و لم يتمكن من الرد طبعا
الفكرة التي أحب أن أطرحها هنا هي أن صاحب أية أفكار تضليلية عندما يطرح أفكاره فمن يتابعه في غالبيتهم عوام ليسوا مختصين و لا حتى مطلعين و قارئين في صلب المواضيع التي يطرحها هذا الشخص و بسبب هذا الجهل و عدم الاطلاع و كون عقولهم صفحة بيضاء فهي مستعدة تلقائيا لامتصاص و تقبل أي أفكار يقوم برميها و إلقائها و الإيمان بها من دون مستند و لا دليل،فذلك الشخص كان يتكلم في الدين و التاريخ و اللغات بشكل يبدو أنه يفهم فيها بعمق و لديه اطلاع واسع فيها و بالتأكيد معظم من يتابعون هذه الحلقة معلوماتهم بسيطة في الدين و التاريخ و اللغة فهم مهيئين بشكل لا واعي لإعطائه مصداقية بغض النظر عن صحة أو خطأ ما يطرحه،و المشكلة الكبيرة أن هناك من يصدق بكل بلاهة و سذاجة ما يردده هؤلاء المضللين كالببغاوات دون أن يفهموا طبيعة ما يقومون بترديده و يكفرون بدينهم بسبب هذه الترهات،و هذا ما لاحظته في حواري مع الملحدين فرغم أن الإلمام بنظرية التطور و فلسفة العلم و الفيزياء و التاريخ و الدين هو من الأساسيات التي يجب أن تكون متوافرة لدى كل ملحد يفهم ما يجب أن يطرحه في نقده للدين و التدليل على كلامه لكن لاحظت أن 99% من الملاحدة لا يفقهون شيئا من ذلك،مجرد أن تتعمق معهم قليلا في بدائيات هذه المواضيع يهربون و يتركون الحوار لأنهم أساسا لا يفهمون فيها شيئا حتى يحاوروك فيها،هم فقط صدقوا و آمنوا من ينتقدون الدين من رؤوسهم الكبار هكذا بكل بلاهة من دون سماع الطرف الآخر و هم تبع لهم في ذلك،المضحك أن الملحدين ينقدون على المسلمين أنهم مؤمنين بالوراثة و إيمان أعمى هكذا من دون تفكير مع أن غالبيتهم الساحقة يؤمنون إيمان أعمى بما يطرحه رؤوسهم الكبار من دون تفكير و لا دليل أيضا
الفكرة لا يصلح أي شخص أن يتبنى موقف ديني مصيري دون أن يبحث خلف من يطرح الأفكار التضليلية و يصدق ما يطرحه بكل سذاجة و دون أن يطلع على مصداقية و حقيقة ما يطرحه هذا الشخص،و لا يغرك أنه مختص في علم معين لأن العلماء أنفسهم ينتقدون بعضهم و يخطؤون و بعضهم من يدلس و يحرف و يلفق ليثبت أن وجهة نظره صحيحة و هذا معروف في تاريخ العلم،على سبيل المثال عالم النفس سيريل بيرت زور و لفق أدلة ليثبت صحة وجهة نظره و يدعم أن الذكاء تلعب به الوراثة و ليس البيئة رغم أنه يحمل الدكتوراة في علم النفس و لم يكتشف أحد تزويره للأدلة أثناء حياته إلا عندما راجعوا أبحاثه بعد موته و اكتشفوا تلفيقه و كذبه،و أيضا نفس الأمر فعله التطوريون عندما زوروا إنسان نبراسكا و بلتداون و قالوا أنه حلقة وصل و تم عمل رسائل ماجستير عنها 25 سنة قبل أن يكشفوا التزوير و أن كل ما بني عليها سراب و أكاذيب،فهؤلاء الكذابين يعلمون أن من يتابعونهم لن يبحثوا خلفهم و بالتالي يأخذون راحتهم بالطول و العرض في الكذب و التدليس،فلتقوم ببناء رأي يقوم على أساسات صحيحة إما أن تبحث خلفه بمراجعة المعلومات بنفسك أو ترجع لأهل العلم و تطلب منهم التوضيحات بشأن ما أشكل عليك
فما رأيك أنت هل تصدق أية معلومة تصدر من أي شخص و تتبناها و تبني عليها رأي مصيري أم أنك تحرص بنفسك على الوقوف على وثوقيتها و مصداقيتها؟هل ترجع لأهل العلم فيما أشكل عليك في الدين؟هل تنظر لمن يتابع أي شخص يقول عن نفسه أنه عالم و يتبنى رأيه على أنه ساذج و محدود التفكير؟لماذا في رأيك لا يفكر هؤلاء في الرجوع للمختصين أو التأكد من مصداقية المعلومات بأنفسهم و تجدهم يصدقون و يؤمنون بكل بساطة و سهولة بالأفكار الضالة؟هل هم سذج يحتاجون للتوعية أم أصحاب أهواء و ميل للضلال؟
شكرا لكم على حسن القراءة و السلام عليكم