إقتباس لمشاركة: | راسيل18 | 14:25 - 2023/05/04 | |
إقتباس لمشاركة: | فجر السلام | 00:09 - 2023/05/04 | | حب الجدين.. نموذج للحب الملائكي على الأرض ذكرياتي مع حب جدّيَّ، وحمايتهما لي، والذبّ عني، سواء جدّيّ من جهة الأب أو من جهة الأم، ذكريات لقطاتها تنتظم صور شريط لا تعده الساعات، ولا تمل النفس من إعادتها واسترجاعها كلما أفسح لها الزمن فرصة لمعاودة الاستمتاع بها.. ولا أعتقد أنني سأفرغ من هذا الحديث، ولا حتى من بعضه، الفراغ الذي يرضيني، وأرتاح إليه، وأسر به، وأعود عنه مثلوج الصدر، مطمئن النفس، قرير العين، هانئ الفؤاد.. فإن كان واستعسر الآن ارتقاء هذه السبيل، فلا أقل من أن نتناجى معاً بهذا الحديث الأخوي الحميمي عن هذا الحب الفريد الذي يكنه الجدان للحفيد والسبط على السواء.. ولقد ألج طبقات الحديث عن هذا الجانب، ولا يغيب عني مطلقاً حال من أصابت يد الأقدار هذه العلاقة لديه، ولدى البعض من عامة الناس، أو من الأفاضل الأخيار.. كما لا أستبعد مطلقاً نماذج قد يعصف ذكرها بالكيان من الجذور.. فلا هذه ولا تلك ولا ما شابههما يغيب عن أفق الكتابة والتأمل والتفكير.. ولكن، شاء الله تعالى، وما شاء، كان، ولا مفر منه إلى غيره، إلا في عالم غير هذا العالم، ودنيا مغايرة لهذه الدنيا، وأنّى للإنسان بذلك، وقد ولد منذ البدء داخل دوائر يجد نفسه محكوماً بها، منذ فراش الازدياد، فالأسرة، فالعائلة، فالبيئة، فالبلد، فالمحيط بمجمله، ثم تأتي سبل الأقدار، والباقي، الباقــــــــــي، لا يخفى على لبيب.. فلنختر إذن من موضوعنا هذا الجانب، ولنستحضر ميزاناً من ذهب، ولنزن فيه حبّ هذين الجدين، وسائر أنواع الحب الأخرى، باستثناء الحب الديني للخالق ولرسوله الكريم، وَلْنَرَ الكفة الراجحة إلى أي جهة تميل.. لا شك أن أعظم الميل يكون في صالح حب الجدّين، ولا لغيرهما.. فلنتساءل بصدق عن الأسباب.. ولنبدأ باستعراض الحالات.. وليهزك فننٌ من دوحة حبهما لك، فتُقْدِم غير هيّاب على الموضوع، وتتحفنا، تتحفنـــــــــا، بذكرياتك، مع جدّيك، أو مع أحدهما بالذات.. ولن أطيل أكثر، فلي عودة في الردود، والكلمة لكما أخي وأختي الفاضلين الكريمين.. | | مرحبا بك وبموضوعك الرائع استاذي فجر السلام موضوعك هذا حرك الكثير في قلبي نعم الجدين وبيت الجدين هم البركة في هذا الزمان هم الحنان حتى لو كانوا قساة لكن يبقوا نعمة في حياة كل عائلة جدتي رحمها الله ام بابا ربتني يعني مهما اتكلم عنها لا افي يعني كنت اقول انا عندي بابا وماما لكن جدتي هي الاثنان معا ماتت في اخر شهر جانفي لكن مازالت حية بالنسبة لي والله ليس خيال او اتخيل لكن مازالت اراها في كل زاوية من زوايا بيتنا اسمع صوتها تناديني اسمع ضحكاتها فابتسم وانا فرحة رغم اعلم انها ماتت اما باقي اجدادي اب بابا لا اتذكره اصلا اما والدي ماما يسكنوا في مدينة بعيدة تلمسان فلم اكن اراهم كثيرا جدي توفي منذ سنتين اظن وجدتي مازالت الوحيدة حية فيهم ربي يشفيها ويطيل في عمرها احبهم ويجبونني رغم قلة اللقاءات لكن نانا رحمها الله ام بابا هذه روحي لو احكي لكم عنها بالتفاصيل ستحبوها مثلي حنونة شخصية قوية لا تخاف في الله لومة لائم تقول الحق ولو على نفسها واولادها صريحة محافظة على صلاتها خاصة قيام الليل والله منذ وعيت على الدنيا حتى يوم وفاتها طيلة العام تستيقظ على 3 صباحا تقوم الليل ولو مريضة ولا ازكيها على الله تصوم دوما الاثنين والخميس تصدق لا تتكبر على احد اما حبها لي لا يكفيه وصف ولا كلام يكفي تركت بيتها لاجلي لاني متعلقة بها فسكنت عندنا تقولي تذكري تركت بيتي واولادي لاجلك ههه الان يا استاذي بيت جدي بارد لا دفئ فيه اخر مرة اجتمعنا فيه صح مليئ باحفادها واولادها وبناتها ولم يتغير شيئ في البيت في العادة وذبح ذبيحة لما نجتمع ووو لكن تغيرت الاحاسيس شتان بين اجتماعنا وهي بيننا وبين الان الكل يبتسم لكن متاكدة انه يحس بما احسسته انا شيئ ما معنوي ناقص هودفئ نانا وحنانها الذي لا تبخل به عن القريب والبعيد لذلك من مازال في بيتهم جدوجدة فليغتنم الفرصة ويشبع بهم والله وجود كبار السن في حياتنا نعمة كبيرة جدتي يا استاذي هي من سمتني ريان ههه قالت راسيل اسم اجنبي ههه رغم هو اسم عربي تخيل كنت اتوسل لها ان تناديني ولو مرة راسيل لكنها عنيدة لكن في اليوم الذي ماتت فيه نادتني راسيل ههه ايضا لما كنت طفلة والديا يذهبوا لعيادتهم وانا اتوسل لها ان نخرج نتجول في المدينة تخيل نترك باب البيت مفتوح ونذهب نتجول وندخل للمطعم ناكل وبعدها لا نعرف طريق العودة ههه تقول لي نذهب للشرطة هم من يرجعونا ونانا كانت تلبس اللبس الامازيغي حتى خارج البيت لانها شاوية (الملحفة والجبين وحلي الفضة ) تخيل منظرنا في سيارة الشرطة ههه لا نعرف عنوان البيت فقط نذكر لهم اسم بابا فياخذونا لعيادته علمتني الكثير من الاشياء لما نذهب للريف في بجاية كانت تخرج ليلا في ذاك الظلام الحالك وتحمل بندقية صيد لتتفقد النعاج والابقار ووو وتكمل طريقها لاول الجبل وانا امسك فيها بيداي وارتعش من الخوف اقول لها الا تخافي فانت امراة تقول لي الشجاعة في القلب يا ابنتي وليس في كون هذا انثى وهذا ذكر اتذكر موقف وانا كبيرة ههه مزحت معها بعد ما قمت بتحميمها واقنعتها ان اجفف لها شعرها بمجفف الشعر وقبل تلك الليلة عملت لها الحنة في يدها ورجليها وجففت شعرها وقلت لها ضعي الكحل ههه بعد مزحت معها قلت لها نانا انت تشبهي العروس سازوجك لجارنا عمو سالم هههه تخيل غضبت وحلقت ان تعود لبيتها ببجاية مسافة بين مدينتنا عنابة وبجاية طويلة لكن حلفت ان لا تبات في بيتنا قالت لي تريدي ان اخون جدك في قبره هههه شرحت لها اني امزح لكن لم تقبل اعتذاري ومغامراتي معها طويلة عريضة ربي يرحمها تعرف استاذي انها اذا ذهبت لعزيمة او عرس تخبئ لي علبة الحلويات حتى تزورنا اخر مرة سافرت لبلدي الثاني المغرب بقيت10 ايام تخيل وجدت خبات لي جزء من كيكة خطوبة حتى تعفنت يقول لها عماتي يا امي راسيل اصلا لا تحب الكيك تقول لا تتدخلوا وتعرف اني احب الكيوي تشتري لي وتخبئه حتى نلتقي ادخلتني للمطبخ في عمر صغير حتى وصلت عمر 10 سنوات اعرف اطبخ الكثير من الاكلات كانت تقول لي البنت لازم منذ 6 سنوات تتعلم ههه كانت تقول لي مهما تدرسي مهما تحققي طموحك تبقي انثى فاشلة اذا لم تكوني ناجحة في مطبخك ههه يعني دموعي نزلت لكن والله اشتقت لها كنت انام عندها ولازم اضع يدي في صدرها والا لا احس بحلاوة النوم حتى يوم وفاتها كنت نائمة في حضنها ماتت وانا اعانقها وظنيت فقط انها باردة غطيتها وذهبت للكلية رحمها الله وربي يحفظ لكم جداتكم واجدادكم الاحياء | |
مرحباً أختي المحترمة الفاضلة المبدعة المتميزة بحق راسيل
حديثك هنا عن جدتك الحنون، رحمها الله تعالى وأدخلها فسيح جناته،
أثار لديّ العديد من وقفات التأمل والتفكير..
أعود فأقرأ الجملة، وأطلق العنان لمشاهدة الأحداث بعيني الباطنة..
امرأة حقاً لا تُنسى، ولا يمكن أن يغيب طيفها عن القارئ المتمعن،
فبالأحرى الشخص الذي عاشرها واشترك معها في العديد من المواقف والأحداث..
تحدثك عن جدتك بهذا الأسلوب العفوي المتدفق والأنيق جعلني، في فترات،
أرتفع إلى مستوى تخيلي أنها هي جدتي أنا الآخر، ولكأنما كنت أشترك معكما في تلك الأحداث..
والجميل الأجمل في هذا السرد،
هو هذا الترتيب الذي تتالت فيه ومضات الذكريات، الواحدة منها تنسيك في الأخرى..
صرت أهيم بما أقرأه هنا، وإن كنتُ قد سافرت معك عبر صفحات روايتك، في زمن سابق،
فلم أدعها إلا بعد أن وصلت إلى نقطة النهاية فيها، والتي كانت مؤقتة، ولها ما يليها..
لكن سحر اللقطات هنا يتجلى في كون كل واحدة منها تشرع لك بوابة
على عالم بكامله من الأحدات والمواقف والموافقات..
بل وحتى العبارات التي تبدو سريعة وعابرة، تترسخ في النفس عميقاً
وتجعل العين ثابتة لا تريد أن تتحرك إلى غيرها من الكلمات..
ومنها، على سبيل المثال:
"نانا رحمها الله أم بابا هذه روحي"..
ومنها: "الآن بيت جدي بارد"..
ثم ما القول في هذا المشهد الفريد في حياة المرء: جدتك، وقد وُلدتِ، فأسموكِ راسيل،
فثنّت عليهم بتسميتك بـ: ريان.. وتُلِحِّينَ عليها لكي تناديك باسمك الرسمي،
فتأبى ذلك،
وتظل تتأبّاه إلى اليوم الذي تبلغ فيه راسيل مبلغ المتوافدين على رحاب الكلية،
وهي، مع ذلك، تأنس في نومها بدفن رأسها في حضن جدتها،
ففي لحظات وداعها الأخير للدنيا،
وكأنما هي تذكرت شيئاً ظل معلقاً زماناً قد طال وآن أوان إنزاله من عليته إلى أرض الدنيا،
فكان أن نادتها باسم: راسيل!!!
فما أبلغ هذا المشهد وأعظم دلالاته!..
وليس هو الوحيد المؤثر في القارئ والذي يظل ماثلا بين ناظريه..
وما قولك مثلا في ذاك المشهد الفريد المثير الذي ختمت به مبدعتنا ذكرياتها المستحضرة عن جدتها،
وأقصد قولها:
"حتى يوم وفاتها كنت نائمة في حضنها ماتت وانا اعانقها وظنيت فقط انها باردة غطيتها وذهبت للكلية"..
فيا لعظمة المشهد برمته!!
رحمها الله تعالى وأسكنها أعلى عليين من الفردوس الأعلى، آميــــــــن..
الحق أن كل جانب من هذه العلاقة المتميزة، يحيلك على عالم شاسع من التأمل وتقليب النظر..
وخذ مثلا تدريب الجدة للحفيدة على تلقن أصول الطبخ، وأن الأفيد لها أن تشرع في ذلك منذ سن السادسة من عمرها،
وربطها ذلك بأهمية إتقان الطبخ في حياة المرأة حتى بعد تخرجها وامتهانها لعمل معين:
" مهما تدرسي مهما تحققي طموحك تبقي انثى فاشلة اذا لم تكوني ناجحة في مطبخك"..
المواقف متعددة، ولو استمررنا في الاستعادة، لما غضضنا الطرف عن حدث ما،
فريد كالخروج ليلا ببندقية صيد لتفقد الأنعام، وتأكيد الجدة على أن الشجاعة إنما هي كامنة في القلب، وليس في جنس المرء،
أو مثل ذاك الحدث الذي نصادفه عند كثير من الجدات، وهو الاحتفاظ بحلويات حفل للصغير والصغيرة المحبوبين..
هنيئاً لأختنا المبدعة الموهوبة راسيل،
وحبذا لو تستمر، في عودة أخرى، لإشباع المزيد من لهفنا
للوقوف على بعض الأحداث الأخرى في هذه العلاقة التي ندر أن وجد لها مثيل..
ولعل في حديثك هذا، أختي الجليلة، عن جدتك الخالدة المخلدة هاته، ترحُّماً من نوع آخر على روحها الزكية الطاهرة،
ذات المواقف الشهمة والنبيلة التي لا تنسى بحال من الأحوال..
وكيف ننسى مثلا يوم قمتِ بتزيينها ووعدك لها مازحة بالزواج من عمو الجار،
فيكفهر منها الوجه، وينقبض الصدر، وتقسم بعدم المبيت في المنزل، والرجوع تواً إلى بيتها،
رغم بعده الشاسع عن مكان إقامتها وقتذاك، محتجة بقولها: "تريدي ان اخون جدك في قبره "..
إن قلتُ إنك هنا ما إن تفتح بويبة كوة
حتى تنفتح أمامك على عوالم بكاملها،
كل حدث فيها يتمخض عن أحداث عديدة مشابهة..
فمرحى بهذا القلم الذهبي الباهر المبهر،
بالغ المتعة والجاذبية التي تزرع في النفوس الكثير من الشوق لمطالعة المزيد من ومضاته الأخاذة،
والتي، إحداها تنسيك في سابقتها، بل في سابقاتها بكاملها..
جزاك الله تعالى خير الجزاء على كل هذه المتعة الي أمتعت بها قرائك..
وهنا نزداد تبيّن مقدار ما ضاع منا بغيابك الدراسي الاضطراري،
وفقك الله تعالى فيه كامل التوفيق والنجاح..
فمرحباً، أختي الكريمة الرائعة،
ودامت لكِ الصحة والسعادة والهنـــــــــــاء