ما بعد رمضان.. ما بعد شهر التألق الروحي
آخر
الصفحة
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 841
نقاط التميز: 1960
معدل المشاركات يوميا: 0.9
الأيام منذ الإنضمام: 943
  • 23:43 - 2023/04/30

ما بعد رمضان.. ما بعد شهر التألق الروحي

 

الموعد مع شهر رمضان الكريم، موعد فريد في حياة المسلم..

فهو موعد سنوي، يتجرد فيه من أبرز عاداته في التغذية اليومية،

 فنكاد نجزم بهذا الخصوص أن الليل ينقلب إلى نهار،

 وأن إيقاع التعامل مع ألوان الأطعمة يختلف بشكل واضح بيّن

عنه في الأيام العادية التي سبقت حلول الشهر الفضيل..

 

 وخلال هذا الشهر المتميّز الفريد،

 يتغيّر التعامل مع العبادات الدينية والأخلاق

 والسلوك مع النفس والمحيط

بدءاً بالأسرة وانتقالا عبر دوائر العلاقات المختلفة

إلى المقربين من العائلة،

فالمعارف والأصدقاء والخلان،

فعامّة المسلمين والناس..

 

فالسلوك خلال هذا الشهر كأنما هو ينتقل من حال إلى حال..

وينفتح باب العبادة، والتقرب من الله تعالى بسائر أعمال الخير،

وكفّ النفس عن عادات سائدة بدون تمييز،

 كالنميمة التي يمارسها المرء خلال أحاديثه

 بدون التنبّه إلى أخذها حيّزاً دائماً، يقصر ويطول،

 عبر هذا الحديث أو ذاك..

 

وكالكذب الذي يلجأ إليه المرء لمعالجة مواقف معينة

 قد تأخذ بخناق البعض، فيلجأ إليه اضطراراً أو عمداً،

ليتجاوز حفرة معترضة،

أو القفز فوق جدار مانع من بلوغ مراد معيّن..

 

على أن أبرز ما يظهر جديداً في حياة الشخص

لهو بحق المتجلي في عاداته وطقوسه اليومية..

 فتنفسح أوقاته، إلى جانب التوسع في العبادات،

لاحتضان برامج مشاهدة واستماع وقراءة،

 وكتابة بالنسبة لمن يحتل قلم التعبير عن الذات والرأي

 وما تجيش به النفس من خواطر وتأملات..

وتمس البرامج الجديدة سائر المجالات..

فتلك حياة كاملة جديدة كل الجدّة بالنسبة للمسلم

خلال دورته الحياتية السنوية..

 

فإذا أذن الهلال بارتحال شهر وبزوغ فجر الشهر التالي له،

وهو شهر شوال،

 فكيف تنقلب الحال من وضع إلى وضع آخر جديد؟

فلكأنما المساجد صارت غير المساجد،

والعادات والتحرزات والتعبدات غيرها فيما اعتادته النفوس

إبّان ذلك الشهر الفضيل..

وما ذلك إلا لأن المسلم لا يعير كبير اهتمام لهذا الانتقال الحاسم

من شهر الصيام إلى شهور الإفطار،

المعتادة قبل الاحتفاء بحلول هذا الشهر

 والانضواء تحت لوائه..

 

فإن تمّ التنبه إلى أهمية ما تم إتيانه من سير فاضل

 خلال الشهر الفضيل، فهلا تم الاحتفاظ من وتيرته المتصرّمة

بجوانب نورانية تستمرّ مخترقة سائر الأشهر التالية؟

 

ولعل البوصلة القائدة للخطوات لهي المشيرة دوماً للحفاظ

على الأسرة المسلمة،

 والعمل الدائب على استتباب أمرها في سائر المجالات..

 

فهل تمّ التنبّه إلى ذلك؟

 

وهل يصعب على المرء أن تستمر في حياته التالية لشهر الصوم

لمحات ونبضات وفضائل من العادات الحميدة

التي تميز بها ذلك الشهر عن غيره من الشهور؟

 

وفّقنا الله تعالى لما فيه خيرنا العميم،

ووقانا شر الانقلاب من وضع إلى وضع أقل منه قيمة،

عبادةً وسلوكاً وتعاملا مع النفس ومع الغير..

 

فهل حافظتَ على شيء من رمضان، بعد خروج شهر الصيام،

ودخول رأس الشهور التي تليه؟

 

وما هو أبرز ما حافظت عليه منه؟

 ما بعد رمضان.. ما بعد شهر التألق الروحي
بداية
الصفحة