ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :

اذا  كانت مشكلتا الغذاء والتصحر من مشكلات الدول النامية بالدرجة الاولى فان  مشكلة التلوث  تعتبر مشكلة الدول المتقدمة  الصناعية  بصفة خاصة .
والواقع  ان التلوث كمشكلة بيئية اصبح من المشكلات الخطرة جدا التى قفزت فجاة على  مسرح الاحداث العالمية البيئية وحظيت باهتمامات

العلماء والمسؤولين منذ  النصف الثانى من هذا القرن عندما زادت حدة التلوث وتعدى الخط الامن ليصبح  مشكلة العصر بل ومن اكثر المشكلات البيئية

خطورة وتعتبر الصناعة المدعمة  بالتوفق العلمى التقنى والتى تمثل فمة الانشطة البشرية التى يسعى الانسان  من خلالها جاهدا فرض سيطرته

 ومشيئته على بيئته بتحقيق طموحاته وتطلعاته

،  وتعتبر من اكثر العوامل التى ساعدات على صنع هذه المشكلة وزيادة حدتها ،  والحقيقة اذا ، كانت البشرية قد استبشرت خيرا بمقدم الصناعة

وبما يمكن ان  تحدثه من رخاء ورفاهية لا مثيل لهما ، الا انهما لم تلبث ان صدمت وفجعلت  بما لم تكن تتوقعه

اذا بدات الصناعة – من خلال قصر النظر الى  القائمين عليها وسوء التخطيط لها وتجاهلهم لمردودات المشروعات الصناعية  ونتائجها على البيئة

– بدات تكشف لنا عن وجهها القبيح واصبح التلوث وهو  الوليد غير الشرعى وغير المرغوب للصناعة من اخطر مشكلات البيئة ، بل هو  مشكلة العصر

 الملحة التى باتت تورق بال المسؤؤلين والباحثين الذين يجتهدون  فى وضع الضوابط الحاكمة والمعايير الامنة التى تخلص البشرية من خطر هذه 

المشكلة المخيفة خاصة اذا علمنا ان الملوثات سواء كانت هوائية او مائية  قادرة على الانتقال والحركة من منطقة لاخرى ، او كما يقولون لا تعرف 

 الملوثات حدودا سياسية ، مما يضفى عليها صفة العالمية ، ولنا فى تزايد ثانى  اكسيد الكربون فى الغلاف الجوى ، والثقب الذى اكتشف فى منطقة القطب 

 الجنوبى ونتائجها العالية ما يؤكد هذه العاليمة

ومن ثم اصبح  الصراع فى معظم الدول الصناعية مع بداية السبعينات كيف تحقق التنمية  الصناعية  وفى نفس الوقت نحافظ على سلامة البيئية العالمية حتى

اصبحت مشكلة  التلوث مشكلة سياسية اكثر من كونها بيئية فقط ، ويهدف هذا الفصل الى القاء  الضوء على ماهية التلوث وانواعه واسبابه ومظاهره واخطاره

والوسائل المختلفة  التى يمكن خلالها ضبط هذه المشكلة ووضعها فى الاطار الامن من اجل خلق بيئة  نظيفة صحية للاجيال الحالية واللاحقة .