السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم إخوتي؟ ها نحن في آخر أيام شهرنا المبارك فالهمة والعزيمة إخوتي لاستغلالها في العبادة والتدارك..
فرمضان كل عام يعود لكن نحن لا نضمن أننا سنكون موجودين في العام القادم.
موضوعي اليوم لا أدري كيف أبدأه لكن بصدق أنا أكتب ومقهورة من هذه التصرفات وأسفة على العنوان لكن لم أجد غيره ههه
تشك ..تشك ..تشك ..أقصد بها التصويرهههه
📸📸
يا اخوتي لن أتكلم على ظاهرة تصوير المحسنين أنفسهم وهم يقدموا صدقات لفقراء رياءا..
ولن أتكلم عن ظاهرة تصوير كل ماهب ودب في مواقع التواصل حتى الخصوصيات كغرفة نوم الزوجين ..
لكن سأخصص كلامي على التصوير وقت الكوارث وفي الأحزان والحوادث..سأحكي لكم تجارب من الواقع جربتها شخصيا..
الحادثة الأولى
كنت بعمر 17 سنة أنا وأبي بالرضاعة كنا في مدينة ساحلية وأنا التقط صور للبحر والمنظر الجميل في مكان صخري لا يوجد فيه الكثير من الناس ..
حتى فجأة نسمع صراخ أطفال صغار وطفل في عمر 10 سنوات عالق بين صخور ..
وهنا أريد توجيه نصيحة لكل الوالدين وخاصة أهلنا بالجنوب يا أخي غير ممكن ترسل ابنك القاصر في رحلة عشوائية من تمنراست لسكيكدة أو جيجل ..
بعض أصحاب الرحلات يضعوهم على الشاطئ ويتركوهم ويتفقوا على توقيت محدد تعود لهم الحافلة ..
يعني ابنك غرق أو سرقوه لا يهمهم الأمر ..
المهم يا اخوتي هذا الطفل من الجنوب جاء في رحلة بدليل لوكان من سكان المنطقة مستحيل يسبح في مكان ممنوع فيه السباحة أصلا..
المهم اجتمع بعض الشباب لكن لا أحد تدخل ينجد الطفل الموج ليس مرتفع لكن ممكن تأخذه الموجة ويموت كان ممسك بصخرة ويصرخ خوفا..
قلت لهم لماذا تتفرجون انقذوه قالو لا نعرف السباحة نخاف نغرق المنطقة عميقة وفيها صخور..
عندها مباشرة بدأت في نزع حذائي أبي من الرضاعة رجل كبير ومريض بالربو مستحيل يقدر يسبح والطفل سيموت أنا منذ سن 4 سنوات أمارس السباحة في نادي تعليمي وأيضا علمني بابا وخالي يعني متمكنة اسبح ليلا او في الاعماق عادي لا أهاب البحر هائج أو هادئ.
قلت لهم الأن سأنزع جلبابي لأنه إدناء طويل من رأسي يصل لتحت الركبة وسأبقى في حجابي فقط لأنه مستحيل أستطيع السباحة به أغرق لا محال ..
قلت لهم غضوا بصركم سيظهر شعري شرعا هنا يجوز لي من اجل انقاذ نفس من الموت يعني لضرورة هنا ..لكن كونوا رجال ولا ترفعوا بصركم لي وأنا اكلمهم حتى رايت أحدهم يجهز هاتفه للتصوير هنا صرخت فيهم قلت لهم الطفل يموت وانتم تريدون التصوير لن أنقذه تدخل أحدهم قال لي والله لن أترك أحد ينظر لك أو يصورك فقط انقذي الطفل بسرعة..
لن أطمئن قلت له هواتفكم كلها ضعوها عند أبي وإلا لن أنقذه...سكتوا واعطوا هواتفهم لابي ..
والحمد لله بعد معاناة استطعت انقاذ الطفل واخراجه بصعوبة هو حي فقط دخل له بعض الماء وخدوش اصابته واصابتني ايضا لانه المنطقة صخرية ..
هنا يا إخوتي لو لم أكن حارة فلفل ههه كما سمعت أحدهم قالها هذه كالفلفل الحار لا مجال للنقاش معها لأني فعلا والله لو لم يسلموا هواتفهم لأبي لن أنقذ الطفل ويتحملوا هم موته.
يعني تخيلوا ولم اكن ذكية وانتبهت للتصوير لصوروني وانا شعري مكشوف ونشرو الفيديو في الفيسبوك وكتبوا بنت بطلة انقذت طفل من الغرق والفيديو حصري لن تجدوه في اي مكان آخر.
الحادثة الثانية
باختصار العام الماضي تعرضت أنا وعمي لحادث مروري في بجاية في طريق جبلي ونجونا من موت محقق بفضل الله عزوجل..
وأود توجيه نصيحة أيضا للأباء الي يشتروا دراجات نارية لأولادهم القصر اتقوا الله كيف تترك ابنك صاحب 15 سنة يسوق دراجة نارية دون حتى رخصة خطر عليه وعلى غيره..
..بسبب دراجة نارية يسوقها مراهق متهور دون رخصة كدنا نموت الحمد لله عمي اختار خسارة السيارة وتركها تدخل في شجرة وأنقذنا وإلا كان مصيرنا السقوط أسفل الواد ونموت..المهم تضرر عمي أنا أغمي عليا لكن افقت بسرعة لأجد الناس مجتمعين ثواني واستوعبت كنت شبه دايخة نزلت وهم يسالون عن حالي وو لأنتبه لأحد سائقي السيارات التي توقفت يصور سيارة عمي وعمي الذي راسه احمر بالدم ..مباشرة ذهبت له وخطفت الهاتف من يده وقلت له هل تظن انه سيرك او عرس حتى تصوره؟
والله لن ارجعه لك حتى يأتي أهلي ويفتشوا في الهاتف ويمسحوا ما قمت بتصويره والحمد لله لما اراد الاحتجاج أسمعه هؤلاء الرجال وسخ أذنيه كما يقولون فسكت ..
والآن إخوتي أود سؤالكم؟
هل هؤلاء ليس لهم قلب وضمير؟
هل ليسوا بشر لهم احساس؟
كيف واحد يغرق أو واحد يحترق أو واحد يسبح في دمائه وأنت تستمتع بالتقاط الصور بدل نجدته؟
فقط من اجل نشر الفيديو وتتحصل على اعجابات وتعلييقات؟
هل ماتت المشاعر ؟ هل انتحرت القيم والمبادئ؟
نحن مسلمين وللميت حرمته ولصاحب الحادث الفاقد وعييه حرمته ؟
بأي حق أنا تعرضت لحادث وانت تصورني دون إذني؟
بأي حق وأنا ضحيت بنفسي لانقاذ نفس من الموت وانت وتخرج هاتفك من جيبك ومتحمس لـ تشك ..تشك ..تشك ..لتسرع وتضعها في حسابك وتقول خبر بمليون حادثة حصرية صورتها بنفسي
أي قلب لديهم؟
دائما يا اخوتي بحكم سفري الكثير مع باباتي أو ابي بالرضاعة ربي يحفظهم رأيت حوادث كثيرة لكن مستحيل أصورها ..
أولا لأنه عندي قلب يتألم لحال هؤلاء حتى وأنا لا أعرفهم وليس لي وقت للتصوير بل اتألم بصدقوأدعو لهم.. وثانيا أنا متربية وأدرك أنه ليس لي حق بتصوير شخص دون إذنه وهو واعي فمابالك ميت أوفاقد وعييه..
أسفة على الإطالة ولكم الخط إخوتي
تقبلوا تحياتي
أختكم راسيل