
إخوتي و أخواتي أتيتكم اليوم و في ذهني أفكار عديدة...
جئتم من قلبي بخبر هام...
زُرتُكم و الجِدُ في وقتنا وقع في المكيدة...
و الإلهام في عصرنا أكلته الأوهام...
كُنت شابا في مُقتبل العُمر..
و تملأ عقلي الأهداف و الأحلام...
أن أكون طبيبا أو عالِما... و ربما طيارا أو رسام...
كنتُ طِفلا لا أنام...
كنتُ صبيا... و ما للصبى من دوام...
عامٌ يليـــــــــــــهِ عامْ...
صِـــرتُ شابًا أبحث عن نفسي وسط الظلام...
أبحثُ عمن أكون... من أنا... ضِعتُ بين الأيام...
واقعي شيء... و أحلامي شيء ثان...
درست بجِد... و تفوقت...
نلتُ الثناء... و الأهل فخرا بي أشادوا
و لِتفوقي أرادوا واعتادوا...
أمي التي دعت ربها بكل تضرع... أن أنال المراتب العٌلى...
و أبي الذي انكسر ضهرهُ كي لا تُصيبني حاجة...
و مرت الأيام و تلك الحربُ في جوفي تكبُرُ
و يزدادُ لهيبُها...
و ضِعتُ بين مطبات الدنيَا...
لا وجدتُ نفسي... و لا مُستقبلي...
و لا وجدت الطريقة كي أبنيَ عالمي...
تخرجت بمعدل فاق الــ16 و كنتُ ثانيَ المدرسة...
و جاء خوفي الذي ما كانت لي قوة على تخطيه...
إيجاد العمل...
بحثتُ في كل مكان حتى ما عُدتُ أُطيق نِعالي...
و اتصلتُ بجيراني و أعمامي و أخوالي...
فمرة في مقهى و مرة في مطعم...
و مرة على قارعة الطريق أبيع آمالي...
فصرتُ أُكلم نفسي مرة... و يصيبني الصُمُ مراتٍ...
كنت صبيا يحلُم بكل سهولة...
و كنتُ أرى الواقعُ سهلاً لا يجرحْ...
كبرتُ و ضاقت أحلامي... و صرتُ شابا تعيسا ليس لهُ الحقُ
أن يَفرحْ...
تلك الشهادةُ التي نلتها بتفوق... صارت أكبر أحزاني...
و تلك البهجة في عائلتي سرعان ما تلاشتْ...
فصرتُ جزءا من مشكلة... و ليستِ الغلطةُ مني...
و حزِنت أمي...
و حزِنت عُمُري...
و حزِنت جنتِي...
و انكسرت آمـــــــالي...
و اليوم خلف شاشة أكتُب لكم سُؤالي...
أفينا المُشكلة أم فيهم؟
أم في دُولنا التي ما تُعيرنا اهتماما؟
مناصب الشُغل تُباع... أو لمن كانوا خير أتباع...
و العمل... لِمن يدفعُ أكثر...
تقبلوا تحياتي و مروري
و أتـمنى أن تُشاركوني آرائكم
بقلمـــيـــ: ضياء الدين