سنغافورة و تاني اكسيد الكربون
سنغافورة موطن صغير يفتقر للأرضي وللمياه العذبة. الافتقار للأراضي يجعل من توفير مكبات للنفايات أمرا صعبا. من المشاكل البيئية الأخرى نجد التلويث الصناعي والدخان الذي يُحمَل لسنغافورة موسميا من مناطق احتراق الغابات بأندنوسيا. ويشكل إزالة الغابات مشكلا بيئيا جديا؛ فمعظم الغابة المطيرة قد أتلف أو تم تعويضه بمركبات سكنية، أما المتبقي فهو يمثل حوالي 3% من مساحة البلاد ويشرف عليه مجلس المحميات الطبيعية. وتتواجد أعلى كثافة للغابة المطيرة بالمحمية الطبيعية بوكيت تيما.
انبعاث ثنائي أكسيد الكربون
إن ارتفاع كل من الكثافة السكانية ومستوى المعيشة يجعل سنغافورة تعرف مستوى مرتفع من كمية ثنائي أكسيد الكربون المنبعث للفرد الواحد. فقد سجلت سنة 1990 انبعاث 15 طن متري للفرد الواحد من ثنائي أكسيد الكربون، ارتفع ليصل سنة 1994 إلى 19.1 طن متري، انخفض بعدها سنة 1997 ليسجل 16.8 طن متري، فواصل الانخفاض بشكل مطرد ليصل إلى 11.3 طن متري للفرد الواحد سنة 2003. نحو 98 في المائة من انبعاث ثنائي أكسيد الكربون يأتي من الوقود السائل، والباقي من صناعة الأسمنت. ويعد الاستهلاك المكثف للكهرباء من أهم مصادر انبعاث ثنائي أكسيد الكربون في سنغافورة. إن هذا الاستهلاك المفرط للكهرباء ناتج عن الاستعمال الموسع لمكيفات الهواء (في مواجهة المناخ المداري للبلاد) ليس فقط بالمنازل ومحلات العمل بل أيضا بمحلات ومراكز التسوق كما هو ناتج عن الاعتماد على الكهرباء في تنمية الصناعة ومصافي النفط. ومن العوامل الأخرى المساهمة في تلوث الجو، نجد السياحة التي تجلب أزيد من 7 ملايين سائح في السنة، أغلبهم يقصد البلاد بواسطة الطائرة؛ فمطار شانغي بسنغافورة واحد من أكثر المطارات ازدحاما في العالم [57]..
و حسب الجرد الوطني لانبعاث غازات الدفيئة لسنة 2000، فإن غازات الدفيئة المنبعثة من سنغافورة تشكل أقل من 0.2% من الإجمالي العالمي. وتبلغ كمية غازات الدفيئة المنبعثة سنة 2000 بسنغافورة 38,789.97 جيجاغرام مكافئ ثنائي أكسيد الكربون (en). ويشكل غاز ثنائي أكسيد الكربون نسبة 97.3% من إجمالي الانبعاثات. أما النسبة الباقية 2.7% فتمثل انبعاث غازات دفيئة أخرى، وهي بالأساس: الميثان، أكسيد النيتروز، بيرفلوروكربون (en)، هيدروفلوروكربون (fr)، وسادس فلوريد الكبريت.
التدابير المتخذة من أجل الحفاظ على البيئة
و كما يتبين من خلال تراجع مستوى انبعاث ثنائي أكسيد الكربون فإن الحكومة بسنغافورة كانت واعية منذ فترة طويلة بالمخاطر البيئية. فقد توالت جهود الحكومة منذ 1963 من أجل البيئة والتشجير فتم إنشاء وزارة للبيئة سنة 1972، التي تم دمجها فيما بعد مع قطاع الصحة في وزارة الصحة والبيئة التي استمرت من سنة 1997 إلى سنة 1999. وفي سنة 2004 تم تشكيل وزارة البيئة ومصادر المياه.
على الساحة الدولية، كانت سنغافورة عضوا في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، ووقعت بريو دي جانيرو سنة 1992 كما صادقت على بروتوكول كيوتو للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية في 12 أبريل 2006 التي دخلت حيز التنفيذ في 11 يوليو 2006.
لقد اتُخذت عدة تدابير من أجل مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي. فقد تم تحديد استعمال العربات الخاصة عبر رفع تكلفة استعمال العربات وفرض رسوم إضافية لتخليص المدن من الازدحام. وفي المقابل، تم تطوير واحد من أفضل أنظمة النقل المتكاملة في العالم مع استعمال مكثف للحافلات والقطارات العمومية تتضمن أيضا النقل من وإلى المناطق المجاورة للبلاد. كما أطلقت برامج تشجير همت وسط جزيرة سنغافورة باتجاه الشمال الغربي وبالأخص في بوكيت باتوك وحول خزانات المياه.