قام فريق من علماء الجو بدراسة تدور حول نتائج التلوث على زيادة أو نقصان كمية الأمطار. و قد أثبتت الدراسة أن الأمرين ممكنين و ذلك يتعلق بالظروف البيئية المحلية. الإجابة على هذا التساؤل مهم جداً في وقت تزداد فيه التغيرات المناخية و خاصة في المناطق التي تعاني من التلوث والتى تسبب فيها الإنسان من نقص المياه. فقد قام العلماء بتعقب تدفق الطاقة غبر الغلاف الجوي و الطريقة التي تتأثر بها بسبب الجسيمات المحمولة في الهواء. و ذلك يساعد على تحديد تنبؤات أكثر دقة فيما يتعلق بالطريق الذي يؤثر الجو فيها على الطقس و مصادر المياه و المناخ في المستقبل.
هذا مع العلم أن الإنسانية تصدر كميات هائلة من الجزئيات في الهواء الطلق و لكن هذه الجزيئات صغيرة للغاية بحيث تطفو. في بداية الحياة كان الهواء يحتوي على هذه الجزيئات بنسبة الضعف مقارنة مع الهواء فوق سطح البحر. حاليا هذه النسبة ازدادت بأكثر من مئة ضعف و هذا يعطينا فكرة واضحة عن التلوث الذي سببه تطور حياة الإنسان. و البعض يعتقد أن هذه الجزيئات تساعد في تكوين الغيوم منها الماطرة و منها غير الماطرة و البعض يعتقد على العكس أن هذه الجزئيات لها تأثير سلبي على كمية الأمطار.
تؤكد الدراسة أن الإمكانيتين صحيحتان بشرط أن تؤخذ بعين الاعتبار كميات هذه الجزيئات حيث يكون ذلك العامل الرئيسي للتحكم بطريقة توزيع الطاقة في الغلاف الجوي. تتكون الغيوم و يأتي هطول الأمطار عندما يرتفع الهواء الساخن و الرطب من السطح و يتجمد المياه على هذه الجزيئات في الأعالي. الطاقة المسئولة عن تبخير الماء من سطح الأرض ورفعه للهواء تأتي من الشمس.
و من هنا يأتي التناقض. فمن جهة تحجب هذه الجزيئات الشمس عن الأرض و بالتالي تقل عملية التبخر و يبقى الهواء المجاور للأرض أكثر جفافاً و برودة مع اقل الفرص لتكوين الغيوم و الأمطار. و من جهة أخرى لا يمكن تشكيل قطيرات السحاب دون هذه الجزئيات الهبائية حيث من وظائفها حمل الرطوبة في الهواء و هي ما تسمى ذرة التكثيف التي تحمل ذرة بخار الماء.
ولكن إذا كان هناك وجود فائض من هذه النقاط، حين لا تصل القطرات إلى الكتلة الحرجة اللازمة لسقوط الأمطار على الأرض, فلا يكون هناك كفاية من الماء للتقاسم و التوزيع على جميع جسيمات الهباء الجوي. بالإضافة لذلك, فمع زيادة كمية المياه المحبوسة في الغيمة يزداد انعكاس أشعة الشمس نحو الفضاء و بالتالي تزداد البرودة و الجفاف.
و هكذا فإن الدراسة تظهر النتائج التالية: مع تزايد التلوث ترتفع كميات الأمطار في بادئ الأمر و من ثم يخف بشكل قوي مع تشكل غيوم الجزيئات الملوثة. أي أن تواجد هذه الجزيئات في الهواء النقي إلى حد ما يساعد في تحرير الطاقة الكافية لهبوط المطر و لكن إذا ما ازدادت نسبة هذه الجزيئات إلى حد ما ينعكس الأمر و تخف كمية هطول الأمطار. ولذلك ، في المناطق التي يرتفع فيها مضمون الهباء الجوي في الغلاف الجوي (التلوث) بسبب الظروف الطبيعية أو التي يصنعها الإنسان ، أو حتى على استمرار تفاقم هذه الظروف يمكن ان يؤدي إلى هطول الإمطار بشكل اقل من العادي أو حتى قد يؤدي إلى الجفاف