لا نستطيع وقف الآثار السلبية للتغير المناخي بل تقليص الخطر والتكيف معه
تغير المناخ ليس مجرد مشكلة بيئية فحسب، بل أصبح يشكل تهديداً مباشراً لبقاء الإنسان في جميع أنحاء العالم، لكن هل نحن أمام آخر فرصة لإنقاذ الحياة على كوكب الأرض؟ إن خطر التغير المناخي يهدد جميع أشكال الحياة على الأرض، فالكرة الأرضية تقع على حافة الإشباع من غاز ثاني اوكسيد الكربون، حيث بلغت نسبته ما يزيد عن 400 جزء بالمليون (p.p.m) وهذه النسبة في زيادة مستمرة .بينما ما يجب أن تكون عليه النسبة هي 350 جز بالمليون لكي نعيش جميعاً على وجه الأرض بصحة وأمان وسلام.
لقد أدرك العالم الخطر الحقيقي لظاهرة التغير المناخي، إنها أكبر مشكلة واجهتها البشرية منذ وجودها ولحد الآن. فاليوم كلنا مسؤول، ويجب أن نكون على قدر المسؤولية إذا أردنا أن نورث شيئاً للأجيال القادمة التغيرات المناخية قادمة .. قادمة لا محالة، لكن هل من دور نقوم به نحن سكان الأرض؟ نعم لأنه لا شيء مستحيل بل يجب أن نستنفذ حدود الممكن فقط ضمن رؤية وهدف. فنحن سكان الأرض نستطيع تحقيق المستحيل على قاعدة كلنا شركا في المسؤولية والبناء، فالحكومات لها دور والمجتمع المدني له دور والأفراد لهم دور أيضاً من أجل أمنا الأرض؟
يداً بيد لحماية كوكب الغد، فالأرض ليست لنا بل هي أمانة في أعناقنا للأجيال القادمة. نحن لا نستطيع وقف الآثار السلبية للتغير المناخي بل نستطيع عمل خطوات وقائية من أجل تقليص الخطر والتكيف مع الموضوع. إذاً فلنتحد مع بعض.
فتغير المناخ ليس مجرد مشكلة بيئية، بل تهديداً مباشراً لبقاء الإنسان في جميع أنحاء العالم لكن هل نحن أمام آخر فرصة لدينا لإنقاذ الحياة على كوكب الأرض؟ هنالك إدراك عالمي اليوم عن مدى خطورة التغير المناخي إنها أكبر مشكلة واجهتها البشرية منذ وجودها اليوم كلنا مسؤول، ويجب أن نكون على قدر المسؤولية إذا أردنا أن نورّث شيئاً للأجيال القادمة
اما الآثار الايجابية من جراء التوقيع على اتفاقية كوبنهاغن فإنها سوف تعزز الانتعاش الاقتصادي الطويل الأمد. ونبني اليوم اقتصاد الغد. وتوفر المال. وابني مستقبلاً أوفر نظافة وصحة وأماناً لأطفالنا، وابرهن على تمسكنا بقيمنا.
وعن الآثار السلبية جراء عدم التوصل إلى اتفاقيةً في كوبنهاغن فإنه سوف يفقد ملايين الأشخاص ديارهم، وسبل عيشهم، ووسائل بقائهم. وسوف تزيد نسبة الفقر والمرض والعنف والإرهاب. وسوف نخسر الفرص الاقتصادية في المستقبل. وسيكون لذلك تكاليف سياسية طويلة الأجل.
إن إبرام اتفاق بشأن تغير المناخ في كوبنهاغن هو أذكى صفقة يمكن أن نعقدها فيما يتعلق بمستقبلنا المشترك. ويلزم أن نتخذ الآن إجراء في هذا الصدد. هي آخر فرصة للعالم للتوصل الى اتفاقية تؤمن التخفيضات المطلوبة للانبعاثات من أجل تجنب كارثة عالمية ذات أبعاد لا يمكن تصورها.
وعن التأثيرات المتوقعة على المنطقة العربية من التغير المناخي يقول المهندس سعد بأن أخطرها في مصر ثمة توقعات بأن تؤدي هذه الظاهرة إلى تقلص تدفق مياه النيل بنسبة قد تصل إلى 80%، وغرق كل منطقة الدلتا وتشريد مليوني شخص. ونفس السيناريو قد تشهده مناطق نهرية أو ساحلية أخرى في العالم العربي في سوريا والأردن والعراق. بل إن هناك من يرجح احتمال انسحاب هذا السيناريو على أجزاء من منطقة الخليج وجنوب الجزيرة العربية بصفة عامة والتي تطل على المحيط الهندي، والمعروف أنه مصدر للأعاصير المدارية العنيفة. وتراجع في الإنتاج الزراعي والغطاء النباتي وفقدان التنوع البيولوجي ونقص في تأمين الغذاء. وتهديد الاستثمارات الاقتصادية الحيوية. وتداعيات اجتماعية بسبب زحف وهجرة المواطنين من المناطق المتأثرة إلى مناطق أخرى داخل الدولة الواحدة أو دول الجوار أو دول أخرى مما سينتج عنه ضغوط متزايدة على البيئة والموارد. وتداعيات على الصحة العامة بسبب تنامي تلوث الهواء وموجات الحرارة الشديدة واتساع نطاق الأمراض المعدية.