ايت منا و رضوان جيد والشغب … دائما ما يحمل الجمهور مسؤولية الفوضى و العنف ، فنناقش الاعراض دون ان نتلمس الاسباب و الامراض ، ونتناسى ان الشغب الظاهر ليس سوى نتيجة وتفاعل مع عدة مسببات تدل على وجود فوضى و تسيب و فساد ..
ففي بطولتنا يقفز رئيس فريق امام الميكروفونات ليسخر من جماهير الرجاء دون ان يطاله عقاب او تاديب لانه يفهم ان من يامن العقاب يسيء الادب ، و وانه في ظل الفوضى الكروية و الفساد الموجود يمكنه أن يقول ما شاء و ان يهيج الجماهير دون ان يعاقب او يحاسب …
والاخطر من ذلك ان تتداول تصريحاته وساىل اعلام تافهة و كانها تصريحات تدعو للفخر بل و تصب معها الزيت على النار فتسب رئيس فريق الرجاء علنا دون ان تحاسب …
ان هذه العلنية في السب والشتم والتهييج دون تحرك من الجهات المسؤولة تجعل الجماهير تعتقد اننا في زمن السيبة بحيث يمكن ان تفعل اي شيء دون ان يحاسبك احد .
ان هذا المظهر الفوضي المنفلت عن القانون و المؤسسات ، يؤسس إلى ثقافة العنف والعنف المضاد في ساحة لا تحتكم الى نصوص القانون الجنائي بقدر ما تحتكم الى بذاءة اللسان في زمن التفاهة والفوضى .
و بالإضافة إلى هذا التسيب الذي يلعب بأمن البلد و يهيج الجماهير نجد تسيب اخر في اختيار الحكم ، ولعل مقابلة الديربي خير مثال في اختيار حكم مثير للشغب في مقابلة مهمة .
فللحكم رضوان جيد سوابق في السودان في اخراج المقابلة عن اطوارها العادية وسياقها الكروي وكادت ان تحدث الكارثة لولا تدخل الجيش السوداني وكذلك في مقابلة الترجي ضد الزمالك بعدما دخل في عراك مع اللاعبين متناسيا ان دوره الاساسي يكمن في تحكيم مقابلة كرة القدم لا مقابلة ملاكمة او مصارعة .
ان حكما مثل رضوان جيد من شأنه أن يشعل نار الفتنة في مقابلة عادية ويخرجها عن مسارها العادي بسبب طريقته الاستفزازية في إدارة المقابلات ، لكن رغم السوابق فقد آثرت مديرية التحكيم الا ان تفسد مقابلة الديربي بتعيينه …
ان هؤلاء هم المشاغبون الحقيقيون ،لكن يشاغبون خلف الستار ، ثم بعد ان تحدث الكارثة نبحث عن اكباش فداء في بضعة قاصرين ونحملهم مسؤولية فساد منظومة كروية بمسيريها واعلامها و حكامها .