السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان اليوم مشمس دافئ في أحد مداشر وقرى مدينتي بجاية البهية الساحرة بجبالها وبحرها وطبيعتها الخلابة .. خاصة في فصل الربيع ..يكون بيت عمي في الريف وكأنه قصر بالجنة .. تحيط به كل أنواع الأشجار المثمرة وغيرها ..وتكتسي الأرض بساط أخضر يتزين بالأزهار المختلفة الألوان والأشكال ..وكأنها زربية من تلك الزرابي التقليدية بالقرية التي نسجتها أنامل إمرأة قبايلية أمازيغية الكثيرة الألوان والرسومات. استيقظت باكرا كعادتي وكعادة عمي وزوجته فلا نوم بعد صلاة الفجر ..كنت متحمسة جدا لأعمال اليوم ببستان عمي فقد وعدني أن يعلمني حرث وزراعة الأرض ببعض الخضراوات... استمتعت جدا بتجربة الحرث والزراعة وكنت انتظر بشغف يوم جني ما زرعته بعد أشهر..حتى سمعنا زوجة عمي تنادينا لتناول وجبة الغداء التي كانت أحب وجبة قبائلية لمعدتي"تيكربابين"و" تامقفولت". بعد أن أكملنا الغداء قررت التجول في بستان عمي والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة ..كنت أراقب صفاء السماء بلونها الأزرق ..مع اخضرار الجبل المقابل لبيت عمي ..وهناك من بعيد البحر يبدوا وكأنه بقعة صغيرة متلاصقة مع السماء ..فسبحان الله الذي خلق فأبدع ..منظر يبعث على الراحة النفسية ويشرح القلب لدرجة جلب لي النعاس..
قررت أن أنام قيلولة قصيرة بين أحضان الطبيعة ..مع أني أخاف قليلا من الحشرات الصغيرة لكن أغراني منظر الحشيش بألوانه الخضراء المتدرجة والأزهار البرتقالية والبيضاء والبنفسجية المنتشرة هنا وهناك..
استلقيت بين شجرة المشمش المزهرة بألوان زهورها البيضاء مع اللون الوردي وبين شجرة الخوخ التي لون أزهارها أبيض مع اللون البرتقالي..منظر سلب عقلي وأسعد قلبي .. كنت أسمع زقزقة العصافير وطنين النحل وثغاء الخرفان وأستمتع بمنظر الفرشات زاهية الألوان التي تحوم فوقي ...سافرت لبعيد وأنا أتخيل نفسي فراشة تستطيع الذهاب لأي مكان ..بل تخيلت نفسي أعيش تجربة آن شيرلي والواحة الخضراء ..وبدأت أسترخي وأدخل في نوم عميق وحتى لا يتضرر رأسي بحرارة الشمس وضعت على رأسي قبعة قميص بيجامتي وكانت على شكل أرنب فيها أذنان وعينان ..
دخلت في سبات وكأني لم أنم منذ أيام ..وحلمت الكثير من الأحلام الغير المفهومة هذا أستاذ علم التشريح ينادي على اسمي ويوبخني لأني لم أستطع الإجابة على سؤاله الذي يخص الشرايين والعظام والمفاصل كلهامع بعض وتلك أستاذة علم الأجنة تصرخ راسيل راسيل انتبهي وذاك أستاذ الكيمياء الحيوية يسألني عن البروتينات والأنزيمات والأحماض النووية..حتى فتحت عيناي وأنا أشعر وكأني نمت ساعات طويلة وليس نصف ساعة فقط ..أزعجتني أشعة الشمس الساطعة على عيناي ولم تكن الرؤية واضحة لكن لاحظت ظل ما قريب مني جدا ..
فتحت عيناي جيدا لأرى عينان سوداء كبيرة تتأملني بتركيز عجيب..أحسست بشلل بأوصالي وأن الدم تجمد في عروقي..
لم أستطع حتى الحركة أو القيام من مكاني بقيت مستلقية وأحس أن جسدي أصبح بارد جدا .. كنت أهمس بخوف ابتعد أرجوك ابتعد..لكن صاحب العينان السوداء وكأنه أصم لا يسمع ...
أغمضت عيني مرة أخرى لأتأكد أنه ليس حلم لكن عندما فتحتها أدركت أني لا أحلم..
أردت الصراخ عمي أرجوك تعال وأنقذني لكن الخوف كان يمنعني..كنت عاجزة عن فعل أي شيئ ..
أريد فقط حضن والديا أريد ماما وبابا وبدأت دموعي تسيل على خدي وأنا شبه مشلولة لا أقوى حتى على رفع رأسي من الأرض..
ليضع صاحب العينان السوداء يده فوق كتفي ..هنا بدأت أتوسل له باكية أن يبتعد وأرجوه أن يتركني في حالي ..وتعالت شهقاتي وزادت رجفتي خوفا ..
استسلمت لواقعي وتذكرت كلام جدتي رحمها الله أنه الانسان أحيانا يكون فريسة لكن الأفضل أن يكون فريسة لأسد أحسن من أن يكون فريسة لكلب .. يا الله ساعدني لا أريد أن أكون فريسة لا لأسد ولا لكلب ولا لدب ..أريد فقط حضن والديا .. حتى أسمع صوت عمي يناديه بكلمات قبايلية (أمازيغية) لم أفهمها لكن كان يقول له ابتعد عنها..
لكنه كان ينظر لعمي بسعادة وكأنه يقول له انظر لانجازي وجدت فريسة ..وجدت أرنب كبير نائم في البستان..وها أنا أضع يدي على كتفه حتى لا يهرب..
لكن أعاد عمي كلامه له فابتعد حقا..لم أكن أتوقع أن كلب عمي لا يفهم العربية ..هل معقول أن الحيوانات الأليفة تفهم لغة ولهجة أصحابها فقط؟
جلست بمكاني وأنا أتنفس بعمق وأحمد الله على نجاتي .. أخبرني عمي أنه ظن أني أرنب أو قط بسبب قبعة قميصي ...
فوقفت وأنا لا أصدق أنه مر اليوم بسلام وأخذت عهد على نفسي أن لا أخرج وحدي للبستان مرة أخرى وقررت مستحيل ألبس لما أسافر للريف أقمصة بيجاماتي التي فيها قبعة على شكل أرنب أوقط ...
عدت لبيت عمي واتصلت بوالدي أن يأتي حالا لأعود لبيتنا بالعاصمة ...فعدت وأنا أعاني من فوبيا جديدة بعد فوبيا الأبقار أصبحت عندي فوبيا الكلاب..


لا تنتقدوا أسلوبي الركيك والأخطاء لست أديبة وكاتبة ههه فقط أردت مشاركتكم قصتي الطريفة التي عشتها منذ أيام ومازالت لحد الساعة لا أصدق أن الكلب لم يلتهمني ههه ..
تقبلوا تحياتي
أختكم راسيل