*
أَخْبَرَتْهُ بكلّ شيء..
لم يصدق ما سمع .! أخذ يفكر بكل ما حصل بينهما في الفترة الأخيرة ..
أخرج لفافة تبغ من جيبه و أشعلها , بدأ دخانها يملأ المكان .. اختفت هي و غادر هو .
**
وَقَفَ في منتصف الشارع المكتظ بالناس و السيارات ..
حدّق بصره في تلك المرأة المسنة ثم انطلق مهرولاً نحوها , عانقها و عانقته و دموعهما ملأت وجهيهما ..
كان عناقاً طويلاً أخذ وقتاً جعل كل من في المكان في حالة سخط و ضجر بينما كانا هما في سعادةٍ و فرح .
***
اصطف صبية صغار حول دكان العم خليل بائع الألعاب الوحيد في الحي الجميل الهادىء..
كان الوقت باكراً من صباح ثاني أيام العيد السعيد , علت أصوات ضحكاتهم الممزوجة بأحلام بريئة في أرجاء الحي ..
سيشترون كل ما تتمناه أنفسهم بما جنوه من مال في أول أيام العيد , كلٌ ممسكٌ بأوراق نقدية تكاد تشتري أبسط و أرخص الأشياء في متجر العم خليل .
تأخر العم خليل كثيراً , انصرف الأولاد كلٌ إلى بيته على أمل صباح يوم جديد مع حلم واعد سعيد أمام دكانة العم خليل.
****
وصلت الأنسة جميلة متأخرة قليلاً على موعد مقابلة العمل في تلك الشركة الكبيرة ..
"تفضلي يا أنسة, الأستاذ مروان في انتظارك" قالت السكرتيرة بشيء من اللطف و اللباقة..
في غرفة ليست ببعيدة , جلس الأستاذ مروان وسط مكتبه الواسع المزدان حيث استقبل الأنسة جميلة بمودة و ترحاب كبيرين:
" الأنسة جميلة ..؟! "
" ما شاء الله اسمٌ على مسمى " قال الأستاذ مروان للأنسة جميلة و التي بادرته بابتسامةٍ خفيفةٍ ماكرة ..
وضع الأستاذ مروان جانباً السيرة الذاتية للأنسة جميلة و التي كان ممسكاً بها ثم قال لها:
" يمكنك أن تعرفي كل ما تودين معرفته عن عملك الجديد هنا من السكرتاريا "
" ستباشرين العمل في شركتنا إعتباراً من يوم غدٍ إن شاء الله "
" أتمنى لكِ كل التوفيق".
^^^^^^^^^^
تمّت بعون الله