الكتابة.. الحب والولع
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
فجر السلام
  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 841
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 841
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 1960
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 0.9
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 976
  • 23:21 - 2023/03/18

 

الكتابة.. الحب والولع


     تختلف العلاقة مع الكتابة من كاتب لآخر،

مثلما تتباين علاقات الصداقة بين الأشخاص،

وهًفًوًّ الميل ونًبًوًّ النفور بين المرء وما يحيط به من كائنات حيّة،

بل وحتى بينه وبين الموجودات الجمادية!


     وللتدقيق أكثر،

تَعَالَ وفَسِّرْ لي لِمَ يُحِب هذا ذاك الحيوان بالذات ويفضله على سائر ما عداه من الحيوانات،

ولِمَ يكره ذلك وينفر منه، ويبتعد عنه ولا يطيقه،

بل وإنه ليولي بوجهه كَشْحاً عن المكان الذي يتواجد به!

 

     فإذا انتقلتَ إلى الكتابة والتعلق بها،

فإنك لواجدٌ بين الكتّاب من تثير علاقته بها عجباً!

فهذا الكاتب فلان، ثار في نفسه موضوع الطفولة والصبا والشباب،

وكان قبل ذلك شغوفاً بكتابات ينشر منها بعض ما يتمكّن من الإفراج عنه

والسماح له بأن تقرأه عين القرّاء، وتطلع على بيانه نفوس المتلذذين بثمرات المطابع.

فيعمد الكاتب للحين، وبدافع الحب للكتابة، والولع الشديد بها، إلى جناح في بيت إقامته،

وإذا به يبطّنه بالفلّين، حرصاً منه على منع تسرب أي ضجيج خارجي،

فكاتبنا من النوع الذي يحب الاشتغال بعيداً عن سائر المؤثرات الصوتية.

ثم إنه ليستيقظ، فيتخذ هيأته التي اعتادها، ويطلق الزمام لقريحته، ويروح يدبّج ما يصبح،

بعد سنوات،

رواية متعددة الأجزاء،

يبحث فيها بشوق ولهف عن الزمن الذي صار مفقوداً،

فغيّبه الوجود، واحتضنته الذاكرة التي دعّمها الخيال،

فأطعما سوق أدب القرن العشرين، وما بعده،

بصور خالدة بقلم ذلك الكاتب

الذي لم ينقطع عن تعلقه بالكتابة وممارستها، حتى آخر رمق في حياته.


     فالكتابة، بهذا المعنى، لا يشدُّ الكاتبَ إليها

الميلُ الآني الذي كلما طفا على السطح

دفع الكاتب إلى حمل القلم وتسطير ما يعنّ له من أفكار وصور إبداعية،

وإنما هي بمثابة البوّابة التي يصدق عليها التشبيه بالثقب الأسود

والذي كلما اقترب منه جرم سماوي مّا،

دار في فوهته دورات تخضع لجاذبيته

التي سرعان ما تبتلعه وتغوص به فيما وراء الفوهة من الأعماق!

 

كذلك هو حال هذا الكاتب المحب للكتابة إلى درجة الشغف المرضي الحميد؛

فهو، إن لم يكتب في يومه، يمرض كيانه بكامله،

وتتداعى لمرضه سائر أعضائه،

ويضطرب حاله،

ويفقد توازنه في الإعراب عن نفسه، وفي التعامل مع الناس!


*


     فإن كان لي أن أسأل،

فما نوع العلاقة التي تربطكم بالكتابة،

إخوتي وأخواتي الفضلاء الكرام؟

وهل تشعرون بأن الكتابة لها قوة شفائية نفسية تريحكم،

وتتحمل عنكم ما يضطرم بداخلكم من إِحَنٍ وأعباء،

وتيسر لديكم سبل التعامل الرشيد مع الأخرين؟


     السؤال المحوري هنا،

بتعبير آخر،

يبدو بسيطاً،

ولكنه عميق الغور،

وهو:

 

ما طبيعة علاقتكم بالكتابة؟


*

    


 الكتابة.. الحب والولع
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©