مشكلتنا نحن العرب أننا نريد أن نسيطر على الآخرين و كأننا أوصياء عليهم حتى و لو لم تكن لنا علاقة بهم و لم تكن لهم علاقة بنا و لا نعرفهم و لا يعرفوننا،كل واحد يريد أن يفسر سلوك الآخرين و تصرفاتهم و ينصب من نفسه حكما عليها وفق اعتقاداته و نظرته و ما يراه هو بحق أو باطل في أشياء لا دخل له بها و لم يطلب صاحبها منه رأيه فيها و يدس أنفه فيما لا يعنيه،لماذا تكلم مع فلان و فتح حديث مع علان و لماذا لم يستجب لطلبي و لم يتصرف كما أريد ،و اقعد فسر و حلل و ركب راس و رجلين و ذنب و ذيلين و قرنين و ظنون و قصص خرافية وهمية أسطورية ليس لها أساس من صحة و لا من واقع،مجرد أن شخص ما قال لي السلام عليكم و قلت له و عليكم السلام انتهى الأمر صار لي كلمة عليه و كل طلب أطلبه منه فعليه أن ينفذه،الفتاة التي أقول لها أريد الزواج منك يجب عليها أن تقول لي نعم و لو قالت لي لا يجب أن أسبها و ألعنها لأنها أمة عندي و يفترض أن تستجيب لمطالبي و إملاءاتي و ليس لها قرار و رأي حر نابع من وجود ذاتي مستقل و كيان خاص قائم بذاته

 

عكس الثقافة الأمريكية التي تعجبني كثيرا في أن كل واحد حر في تصرفاته و في حياته الشخصية و يفعل ما يشاء دون أن يحق لأحد أن يتدخل فيها،أحب أن يتكلم يصمت يدخل يخرج يغوص يطير هو حر،لا أحد يكسر عين أحد و لا أحد لديه وصاية على أحد،لدرجة أنه عادي لديهم لو سلمت على أحد ألا يرد عليك التحية و لا يعتبرون هذا سلوك فظ غير مؤدب فببساطة شديدة هو حر أن يرد عليك أو لا يرد لأنها حرية شخصية

 

نحن لماذا نتدخل في الآخرين و فيما لا يعنينا و في أمور لا تمسنا شخصيا من قريب أو بعيد،كل واحد حر فيما يفعل و فيما يقوم به و يتصرف بحسب ما يريحه و براحته هو حر،كل شخص يحق له التصرف كما يشاء و أن يقول ما يشاء و أن يتكلم مع من يشاء بالطريقة التي يشاء عما يشاء و أن يمتنع عن فعل ما يشاء، ببساطة إذا لم يعجبنا سلوك شخص معين و لا كلامه لسنا مضطرين للتعاطي معه و لا لقراءة ما يكتب و لا لسماعه و ليس من حقنا أن نسيء له طالما أنه لم يأتي على قصتنا و سيرتنا من قريب أو بعيد لأننا لو فعلنا ذلك فسيدل هذا على قلة عقلنا و عدم اعتزازنا بأنفسنا و أننا لا نعيش حياتنا الخاصة بل نعيشها من خلال الآخرين و من راقب الناس مات غما