إن الحركات الباطنية التي تسبب تجعد القشرة الأرضية وطيها تكون في المعتاد من البطء والهوادة بحيث تمنح الصخور فرصة كافية كي تتلاءم دون أن يلحقها تكسر وتمزق خاصة إذا كانت الصخور دفينة بالأعماق ولكن أحياناً تكون الحركات من القوة والسرعة بدرجة تظهر تؤدي إلى تمزق الصخر و انشطاره, فتلحق بالكتل الأرضية خلوعاً تظهر بصفة خاصة تجاه سطح الأرض, أو على أعماق يسيرة منه, وتتخذ هذه الخلوع شكل فوالق, تتراوح في أبعادها بين شروخ مجهرية صغرى لا ترى بالعين المجردة, وبين صدوع كبرى breaks تمتد مئات الكيلومترات.
لهذه الفوالق والصدوع أهميتها بالنسبة للإنسان إذ تسهل عليه عمليات التعدين والتحجير عند استغلال الموارد المعدنية والصخرية, كما أنها تنشط دورة المياه الجوفية, وتسبب أحياناً تكون إرسابات معدنية لخامات بعض الفلزات والأملاح, كذلك لهذه الخطوط من الضعف القشري أهميتها الجيومورفولوجية, إذ أنها تمهد السبيل أمام عوامل الوهن التي تدب منها إلى قلب الصخر, ممثلة في التجوية والانهدام والنحت, فالفوالق والتشققات بالقشرة تعرف باسم المفاصل إذا لم يحدث على جوانبها حركة ما, أما إذا سجلت حركة نسبية رأسية أو أفقية على أحد جانبي فالق أو على كلا الجانبين عرف ذلك بالصدع fault.
الحقيقة أنه لا توجد وسيلة أكيدة لتقرير الحركة الفعلية للكتل الأرضية على جوانب الصدوع, حتى ولو تأكدنا من حدوث ذلك بما يلاحظ عادة من انشطار كتل صخرية أو طبقات رسوبية واضحة على جانب صدع ما, فالحركة إذن نسبية يتعذر منها القول عما إذا كان أحد الجانبين قد هبط بالنسبة للآخر الذي ظل ثابتاً أم أن كلا الجانبين تعرضا للرفع أو الهبوط ولكن بدرجات متفاوتة.