يبدو ان الانسان لاينتبه..فرغم العقل الذي اودعه الله فيه..فهو مغيب التفكير..تأتي عليه لحظات,لايستحضر فيها معنى وجوده..لو سألت احدا منا الان,وقلت له ما الغاية من خلقك؟؟لكان الجواب سريعا ,يخرج من فمه كرصاصة اطلقت من مسدس..قد تكون هذه الرصاصة الخارجة,اقوى من القنبلة الذرية نفسها..وسيتساءل البعض,محتجين,بل ومنكرين ,وغير متوافيقن معك,لان ما تقوله فيه مبالغة..طيب لنعد الحساب,ولنقيس هذه السرعة,ولنعتبر ان هذا ماهو الا مزاج او يدخل في لغة المزاج,البعيد كليا عن الحقيقة..
ماذا لو ان السؤال كان بخفة الجواب,اي نطرحه على صيغته..ماغاية وجود الانسان في هذه الحياة؟
لاشك,ان العقل يحتاج ليرد على مثل هذه الاسئلة وقتا,بل تفكير..وتفكير عميق..والا سنكون كمن يشبه تقليد القرد او الببغاء..أليس الله هو الذي خلق الانسان؟ بلى..وهو الذي اهداك العقل؟ بلى..هل كانت هديته لك عبثا ,ام من وراءها حكمة؟ اي غاية؟ هذا لاريب فيه ان اختيار الانسان عن باقي الحيوانات,له مايبرر,ان هذا االاختيار هو تفضيل..والمفضل هو الانسان,ولاجل ذلك فهو اذن مسؤول..
جواب السؤال,يمكن ان نلخصه في طرح عشوائي..الان في ماذا يفكر اكثر الناس؟اي ماهي مشلغلهم الملحة؟أليس ان يحيا حياة كريمة؟أليس ان تكون له زوجة واطفال وبيت وعمل؟,لو قسمنا كل هذه الاهتمامات على الزمن..سنجد ان العمر ,الذي يبتدأ فيه الانسان في الجد,والتفكير,وايجاد حلول للوصول الى تحقيق هذه المشاغل,تستغرق منا وقتا,لربما بدأ الانسان بها في سن مبكر..ولو افترضنا انه اخذ على عاهله هذا حتى وصل سنه الثلاثين,فكيف له ان يحقق اول مشروعه ,وهو الزواج؟ في الذاكرة التراثية للمغاربة,هناك مأثورة تعاد وتتكرر ووفيها من الحكمة من لم يتفطن لها,وهي التي تقول:"التفكير في الزواج تذبيره عام"فقط التفكير..وليس التذبير..عام من الزمن..تخطط فقط ,وانت تبحث في مخيلتك عن السبيل الى الوصول الى تسجيل النقط..ولعل مصاريف الزواج وحدها تشيب لها الركبان..تصور معي وانت غارق في هذه المشاغل..انها فقط مشغلة..وليست كل المشاغل..ماذا بقي لك من مساحة للتفكير حول غاية وجودك؟؟؟؟
ان الانسان من طبيعة خلقه انه ينسى..(وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين)..كلنا عنده علم بالخلق..واقصد هنا كلنا عرف كيف خلق الله ءادم وحواء..وكلنا على علم بما وقع لهما "القصة" .الخروج من الجنة,ولكن ايضا كلنا يعلم بحادثة مقتل هابيل من لدن اخيه قابيل..انها اول تجربة عرفتها الانسانية..انها الجريمة الاولى التي حدثت على الارض..لكن لااحد يتذكر من كان وراء هذه الجريمة؟؟
ستتعدد الاقوال..وسيعتبر الكثيرون انها بسبب خلاف بين قابيل واخاه هابيل..وأن..قابيل اراد ..وهابيل..ولكن في النهاية تم القتل..في قصتهما غاب الاصل..او نحن الذين غيبناه..وظل عقلنا يردد القصة دون ان نستحضر غاية الوجود..التي هي مفتاح النجاة..والابتعاد عن السقوط في الهاوية..أليس قتل النفس محرمة ,وفاعلها يخلد في النار..الغاية والوسيلة..نحن منشغلون بالوسائل..ولا نعير الغاية حقها من التفكير..غايتنا ليست الحياة..فهي فانية..غايتناالامتثال لاوامر الله تعالى..التزام بالطريق المنقذة..الصراط..وعندما نتبع سبيل الحق,نكون قد ادينا الغاية..ان نكون مثل الشيطان..الذي بدأها اول مرة,بالحسد..والحسد قاده الى العصيان..عصيان اوامر ربه..فطرد من رحمته ,فكان رجيما ..من الذي قتل قابيل حتى يقتل اخاه هابيل؟أليس الحسد؟ومن اين لقابيل بهذا؟ أليس من الشيطان الرجيم؟
كنت انوي تحويلها الى قصة باحداثها لكنني وجدتني اكتب هذا من تلقاء نفسي دون رجعة
فان رأيتم فيها ما يعجب..فلكم واسع النظر وان رأيتم فيها شيئا غير ذلك فلكم الحكم في نهاية المطاف