الأحوال النباتية في الفترات الجليدية في أوروبا
خلال الفترات الجليدية البليستوسينية تميزت النباتات في الفترات الجليدية وشبها لجليدية في أوروبا بخصائص الطبيعة المفتوحة وندرة الأشجار نسبيا وتميزت المجموعات النباتية بخصائص نتوقعها في بيئة الاستبس البارد في غرب أوروبا أظهر فحص حبوب لقاح الفترة الجليدية الأخيرة فيرم ويسشليان قليل من الشجيرات المخروطية araboreal وآثار كل من Artemisia و Thalictrum التي تميز البيئات المفتوحة وفي المناطق الساحلية مثل كورن وول وأيرلندا ظهرت شجرة البتولا القزمية dwarf rich و الصفصاف Willow وتستمر نفس الظروف بالاتجاه نحو الجنوب ففي في جنوب غرب فرنسا نلاحظ قلة حبوب لقاح الأشجار في الرواسب الجليدية وان كان من المحتمل أن بعض أشجار البلوط والبندق قد وجدت في الأراضي المنخفضة في Gascogene
وعلى غرار الصقيع الدائم تحركت الحدود الشمالية القصوى لمناطق النباتات الرئيسية بعيدا الى الجنوب من موقعها الحالي وبالاتجاه شرقا في أوروبا من المحتمل أن المناطق الواقعة عند مقدمة الجليد كانت فاصلة تماما ولكن إلى الجنوب في نطاق التراب الهوائي الناعم (اللوس) يبدو أنه قد سادت نباتات عشبية وفي المناطق الأكثر ملائمة مثل رومانيا والمجر كان هناك بعض شجر الصنوبر أثناء الفترات الجليدية وعلى الجانب الآخر في روسيا اعتبارا من جنوب بولندا حتى الأورال الجنوبية كانت كلها مغطاة بنباتات استبس جافة تتحمل الملوحة وإلى الجنوب كانت هناك نباتات التندرا أو غابات استبس مع مساحات صغيرة من أراضي شجرية النبات في القرم
وعلى طول الشواطىء المتزايدة البحر قزوين وفي البقاع الجنوبية في أوربا والشام حول السواحل الشمالية للبحر المتوسط كانت النباتات شبه استبس وجافة ( Bonatti و ١٩٦٦) مع بعض مناطق من الصنوبر ومن المحتمل أن هذا الحزام أمتد عبر جبال زاجروس في غربي ايران مع سيادة Artemisia عند مناسيب مع نباتات ألبية جافة ويظهر شكل ۲ ۱۱- هذا التعاصر الظاهري بين كل من أوروبا الغربية وسوريا ولبنان فيما يختص بالتغيرات الحرارية ، حيث يظهر توافق قوي في الجفاف والبرودة تشير كثرة النباتات الملحية إلى إنخفاض كمية المطر هذه النباتات التي ظهرت في فترة جفاف interstadial التي تنتمي لوسط فترة ديفنسيان mid-Devensian في بريطانيا وكذلك الحال في المناطق في الفترة الجليدية الأخيرة في Isle of Man.نباتات الجليد في أمريكا الشمالية
على الرغم من أن معظم الاقليم الواقع الى الشمال من الألب الأوروبية قد نمت فيه غابات التندرا وظهرت صحراوات صخرية باردة قرب الجليد خلال الفترة الجليدية الأخيرة نجد أن ما توافر من بيانات عن أمريكا الشمالية يشير إلى أن المساحة المتاخمة للحدود الجنوبية للجليد كانت مغطاة بغابات شمالية وليست بغابات التندرا ويرجع هذا الاختلاف إلى أن حد الجليد في أثناء فترة وسكنسن في أمريكا كان يقع أكثر تطرفا نحو الجنوب عن الحد الأوروبي إلى جانب هذا فالألب بغطائها الجليدي الهائل عملت على تعزيز أو تقوية منطقة الضغط المرتفع شبه الدائمة المرتبطة بالغطاء الجليدي الاسكندنافي ومن المحتمل أن هذا أدى الى جلب رياح غربية دافئة إلى المنحدرات الجنوبية لجبال الألب
وكما هو معروف فأمريكا الشمالية تخلو من أية سلاسل جبلية تمتد من الشرق إلى الغرب وكانت الغابات الشمالية التي يسودها Picea Pinus تغطي مساحات واسعة خلال الفترات الجليدية في أمريكا الشمالية وان لم توجد في كل مكان ولهذا وجدت بعض مساحات من غابات التندرا والمساحات الخالية من الأشجار ولكنها لم تكن على نفس الانتشار الموجود في أوروبا ولا يعرف الحد الجنوبي للغابات الشمالية على وجه الدقة ولكنه قد يكون في مكان ما في جنوب وسط الولايات المتحدة وربما يمتد إلى الغرب من جورجيا كما أنه من المحتمل أن الغابات قد كونت حزاما عرضيا في نفس امتداد الحزام الحالي لمسافة ۱۰۰۰كم إبتداء من خليج هدسن حتى البحيرات العظمى وفي الجنوب الغربي حيث تبدو بحيرات الفترات المطيرة متعاصرة مع الفترة الجليدية الرئيسية
يشير فحص حبوب اللقاح إلى وجود نسبة عالية من الصنوبريات خلال فترة وسكنسن وان كانت المنطقة الآن تشهد نباتات شبه صحراوية وفي الكولديرا الغربية انخفض خط الاشجار إلى منسوب ۸۰۰-۱۰۰۰ متر واتسع نطاق النباتات الألبية في الجبال وبالمثل نجد أن موقع خط الأشجار القطبي الشمالي بالنسبة لخطوط العرض في نهاية مرحلة فيرم كان يختلف تماما عما بعد الجليد وكانت الزحزحة حوالي ٢٤ - ٢٥ درجة سيليزية فترات االدفئ خلال مرحلة فيرم من المشاكل التي تواجه دراسة الجليد هي مشكلة تعريف المصطلحات ومنها على سبيل المثال تلك الفترات التي يقل فيها الجليد. ويزداد الدفء نسبيا خلال فترة جليدية رئيسية هذه الفترات يطلق عليها مصطلح interstartials وان لم يكن هناك اتفاق عالمي حول الفارق بين هذا المصطلح ومصطلح interglacial
وان كان هناك ما يشير إلى أنه في كثير من أجزاء أوروبا وفي أماكن أخرى أن جليد فيرم ويشسيل وسكنسن تخلله بعض المراحل التي قل فيها نشاط الجليد حيث تطورت بعض التربات ورواسب أخرى متميزة وقد تم تأريخ الكثير من هذه الرواسب بواسطة النظائر المشعة ومن الممكن عقد مضاهاة بين هذه الرواسب ويشير فحص هذه التواريخ رغم انتشار قيمها إلى أن هناك تجمع clusting في الفترة من ٥٠ إلى ٢٣٠٠٠ سنة مضت ومن المحتمل أن هذه الفترة لم تكن فترة دفئ مستمر نسبيا ولكن يبدو في كثير من المناطق أن هناك اتجاه لوجود فترة دفئ واضحة عند نهاية هذا الوقت خاصة منذ ۲۸۰۰۰ سنة كما كانت هناك بعض فترات توقف قصيرة قرب بداية فترة فيرم وسكنسن وسيشل وكانت هذه الفترات كافية لتؤدي الى تقلص جليدي في اسكندنافيا وقد شهدت الفترة منذ ٢٥٠٠٠ سنة حتى نهاية البليستوسين امتدادا جليديا هائلا في نصف الكرة الشمالي على الأقل أطلق عليه العديد من الأسماء المحلية مثل Haupt Warmi في أوروبا و فوردیان في شمال الولايات المتحدة في جبال روكي