الكتلة الصدعية نوع من أنواع

الجبال .

الكتل الصدعية هي عبارة عن نوع من أنواع الجبال التي تكونت بفعل حركة الصفائح التكتونية بشكل مباشر، حيث تتميز الجبال الصدعية بأوجه صخرية كبيرة تشكلت عندما يجبر الضغط الهائل تحت الأرض كتلة صخرية كاملة على الانفصال عن كتلة أخرى، فيما يسمى بالصدع، فترتفع الصخور على جانب من الصدع وتهبط من الجانب الآخر، فتتكون الجبال على الجانب المرتفع وتسمى بالجبال الصدعية التي تكونت نتيجة لحدوث صدع.

ويعتبر زلزال سان فرانسيسكو عام 1906 مثال على هذه العملية؛ حيث أدت سلسلة من الهزات إلى خلع طبقات الصخور بما يصل إلى 21 قدمًا على طول خط الصدع الذي يمر عبر المدينة، مما كون إرتفاعات صخرية تشبه الجبال بشكل مصغر، ويوجد نوعان أساسيان من الجبال الصدعية:

• جبال صدعية مرتفعة: وتحتوي على منحدرين شديد الانحدار وقمة عريضة، مثل جبال فوج في فرنسا.
• جبال صدعية مائلة: تتميز الجبال ذات الكتلة المائلة بانحدار لطيف من جانب ومنحدر شديد الانحدار على جانب آخر.

كيف تكونت الكتلة الصدعية

تتشكل الكتل الصدعية عندما يحدث صدع في منطقة ما في القشرة الأرضية، فيقوم بدفع أحد جانبي الصدع الكتل الصخرية إلى الأعلى وإلى أسفل على الجانب الآخر.

قبل أن نفهم ماهية الكتل الصدعية يجب أن نفهم ماهية الصدع؛ والصدع هو عبارة عن شق في القشرة الأرضية يحدث بسبب حركة الصفائح التكتونية في القشرة، مما يؤدي إلى تحرك بسيط للكتل الصخرية على جانبي هذا الصدع يمكن أن تتعرض القشرة للزلازل أثناء حدوث الصدع، وبالتالي ينتج عن هذا الصدع رفع كتل كبيرة من الصخور على طول جوانبه وتميل الأرض للأسفل لتشكل انخفاضًا في أحد الجوانب، بينما الجانب الآخر يرتفع ليشكل جبل صدعي.

فبالتالي تتكون الكتل الصدعية أعلى القشرة الأرضية عندما تحدث الحركة التكتونية لكتل القشرة الأرضية الكبيرة، وتنفصل عن بعضها البعض بسبب القوى الموجودة في القشرة الأرضية بما يسمى الصدع؛ وينتج عن هذا الإنفصال دفع بعض أجزاء الكتل الصخرية لأعلى، وانهيار البعض الآخر لأسفل، حيث تتباعد وتتراكم كتل الصخور على بعضها البعض.

من أنواع حركات الصفائح

• حركة تقاربية (هادمة).
• حركة تباعدية (بناءة).
• حركة انتقالية.

تتعدد أنواع الحركات للصفائح التكتونية في القشرة الأرضية المكونة للجبال الصدعية، حيث يوجد 3 أنواع من الحركات: حركة تقاربية؛ وفيها تتحرك الصفائح في اتجاه بعضها البعض، وحركة تباعدية؛ حيث تتحرك الصفائح منفصلة بعيدًا عن بعضها البعض، وحركة انتقالية؛ وفيها تتحرك الصفائح بشكل جانبي بالنسبة لبعضها البعض، فيما يلي بعض التفاصيل حول أنواع حركات الصفائح التكتونية المختلفة:

حركة تقاربية (هادمة): يحدث هذا عندما تتحرك الصفائح تجاه بعضها البعض وتتصادم؛ حيث تلتقي صفيحة قارية بصفيحة محيطية، فتغرق الصفيحة المحيطية الأرق والأكثر كثافة والأكثر مرونة تحت الصفيحة القارية الأكثر سمكًا وصلابة –ويسمى الاندساس-، وقد تتسبب تلك الحركة في تكوين خنادق عميقة في المحيط مثل تلك الموجودة على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، وأيضًا تعتبر جبال الهيمالايا أحد الأمثلة على الجبال الصدعية التي تكونت بفعل الحركة التكتونية المتقاربة.

حركة تباعدية (بناءة): تحدث الحركة التباعدية عندما تبتعد اللوحتان عن بعضهما البعض، فتنفجر الصخور المنصهرة من الوشاح على طول الفتحة مكونة قشرة جديدة، وقد ترتفع مكونة جبال وبراكين على طول خط التماس، ولعل أشهر الجبال المعروفة المكتونة بفعل الحركة التباعدية هي سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي، والتي تمتد من المحيط المتجمد الشمالي إلى ما وراء الطرف الجنوبي لإفريقيا.

ويبلغ معدل التباعد على طول سلسلة جبال وسط الأطلسي حوالي 2.5 سم في السنة، أو 25 كم في مليون سنة، قد يبدو هذا المعدل بطيئًا وفقًا للمعايير البشرية؛ ولكن نظرًا لاستمرار هذه العملية لملايين السنين، فقد نتج عنها حركة لوحة تصل إلى آلاف الكيلومترات.

الحركة الانتقالية: هي الحركة التي يتم تداخل لوحتين مع بعضهما البعض على طول ما يسمى أخطاء الانزلاق، وهي الحركة التي تسبب الصدوع بشكل أساسي، وقد تم تسميتها بواسطة العلماء بالحركة الصدعية، وغالبًا ما تؤدي الحركة الانتقالية إلى حدوث زلازل كبيرة، مثل زلزال عام 1906 الذي دمر سان فرانسيسكو؛ وتعتبر منطقة صدع سان أندرياس في كاليفورنيا، التي يبلغ طولها حوالي 1300 كيلومتر وعرضها عشرات الكيلومترات، وتقطع ثلثي طول كاليفورنيا هي أهم مثال على الصدوع الناتجة عن الحركة الانتقالية.

أنواع الجبال

• الجبال الإلتوائية.
• الجبال الصدعية.
• الجبال البركانية.

الجبال الإلتوائية: تعتبر أكثر أنواع الجبال شيوعًا في القشرة الأرضية، تتكون معظم الجبال الإلتوائية على كواكب الأرض من صخور رسوبية عندما يتم ضغط الرواسب التي تترسب في منخفض قاع البحر لتشكيل الصخور، وتتكون الجبال الإلتوائية عندما تصطدم لوحتين أو أكثر من الألواح التكتونية مع بعضها البعض، وتُعرف المنطقة التي تصطدم فيها الصفائح بمناطق الاصطدام القاري أو حدود الصفائح المتقاربة؛ حيث تدفع الصفائح بعضها البعض بقوة تجعل الصخور والحدود تطوي وتلتف وتشكل الجبال.

وتسمى عملية تكوين الجبال الإلتوائية بـ orogeny، وتستغرق تلك العملية ملايين السنين، ويمكن أن تستمر الجبال الإلتوائية في الارتفاع حيث تستمر الصفائح التكتونية في دفع بعضها البعض لكنها تظل ضيقة، فنجد أن حاليا جبال الهيمالايا تستمر في الإرتفاع، وتتمثل أبرز الامثلة على الجبال الإلتوائية في جبال الهيمالايا في آسيا، وجبال الألب في أوروبا، وجبال الأورال في روسيا، وجبال روكي في أمريكا الشمالية، وجبال الأنديز في أمريكا الجنوبية.

الجبال الصدعية: هي جبال تتكون كنتيجة مباشرة لحركة الصفائح التكتونية عندما تتشكل الصدوع أو الكسور في القشرة الأرضية، ويمكن أن تؤدي الصدوع الناتجة إلى تحريك كتل الصخور لأعلى أو لأسفل، وتتميز الجبال الصدعية بأنها لا يوجد طي للصخور فيها كما في الجبال الإلتوائية؛ بدلاً من ذلك، يتم دفع الكتل الصخرية لأعلى باتجاه تكوين قمم ووديان، وغالبًا ما تتسبب حركة القشرة الأرضية على طول الصدوع في حدوث زلزال في المناطق المجاورة، وتتمثل أمثلة الجبال الصدعية في جبال هارتس في ألمانيا، وجبال سييرا نيفادا في أمريكا الشمالية.

الجبال البركانية: البركان هو عبارة عن فتحة توجد في القشرة الأرضية، ترتفع من خلالها الصهارة وتندفع إلى السطح، ويدفع النشاط البركاني أيضًا المناطق المجاورة إلى أعلى لتشكيل الجبل البركاني؛ فتتراكم الصخور والحمم البركانية طبقة تلو الأخرى، وعندما تبرد، تشكل بنية مخروطية الشكل تسمى الجبال البركانية، وأكثر ما يميز الجبل البركاني هو فوهة البركان؛ وهو عبارة عن منخفض دائري يتشكل عندما تنفجر الحمم بقوة على السطح.

ويعتبر جبل سانت هيلينز في أمريكا الشمالية، وجبل كيا وجبل لوا في هاواي، وجبل بيناتوبو في الفلبين، وبيكو تيد في جزر الكناري من أبرز الأمثلة على الجبال البركانية.