*** أبي القاسم الشابي *** أراكِ ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياةُ
آخر
الصفحة
براء الدين 19

  • المشاركات:
    152182
نائب مراقب أدب وشعر
محرر بمجلة اقرأ
براء الدين 19
نائب مراقب أدب وشعر
محرر بمجلة اقرأ
المشاركات: 152182
معدل المشاركات يوميا: 30.7
الأيام منذ الإنضمام: 4955
  • 10:01 - 2023/02/14

https://i.imgur.com/HTVsy0d.png

https://i.imgur.com/lZpMesc.png

 

يعدّ الشاعر أبو القاسم الشّابيّ من أبرز روّاد الأدب العربيّ، والأدب التّونسيّ على وجه التحديد، يتميّز شعره في تلمُّسه للأثر الأندلُسيّ،

 بالإضافة إلى اتّباعه نهجاً قديماً في الشِّعر، وهو إيراد الجُمل المُتوازية، فكان سبباً في إعادة إحياء هذا النّمظ في التُّراث العربيّ،

 كذلك تمتّع الشّابيّ بالموهبة التي انعكست في شِعره المليء بالمشاعر والخيال المُصاحب للصّور الفنيّة الغنيّة،

 والفريدة من نوعها، ويجب التّنويه إلى أنّه نقل الجانب الإنسانيّ الذي يحمله، وحبّه للحياة وعشقه لوطنه الكبير من خِلال أدبه،

 فما كان شِعره إلّا وسيلةً ينقل بها أحزان بلاده ومُشكلاته، كما لم يخلُ شِعره من الجانب المُشرق الذي يدفع لحبّ الحياة والإنسان.

وُلد الشاعر أبو القاسم الشّابيّ في بلدة الشّابَّة الواقعة في ضواحي (توزر) في تُونس،
 وذلك في الرّابع والعشرين من شهر شباط لعام 1909م، والده الشّيخ مُحمّد الشّابي الذي تخرّج
بعد دراسة سبع سنوات في الجامع الأزهر، وكان هذا في بداية القرن العشرين، ليكمل بعدها الدّراسة في جامع
 الزّيتونة الشّهير في تُونس، إلى أن انتهى به الحال بحصوله على شهادة التّطويع الممنوحة لخرِّيجيها في ذلك الوقت،
 وبعد هذه الرّحلة التّعليميّة انتقل الشّيخ مُحمّد الشّابيّ للعمل في القضاء الشّرعيّ في مُختلف المحافظات التّونسيّة،
 أمّا بالنّسبة لأبي القاسم الشّابيّ فقد كان في ذلك الوقت حديث الولادة متنقلاً مع والديه في تنقّلهما،
 والجدير بالذِّكر أنّه ذكر في ديوانه أغاني الحياة أنّه لم يزر بلدته سوى مرّتيْن، الأولى عند خِتانه وكان حينها في عُمر الخامسة،
أمّا المرّة الثّانية فقد كانت زيارة عاديّة

البحر : متقارب تام 

 أراكِ ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياةُ

 أراكِ ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياةُ ** ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأملْ 
 وتنمو بصدرِي ورُودٌ ، عِذابٌ ** وتحنو على قلبيَ المشتعِلْ 
 ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحياةِ ** وذاك الشّبابُ ، الوديعُ ، الثَّمِلْ 
ويفتنُني سِحْرُ تلك الشِّفاهِ ** ترفرفُ منْ حولعنّ القُبَلْ 
فأعبُدُ فيكِ جمالَ السّماء ، ** ورقَةَ وَرْدِ الرَّبيعِ ، الخضِلْ 
وطُهْرَ الثلوج ، وسِحْرَ المروج ** مُوَشَّحَةً بشعاعِ الطَّفَلْ 
أراكِ ، فأُخْلَقُ خلْقاً جديداً ** كأنّيَ لم أَبْلُ حربَ الوجودْ 
ولم أحتمِلْ فيه عِبثاً ، ثقيلاً ** من الذِّكْريَاتِ التي لا تَبيدْ 
وأضغاثِ أيّاميَ ، الغابراتِ ** وفيها الشَّقيُّ ، وفيها السَّعيدْ 
 ويْغْمُرُ روحِي ضياءٌ ، رفيقٌ ** تُكَلّلهُ رَائعاتُ الورودْ 
وتُسْمُعُني هَاتِهِ الكَائِنَاتُ ** رقيقَ الأغاني ، وحُلْوَ النشيدْ 
 وترقصُ حولِي أمانٍ ، طِرابٌ ** وأفراحُ عُمْرِ خَلِيٍّ ، سَعيدْ 
 كأنِّيَ أصبَحْتُ فوقَ البَشَرْ ** وتهتزُّ مثْلَ اهتزازِ الوتَرْ 
 ** أناملَ ، لُدْناً ، كرَطْب الزَّهَرْ 
فتخطو أناشيدُ قلبيَ ، سكْرَى ** تغرِّدُ ، تَحْتَ ظِلالِ القَمَرْ
( وتملأَني نَشْوةٌ ، لا تُحَدُّ ** )
 أوَدُّ بروحي عناقَ الوجودِ ** بما فيه من أنفسٍ ، أو شجرْ 
وليلٍ يفرُّ ، وفجرٍ يكرُّ ** وغَيْمٍ ، يُوَشِّي رداءَ السحرْ

 

https://i.imgur.com/lZpMesc.png

 *** أبي القاسم الشابي *** أراكِ ، فَتَحْلُو لَدَيّ الحياةُ
بداية
الصفحة