Ξ هدير و غدير Ξ /بقلمي/آخر
الصفحة
SHAADI

  • المشاركات: 46673
    نقاط التميز: 59014
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
فريق النقد الأدبي والقصصي
SHAADI

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
فريق النقد الأدبي والقصصي
المشاركات: 46673
نقاط التميز: 59014
معدل المشاركات يوميا: 6.7
الأيام منذ الإنضمام: 7016
  • 15:00 - 2023/01/11

لم تكنْ عبير تدرك تماماً ما يدورُ في خاطر ذلك الرجل الجالس على الطاولة المقابلة لها في إحدى المطاعم الشعبية وسط المدينة الكبيرة ...

كانت عبير وهي شابة متوسطة الجمال في العشرينييات من عمرها قد اعتادت أن تتناول طبقها المفضّل (الفتّة) في مثل هذا الوقت من اليوم ...

كان يومها عادياً جداً , تقريباً مثل كل يوم، تخرجُ من بيتها في الصباح الباكر قاصدةً الجامعة , و في منتصف النهار تقريباً تنطلق منها نحو مركز التعليم والتأهيل الخاص بالأطفال حيث تعمل هناك بوظيفة الإشراف على الجلسات الخاصة بتطوير مهارات الحياة عند الأطفال ...
في المطعم, و أثناء تناولها لطبقها المحبب ,لاحظت عبير تلك النظرات المريبة و المباشرة لها من قبل ذلك الرجل , كانت نظراته الحادة مصوّبةً نحوها , لا يحوِّل نظره عنها مهما كان , حتى و هو يأكل أو يكلّم أحد الأشخاص القريبين منه, إنها بالفعل لوقاحة لا مثيل لها , أدارت عبير كرسيها و أخذت موقعاً جديداً في مواجهة الباب الرئيسي للمطعم, فما كان من الرجل الغريب أن قام هو أيضاً و انتقل ليجلس في مكان آخر يقابلها و يواجهها , غضبت عبير كثيراً , أنهت طعامها سريعاً , وضعت على الطاولة مبلغاً من المال ثم قامت منصرفةً تقصد الطريق إلى بيتها...

أخذت تسلكُ طريقها الإعتيادية بخطواتٍ سريعة و جريئة , تفكر برجل المطعم , يا ترى ماذا يريد مني ؟ هل يعرفني من قبل ؟ هل يريد بي السوء ؟ أم هو رجل مختل عقلياً ؟

عشرات الأفكار بدأت تغزو رأسها و تهيمن على تفكيرها , بعضها فقط كانت أفكاراً إيجابيةً, فجأة و أثناء غرقها بتلك الأفكار , شعرت عبير بتتابع خطواتٍ متسارعةٍ تقترب منها , لم تلتفت , بل تابعت طريقها و أخذت خطوات سيرها بالإتساع شيئاً فشيئاً , بدت كأنها هاربةً من شيء ما خطير يُقلقها و يُرهبها, المكان من حولها مكتظٌ بالبشر , أحسَّت بشيءٍ من الطمأنينة , هل تصرخ و تطلب النجدة منهم ؟ ماذا سوف تقول للناس ؟ هل سيتقبّلون ما ستقوله لهم ؟ هل سيتعاطفون معها ؟ أم سيخذلونها ..!!

تسمّرت عبير في مكانها, استدارت ببطء شديد , أصبحت بمواجهة رجل المطعم (المزعج) و الذي توقّف هو أيضاً و بدا مضطرباً جداً :

"ماذا تريد مني يا هذا؟" قالت عبير للرجل بصوتٍ مرتعش و بلهجةٍ حازمةٍ  ثم تابعت بالقول:

"سوف أُرسل في طلب الشرطة حالاً " قالت و هي تمسك بهاتفها النقّال .!

" لا , أرجوكِ , لا تُثيري إنتباه الناس في الشارع من حولنا " قال الرجل و قد بدا هادئاً رزيناً و تابع قائلاً:

" أنا لا أقصد بك شراً معاذ الله , كل ما بالأمر أنني عندما رأيتك بالمطعم اليوم تذكرت ابنتي , و التي فقدتها منذ مدة , أنتي تشبهينها كثيراً , لم استطع أن أحوّل نظري عنك من وقتها , أرجوكِ يا ابنتي لا تلومي أباً مفجوعاً فَقَدَ إبنته ثم عَادَ و رأى طيفها من جديد ...!!!

سادَ صمتٌ مطبقٌ حائرٌ بين الإثنين , شعرت عبير بعاطفةٍ ما تجاه هذا الرجل الغريب , تذكرت والدها و كيف كانت تنتظره و يحضنها,كيف كان يحملها و يضعها في سريرها لتنام...

 دسَّ الرجل يده في جيب سترته و أخرج منها صورةً قديمةً قد اهترأت جوانبها و غابت ألوانها , أعطاها لعبير و التي أمعنت النظر فيها طويلاً , إنها صورة قديمة لطفلة صغيرة لا تشبهها كثيراً ..!!

إغرورقت عينا الرجل و عبير بالدموع و تعانقا طويلاً وسط دهشة كل من كان موجوداً بالمكان حولهما.

^^^^^

تمت بعون الله


21:15 - 2023/01/12: آخر تغيير للنص بواسطة SHAADI
عدد مرات تغيير النص: 5

0📊0👍0👏0👌
ألفبائي

  • المشاركات: 5660
    نقاط التميز: 9702
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى النقاش الجاد
ألفبائي

أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى النقاش الجاد
المشاركات: 5660
نقاط التميز: 9702
معدل المشاركات يوميا: 4.5
الأيام منذ الإنضمام: 1271
  • 19:48 - 2023/01/11
حجز
خلني أمخمخ يا شادي
وراجع لك بأحلى رد يا كاتبنا الرائع ^-^
0📊0👍0👏0👌
أسير همس

  • المشاركات: 26569
    نقاط التميز: 5630
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
مشرف سابق
أسير همس

كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
مشرف سابق
المشاركات: 26569
نقاط التميز: 5630
معدل المشاركات يوميا: 5.2
الأيام منذ الإنضمام: 5128
  • 21:14 - 2023/01/11
السلام عليكم و رحمة الله

مرحبا بك أخي شادي
هنا سأسجل حضوري و لي عودة إن شاء الله
تحياتي
0📊0👍0👏0👌
ألفبائي

  • المشاركات: 5660
    نقاط التميز: 9702
أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى النقاش الجاد
ألفبائي

أفضل عضو بالشهر الماضي بمنتدى النقاش الجاد
المشاركات: 5660
نقاط التميز: 9702
معدل المشاركات يوميا: 4.5
الأيام منذ الإنضمام: 1271
  • 18:51 - 2023/01/12
الله يا شادي
ما هذه القصة التحفة
رائعة جديدة من روائعك: فكرة جديدة لم يسبق لي أن قرأت قصة تشبهها من قبل
نهاية القصة كسرت شكوكنا اتجاه رجل المطعم؛ واذ به يكون أب مفجوع وقد وجد الشبه بين ابنته وعبير
حلوة القصة.. أعطيها تقييم عالي
الله يسلمك صديقي وأخي الحبيب شادي
كن بخير وفي أمان الله
0📊0👍0👏0👌
Prof Armelle
  • المشاركات: 651
    نقاط التميز: 3440
عضوة فريق المسابقات
فريق التكريم القصصي بمنتدى القصص القصيرة
Prof Armelle
عضوة فريق المسابقات
فريق التكريم القصصي بمنتدى القصص القصيرة
المشاركات: 651
نقاط التميز: 3440
معدل المشاركات يوميا: 0.5
الأيام منذ الإنضمام: 1243
  • 09:38 - 2023/01/15
أخي شادي
أقرأ لك منذ مدة طويلة كما تعرف ودوماً أرى أن في أسلوبك القصصي شيء ما يميزه
الغموض اللذيذ و النهايات المفتوحة و التركيز على الحالة النفسية أو المزاجية لأبطال قصصك
وهذا ما أحبه .. كالأفلام القصيرة أو مقاطع الفيديو ..
في قصتك هنا أرى تداخلات نفسية و اشتباكات عاطفية بين بطلي قصتك
نعم بطلي قصتك ..فأنت بهذه القصة خرجت عن المألوف و لم تقدم لنا بطلاً واحداً بل بطلين بآن واحدة
عبير و رجل المطعم
إثنان يعانيان نقصاً عاطفياً و ألماً ثقيلاً ناتج عن فراق الأحبة
التقيا و ضمّد كل واحد منهما جراح الآخر بطريقة بسيطة و عفوية و بريئة
هكذا نريد أن نعيش .. نداوي ندبات الزمن لبعضنا .. كلنا يحملها و كلنا يحتاج لمن يداويه
الجملة الخطيرة في قصتك و هي مفتاح الغموض هي الجملة ما قبل الأخيرة من القصة:
دسَّ الرجل يده في جيب سترته و أخرج منها صورةً قديمةً قد اهترأت جوانبها و غابت ألوانها , أعطاها لعبير و التي أمعنت النظر فيها طويلاً , إنها صورة قديمة لطفلة صغيرة لا تشبهها كثيراً ..!!
هنا نتوقف لنفهم ما يجب أن نفهمه و لكل قارىء وجهة نظر أو تفسير لهذه الجملة .
شكراً شادي و بارك الله فيك
0📊0👍0👏0👌
غريب تائه

  • المشاركات:
    14529
مشرف القصص القصيرة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
غريب تائه

مشرف القصص القصيرة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 14529
معدل المشاركات يوميا: 3.1
الأيام منذ الإنضمام: 4751
  • 20:37 - 2023/01/16
شادي يا شادي صراحة أتقنت القفلة، فكانت النهاية معبرة و مدهشة
بل جاءت أقصوصتك رائعة بحمولتها اللغوية و السردية و أحداثها المتلاحقة و المشوقة
فعبرتَ  من خلالها عن حالة إنسانية عاطفية اجتماعية بمهارة الكبار
بوركت أخي
تحياتي
0📊0👍0👏0👌
SHAADI

  • المشاركات: 46673
    نقاط التميز: 59014
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
فريق النقد الأدبي والقصصي
SHAADI

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
فريق النقد الأدبي والقصصي
المشاركات: 46673
نقاط التميز: 59014
معدل المشاركات يوميا: 6.7
الأيام منذ الإنضمام: 7016
  • 11:19 - 2023/01/17
قصتي هنا استوحيتها من مزيج واقعي و خيالي بآن واحدة
هي حالة بارانويا نفسية تعيشها البطلة عبير و حالة تراوما يعيشها (رجل المطعم)
فكان لقاؤهما الغير مخطط له شرارة القصة و حبكها
تركت (عمداً) تفسير نهاية قصتي لمن يقرؤها
شكراً على الردود و المشاركة
شكراً للأخوة الأعزاء على مرورهم الكريم
ميمون
عبد الله
محمد
والأخت
آرميل
0📊0👍0👏0👌
Mou Ha Med

  • المشاركات: 3813
    نقاط التميز: 5262
عضو أساسي
Mou Ha Med

عضو أساسي
المشاركات: 3813
نقاط التميز: 5262
معدل المشاركات يوميا: 4.4
الأيام منذ الإنضمام: 862
  • 13:25 - 2023/02/14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
واصل في كل ما هو جديد ومفيد لديــــــــــــــك
فنحن بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل
كوجـودك المتواصـل والجميـل معنا
تحياتـــي الحــاره
0📊0👍0👏0👌
عتاب الليالي

  • المشاركات: 3840
    نقاط التميز: 1879
صاحبة ردود قصصية متألقة
مشرفة سابقة
عتاب الليالي

صاحبة ردود قصصية متألقة
مشرفة سابقة
المشاركات: 3840
نقاط التميز: 1879
معدل المشاركات يوميا: 3.2
الأيام منذ الإنضمام: 1198
  • 13:05 - 2023/05/08
السلام عليكم ورحمة الله


قصه قصيره جميله
ومحبوكه بإتقان وجماليه في السرد
هنيئا لنا قلمك بيننا 💛

لا تحرمنا جديدك

كل الود ❤
0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 Ξ هدير و غدير Ξ /بقلمي/بداية
الصفحة