حتى كلية الطب لم تسلم من الفساد...للنقاش
آخر
الصفحة
راسيل18
- عضوية مقفولة -
راسيل18
- عضوية مقفولة -
  • 19:25 - 2022/11/25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
كلية الطب.. لما نسمع هذا الاسم يتبادر لأذهننا أنها كلية مختلفة عن باقي الكليات فمن يدرسون بها يوم ما سيكون بين أيديهم حياة مئات البشر وأي خطأ بسيط منهم سيفقد ذاك الانسان حياته أو أقل الأضرار يفقد عضو من أعضائه تحت مسمى خطأ طبي غير مقصود..
لا أتكلم عن هذا وكأني أفتخر بهذه الكلية لأني أدرس بها أو قد يفهم البعض أني اغتر بتخصصي وأزدري باقي التخصصات ..لذلك فموضوعي لن يفهمه إلا أصحاب العقول الراقية سيفهمون جيدا ما كتبته وما المغزى منه.
من سلبياتي التي أعتز بها ههه أني مستحيل أبحث عن أي أمر ما في قوقل أو أحاول اكتشافه أحب أن أكتشف ذاك بنفسي وأعيش الواقع مباشرة وإذا اظطريت لا بد أن أسأل البعض ممن أثق فيهم ..قلت هذا لأني ولا يوم فكرت بالبحث عن الجامعة التي سأدرس فيها وأين تقع ووو.
كان المفروض أن أدرس ببريطانيا (على نفقة والدي حفظه الله وليست منحةمن الدولة) لوجود محرم وهو عمي الذي يعمل بأحد الجامعات هناك ويقوم بأبحاثه ومقيم هناك..لكن استخرت وفكرت كثيرا أولا مستحيل أقوى على فراق والديا وجدتي وثانيا لا أقوى على العنصرية خاصة أنا أرتدي جلباب وهو ما يعرف عند بقية الدول عباءة الرأس وفي بريطانيا تتعرض للعنصرية كثيرا من ترتديه أخبرتني زوجة عمي بذلك قالت لي كلما نخرج للتسوق أسمع عبارات العنصرية لأنها أيضا ترتديه وقالت ..فقلت مستحيل أتحمل ذلك وأنا سأدرس وسط جامعة معروف أن أغلب سكانها عنصريين ضد الاسلام والمسلمين.نصحني البعض بالتخلي عن لباسي وأرتدي حجاب عادي المهم فضفاض وخمار بالطبع رفضت مستحيل أتنازل عن مبادئي من أجل الدراسة ..
المهم سجلت في أحد جامعات بلدي يوم الدخول جاتني صدمة بكيت بحرقة لا أعرف لماذا أحسست أني غريبة وليس هذا تصوري ..كنت أظن أن جميع كليات الطب فيها التزام يعني على الاقل من ناحية اللباس وأن أساتذتها يخافون الله ويدرسون بضمير لأنه تخصص انساني فيوم ما الطبيب سيعالج بشر لا حجر واي تشخيص خاطئ منه سيكلف ذاك المريض ثمن باهض هو حياته.
كان تصوري ان كليات الطب مازالت كما حكى لي بابا وماما في زمانهم في الثمانيات والتسعينات من يدخل كلية الطب فهومدرك تماما بالمسؤولية التي سيتحملها أمام الله
ولا أذهب بعيدا  في سنة 2009 كنت  أرافق بابا لكلية الطب بقسنطينة وأدرس مع طلبة السنة الرابعة والخامسة المقياس الذي يقدمه بابا رغم صغر سني مازالت أتذكر جيدا الالتزام عند الطلبة في لباسهم وحبهم للتعلم فوقت تقديم المحاضرة الكل ينصت للاستاذ الكل يكتب الكل مجتهد تسمع صوت الذبابة إذا مرت بسبب الهدوءوالتركيز.
لكن اليوم  للأسف انصدمت بواقع مغاير لا أتكلم عن عرض الازياء والمكياج  واللباس الفاضح جدا عند طبيبات المستقبل بل صدمتي في الذكور ..يا الله كيف لطبيب يرتدي سروال لاصق على لحمه ومقطع من الامام والخلف سيعالج يوم ما المرضى أين هيبة الطبيب؟بل أين هيبة الرجال؟
لا يقول أحدكم دع الخلق للخالق هذه عبارة خاطئة علمانية فنحن أمة النهي عن المنكر على الأقل باللسان..
صدمتي الثانية زملاء مستهترين وبسببهم عرفت لماذا اليوم يوجد اطباء لا علاقة لهم بالطب نجحوا فقط حظ.. وقت محاضرات مهمة كمقياس علم الأنسجة وعلم الخلية وعلم الأجنة يضعوا السماعات في آذانهم ويستمعو للأغاني مرة وصلت متأخرة بسبب زحمة الطريق التي تدوم ساعة أحيانا...اظطريت أجلس في آخر كرسي انصدمت من يجلس امامي يستمع للأغاني لدرجة ازعجتني فانا وكأني أسمع معه  قلت له اذا انت لا تريد ان تدرس غيرك جاء ليدرس  فأغلق الهاتف وهو منزعج وكأن كلامي لم يعجبه وأصبح كل ما أمر من أمامه يقول بصوت عالي الدراسة خليناها ليكم.. لحد الآن مازالت متجاهلة له لكن سينفذ صبري يوم ما ويا ويله من راسيل ههه.
أمر أخر الأساتذة هناك من يدرس بضمير وهناك والله لا علاقة..أستاذة مادة أساسية وكأنها تدرسنا وهي مجبورة تتكلم غصب عنها حتى ظننت أن هذه الاستاذة ربما كل صباح يضربا زوجها ضرب مبرح وتأتي للماحضرة حتى تنفس ضغطها ههه مجبرة عبوسة منزعجة تخرج الكلام بالغصب وإذا سألها طالب سؤال تصرخ عليه تملي علينا وكأننا في الابتدائي لا تشرح جيدا ..حمدت الله أن والديا أطباء فكل مساء يدرسوني تلك المادة لكن ماذا عن زملائي فليس الجميع أحد والديه أو كليهما طبيب.
كنت أظن أن من يدرس الطب أو يدرسه  يخاف الله لادراكه مدى المسؤولية على عاتقه..فاذا كان استاذ عليه أن يبذل كل جهده في ايصال المعلومة وحتى يكون راتبه حلال.وإذا كان طالب عليه التركيز والاجتهاد لأنه يوم ما سيكون مسؤول عن حياة أو موت الكثيرين أي خطأ منه بسيط سيكون ثمنه حياة انسان.
ما زالت لحد الساعة لم أتأقلم لكن أحاول التعايش ..رغم انزعاجي لكن أعطيت للطب  كل وقتي بل حياتي ههه ورغم التعب وانشغالي فقط بدراستي إلا أني أقول لنفسي  تذكري يا راسيل أن هذا التعب هو ثمن لكونك طبيبة يوم ما ..طبيبة تخاف الله وتدرك مسؤوليتها فتجتهد وتتنازل عن كل ما تحبه من هوايات ...الخ من أجل أن تكوني يوم ما طبيبة تستحق ذاك اللقب تعبت واجتهدت في دراستها من أجل أن لا تكون مستهترة يوم ما وتسببت في قطع رجل هذا وفقد بصر ذاك نتيجة تشخيص خاطئ منها لأنها تخرجت من كليتها هكذا وفقط دون أن تبذل جهد ..فالآن أصبحت أقول لما تقول لي إحدى النسوة أخطبك لابني أٌقول لها لا يجوز للمرأة أن تتزوج برجلين تندهش؟ لأجيبها أنا متزوجة بالطب سأعطي كل حياتي له لمدة 7 سنوات ولا أنشغل عنه بأي شيئ آخر.. حتى  يوم ماأكون طبيبة تستحق هذا اللقب..وليس طبيبة فقط من أجل المركز الاجتماعي وحتى يقول الغير فلانة طبيبة من مثلها..



الخط إليكم إخوتي

 
تحياتي أختكم
راسيل
 حتى كلية الطب لم تسلم من الفساد...للنقاش
بداية
الصفحة