السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقتضي العلاقات الإنسانية وجود روابط قوية تسودها الألفة والمحبة والتفاهم
وهذا الأمر يتطلب أن تكون بالتماس مع الشخص ولكن عندما يأتيك من يتقدم
لخطبة ابنتك وأنت لاتعلم عنه شيئاً سوى مؤهلاته وحسبه ونسبه والامكانيات
التي يملكها والسؤال عنه من خلال معارفه وأقربائه للإستفسار عن تدينه وأخلاقه التي لايمكن أن تحمل المصداقية دوماً
وعند تحقق الشروط المؤهلة ستفعل ما يفعله معظم الآباء من القبول به وإجراء الخطبة
لأنها وسيلة للتعارف والاختبار والتفاهم بين الخطيبين التي غالباً ما تكون أشبه إلى
المثاليات ويظهر كل طرف للأخر أجمل ما لديه من أخلاق وتعامل وكرم و فكر حضاري
في ظل مناخ أفلاطوني تحسب أنك ستدخل المدينة الفاضلة بعدها
ربيت وكبرت وضحيت ليأتي شخص ويأخذ ابنتك وتضع يدك بيده وتقول له :
زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله وابنتي بأمانتك
وأنت لست على يقين اذا كان سيقرن القول بالفعل ويكرمها ويحسن معاملتها
ويحفظ كرامتها ويكون سكنا لها
تبقى الهواجس تقتحم تفكيرك دائماً إن كانت ابنتك سعيدة مع زوجها أم لا وخاصة
إن كانت تحفظ السر وتمتهن الصبر
وعند تحول هذه الهواجس إلى حقيقة تبدأ المعاناة وأنت في حيرة من أمرك
وتقول لنفسك أأحاول أن أصلح بين صهري وابنتي أو أوقد شعلة الخلاف بينهما غالباً
إن أعطيته فرصة ثانية ربما توأد الخلاف بينهما وخاصة إذا كان الزواج توج بخلف
عندها ربما ستخضع لعاطفة أمومة ابنتك وتستجيب لها وإن لم تعطه ربما ستتسع
دائرة الخلاف أكثر وتكون قد أقحمت ابنتك في طلاق مؤكد وتحمل نفسك مسؤولية
تفكك أسرة وضياعها وحرمان الأطفال من حقهما في الترعرع في ظل كنف أبوين
وعلى الجانب الآخر ربما يكون الصهر بمثابة الابن وتطمئن روحك وتسكتين لما تلمسه منه
من معاملة طيبة لابنتك وكرم أخلاق
وبذلك تبقى علاقة المصاهرة من أعقد العلاقات الإنسانية لما تحمله
من حساسية وشفافية ومجهول لا تعلم عنه شيئاً
بقلمي : أحمد
حصري للحياة الأسرية