الظل المهدد للأباء والأمهات 

كل لحظة يعيشها الإنسان تصبح نقطة انطلاق للحظات أخرى من الحياة 

وكل فعل من أفعالنا ينسج منذ ولادتنا فنحن ملتزمون بفعل أبوينا ونتأثر 

بنمط تربيتهم لأنهم أفهمونا أن علينا نسلك سلوكهم ونتصرف بتصرفهم

ونتخلق بأخلاقهم وننفذ مطاليبهم وليس علينا أن نحتج

حتى نصل لمرحلة الاكتساب الجاهز من دون أن ندري

لتصاحبنا في مسيرة حياتنا وتتحكم في سلوكنا وأفعالنا ونمط حياتنا 

واستعدادنا لمواجهتها والخوض في غمارها وفي الصحة النفسية 

منها ماهو  المفيد ومنها ماهوالضار 

 هناك من الأشخاص من يهضم ماضيه ومنهم من يظل متعلقاً به 

 وعند البدء برحلة الزواج يظهر الظل المهدد للآباء والأمهات  في حال التربية الفاشلة

   ويتمثل بتقطير الخوف من عدوانية أو خضوع أو لامبالاة أو قسوة

 ليتحكم في طريقة معاملة الزوجة والأبناء وفي السلوك العام عموماً

هذا زوج يقول :  

كان أبي جباراً ذو شخصية قوية ولم يظهر مشاعره يوماً

لأن الرجل لا يجب أن يظهرها  واختار لي فرع التعليم  لأنه يعلم مصلحتي

أكثر مني وها أنا أحذو حذوه في تربيتي لأطفالي ومعاملتي لزوجتي

وهذه زوجة تقول :

 ربتني أمي على الطاعة وعدم الاحتجاج والخضوع عندما

كنت أراها لا ترفض طلباً لأبي وطلباته أوامر لا تناقش واختياراته غير قابلة للنقد

وفوق كل ذلك لايحق لي الاعتراض على من يتقدم لخطبتي وغير مسموح لي بالاختيار

ولا أريد لابنتي هذا المصير 

لقد كانت الأسرة فيما مضى لخدمة الأب والأم فأصبحت في خدمة الأبناء

وإعدادهم لحياة مقبلة وما تتطلبه من زاد أخلاقي ومعرفي وتربوي ومهني وثقافي

فلنكن على قدر كبير من المسؤولية ولتتخلص من أثوابنا العتيقة ذات الطراز البالي

         بقلمي : أحمد