ادارة الأزمات
كلنا يتعرض إلى الأزمات سواء على المستوى الشخصى أو العائلى - وقد تكون الأزمات على مستوى المؤسسات وتكون أيضا" على مستوى الدول أزمات سياسية أو إقتصادية أو تعليمية
وليس كل الناس يتعاملون مع الأزمات معاملة واحدة -فمثلا" لو حدثت حادثة وصدمت سيارة أحد المواطنين -- سنجد أحد الأشخاص قد سقط مغشى عليه مما رأى - ونجد شخص أخر صرخ وتسمر فى مكانه واضعا" يده فوق رأسه – وسنجد شخص أخر قد أخرج فورا" تليفونه المحمول وإتصل بالإسعاف - وشخص أخر هرول فى إتجاه المصدوم بالسيارة يحاول إنقاذه وتقديم الاسعافات الأولية
لهذا لسنا جميعا" على قدر واحد فى التعامل مع الأزمة - التى فى كثيرا" من الأحيان تأتى فجأة وأحيانا" تعطى إنذارات قبل حدوثها لكنا تجاهلنا هذه الإنذارات -كما أحيانا" يتم التعامل مع هذه الأزمة حسب ميول الأشخاص ومعتقداتهم
فمثلا" لو شب حريق صغير فى مطبخ أحد البيوت - سنجد فردا" قد هرب مهرولا" فى محاولة لإنقاذ نفسه من تزايد الحريق - وشخص هرول لإيقاظ أحد الأبناء النائمين حتى يكون مستعدا" للهروب - وشخص هرول مسرعا" نحو حقيبة النقود والذهب لإنقاذها والهروب بها فهى الثروة التى ستعينهم فى حالة ما إذا دمر الحريق المنزل -وشخص جرى مسرعا" ليحمل القطة الأليفة التى لا تستطيع التصرف وشخص أخر هرول لملئ إناء كبير من الماء لإطفاء الحريق بعد أن أغلق محبس الغاز أو أنبوبة البوتاجاز التى تمد الحريق بالنار -- قام بمحاولة إطفاء الحريق - وأخر قام بالإتصال سريعا" بأجهزة الإطفاء المتخصصة
لذلك لا نجد قاعدة واحدة ثابتة يتصرف بها الأشخاص عند حدوث الأزمات التى تحدث جميعها لوجود أخطاء بشرية تسببت فى حدوثها
-- هذا على مستوى الأفراد أو ما نطلق عليها بالأزمات الشخصية
-أما على مستوى الدول والمجتمعات - وسنتحدث عن أكبر الأزمات الموجودة حاليا" والتى تعانى منها أغلب الدول فى محيطنا العربى وهى الأزمة الإقتصادية والتى نجم عنها الإرتفاع الكبير فى الأسعار الذى أثقل كاهل الشريحة الأكبر من الشعوب
-- أسبابها ونتائجها وطريقة حلها
--أما عن أسبابها فهى أخطاء كبيرة من متخذى القرار - فكثيرا" يكون متخذ القرار منفردا" به لا يشاوره وإن شاوره فيكون مع مجموعة ضعيفة إما أنها تعلم أن القرار خاطئ ولكنها تخشى المعارضة للحفاظ على مصالحها ووجودها وإما أن تكون جاهلة قد عينها متخذ القرار ديكور فقط ليمرر قراراته غير الصائبة
-فقد ضخم ذاته كثيرا" بأكثر من حقيقتهاوقد تسببت هذه القرارات الغير صائبة فى أزمة كبيرة
ما أشبهها بالكرة التى تجرى على منحدر شديد الميول إلى الأسفل – هذا الإنحدار الكبير فى الأزمة الإقتصادية قد يتسبب فى أزمات أخرى سياسية خاصة إذا إستمر الهبوط الشديد إلى الأسفل وقد يؤدى إلى إنفجار من عامة الناس يطيح بكل شيء ويؤدى إلى مزيد من الخراب
--ولكن ما هو الحل ؟
- هذا الوضع يتطلب وجود لجان من خبراء شديدوا التخصص يستطيعون العمل تحت ضغط ويصدرون قرارات سريعة وصحيحة - تعمل أولا" على وقف هذا الهبوط - على إيقاف الكرة من الهبوط السريع تجميدها فى مكانها بأقل الأضرار - وهذا ما يطلق عليه إيقاف النزيف - ثم البدء فى خطة العلاج للرجوع إلى أعلى مرة أخرى ولو بالتدريج
- على أن يكون لديهم ناطق رسمى للإعلام ليخبر الناس بالحقيقة - الحقيقة الصحيحة وليست المزيفة فهم من يسددون هذا الخفقان وعليهم وحدهم تقع الخسائر فمن حقهم على الأقل معرفة الحقائق
--خاصة أننا أصبحنا فى زمان لا يستطيع أن يخفى شيئ لفترة طويلة -- وعليهم أن يعلموا أن هناك جهات من مصلحتها خسارتهم وستحدث شائعات كثيرة تكون غير حقيقية تؤدى إلى زيادة توتر الوضع
- لذلك عليهم أن يقولوا الحقائق -ثم عليهم أن يعملوا على عدم تكرار هذه الأزمات
- لابد من وجود إدارة أزمات حقيقية وليست شكلية -لأننا فعلا" لدينا ما يطلق عليها إدارة أزمات لكنها لا تفعل شيئ تتقاضى أجور وفقط هى فى الأساس تمثل عبئ لأنها هى الأخرى تم إختيارها بجهل وبعدم تخطيط
إدارة الأزمات الحقيقية لا تكف عن العمل حتى ولو لم تكن هناك أزمات - فهى لابد أن تفترض أزمات غير موجودة وتعمل على حلها - ولا تكف عن الإفتراض - حتى إذا ما وقعت أزمة مفاجئة كانت حلولها موجودة
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم -
الموضوع للمناقشة