مساءات النوستالجيا
وفي محاولة أخرى لترك نافذته غرفته الفسيح مفتوحة، تتسلل إليه الريح الشرقية فتحرك الستارة كما تحرك أيقونات سطح حاسوبه حزمة المشاعر الرابضة في أصقاع نفسه، يطالع الصور، يقرأ خواطر كتبها ذات ربيع، قصائد لم يكتب لها بعد أن تكتمل، وملفات ظلت مفرغة مند ثماني سنوات ونيف...
وضع حاسوبه المحمول على طاولة الصالون، واعتدل في جلسته محاولا خلق طقوس كتابته التي افتقدها في روتين الحياة اليومي الفظيع، تردد برهة باحثا عن ذلك الخيط الناظم الذي كان يتراءى له في مساءاته المتشابهة، كان كخيط دخان يصعد ببطء لكن سرعان ما يتلاشى حين تزاحمه الجزيئات الهائمة في الفضاء، كذلك بعض المشاعر، تتقوى في البدايات وتتماسك، لكن تنصرم بمجرد ما أن يعبث بها الكبرياء..قاطعا كل أواصر العودة.. لكن وحدها الكتابة تبقى وفية أبد الظهر، جولييت تنتظر عودة روميو إليها ولو أفنت في ذلك عمرا، وما إن تلمح ملامحه من بعيد حتى تتزين وتبتهج وهي تستقبله..
قبل أن يملأ ورقته البيضاء معلنا ولادة قصة أخرى، فشل في محاولة أخرى لترك نافذة غرفته الفسيحة مفتوحة، لتتسلل إليه الريح الشرقية....
،،
بقلمي