واحد من ﺃعظم الأفلام الكورية وضِمن أعظم أعمال هذه الألفية . فيلم ﺳﻴﻈﻞّ بذاكرتي إلى الأبد ، وصراحةً يعجز لساني عن وﺻﻒ هذه التحفة الفنية

 فالعمل ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﻓﻘﻂ ﺑﻜﻮﻧﻪ اقتباس من واقعة حقيقية بل ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻪ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫجي والمذهل جداً من ﻗﺪﺭﺓ ﻭﺑﺮﺍﻋﺔ المخرج المخضرم (بونغ جون) ﻓﻲ ﺗﻮﻇﻴﻒ السيناريو

ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﻣﻲّ متماسك مع كوميديا سوداء و إخراج فريد .

رؤية إخراجية متميزة للمخرج أعطت للفيلم نكهة خاصة بما في ذلك أهمية التأثير البصريّ وإنتاج عاليّ الجودة والبيئة المحيطة ، وقد وظّف كل عناصر الإخراج بحرفية تامة .

التصوير هو بحد ذاته متعة بصرية. زوايا التصوير كانت في غاية الدقة والإبداع مما سيوصل للمُشاهد الكثير من المشاعر عبر شخصيات الفيلم من تعابير و نظرات .

كما امتاز بـ establishing shots لأجواء الريف والأمطار، بجماليتها وفنيتها بـ كادرات راقية جداً مما يدمجك مع أجواء العمل ولا ننسى أيضاً الاستخدام

المكثف للـ long shots والـ close up shots مما يُشعرك بأهمية الموقف ووضع الشخصيات في أماكن محددة من الـ كادر لتمكن من نقل الرسالة .

الأدوار كانت متكاملة وﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻮ دور النجمين اللذان قدّما أحد أعظم الأدوار في التاريخ (كيم سانغ) و(سونغ كانغ) ولا ننسى بقيّة الطاقم

الذين أبدعوا أيضاً وكل واحد قدّم دوراً مختلفا وتحوّلاً قويّاً ما بين الكوميديا والجدية .

ﺣﺒﻜﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ متشابكة ﻭﻣﺸﻮﻗﺔ ﻭمليئة بالإثارة ولعبت دوراً هاماً في تجسيد هذه الواقعة السوداوية .

ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ أحد العناصر التكاملية رغم قلّتها في الأحداث لكنها ﺳﺎﺣﺮﺓ ﺗﻼﻣﺲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ وكانت ملائمة جداً مع الأجواء النهائية .

تحفة شاعرية وضِمن أعظم النهايات التي شاهدتُها في حياتي .

فيلم متكامل من جميع العناصر بطرح قصصي مشوّق وأجواء غامضة . اهتمّ المخرج بالصورة وتمّ بنائها بكافة التفاصيل ، واستخدام عبقريّ

لتقنية السرد وما تركه من خلفية في النفوس ، ومشهد ختاميّ شاعريّ وعظيم .