هناك مثل يقول "يداك أوكتا وفوك نفخ" ؛ يُضرب هذا المثَلُ لِمَن كان سبب هلاكه مِنْه.
يضرب هذا المثل فيمن يقع في سوء عمله . و أصله أن رجلاً نفخ في قربة و ربطها ثم نزل بها يسبح في النهر و كانت القربة ضعيفة الوكاء ( أي الرباط ) فتسرب هواؤها و أوشك الرجل أن يغرق فاستغاث برجل كان واقفاً على الشاطئ فقال له : " يداك أوكتا و فوك نفخ " يعني بذلك أنه هو الذي ربط و نفخ فلا يلومن إلا نفسه .
وأصل المثل أنَّ قومًا كانوا في جزيرة من جزائر البحر في الدَّهر الأول, وكان دُونَها خليجٌ من البحر، فأتى قومٌ يريدون أن يَعبروا إليهم, فلم يَجدوا معْبرًا، فجعلوا ينفخون أسقيتهم، ثم يَعْبرون عليها.
وكان معهم رجلٌ عَمدَ إلى سِقائه, فأقَلَّ النفخ فيه، وأضْعَفَ الإيكاء والربْطَ له، فلما توسَّط الماء جعلَتِ الرِّيح تخرج حتى لم يَبق في السِّقاء شيء، وأوشك على الغرق, وغَشِيه الموت.
فنادَى رجلاً مِن أصحابه: أن يا فلان، إني قد هلكت.
فقال: ما ذنبي؟ "يداك أَوْكَتا وفوك نفَخ", فذهب قولُه مثلاً.