الدروب هنا تنحني و أحمد البطل يلتف و يصعد من الأسوار الى لأسوار، و أشباح الليالي تبحث بين الركام عن بقايا أثر لأحمد الغزاوي .
ينظر أحمد الى تحت و الى نقط الضوء المتناثرة ، كان هناك بقربه شباك واحد مفتوح و هو ينتظر قدره، و امرأة تتابع خطواته و تطل عليه بوجهها البهي و منديلها القزحي و هي تحثه
على السير بذات الطريق اتقاء للبرد و الزمهرير و دفعا لعيون تتقن التلصص و الفضول .
و من هناك امرأة ليس لها جسد النساء ، لكنها تحمل سم الأفاعي و العقارب ، لها أقدام البقر و عيون برنوخ اللعين ، إنها صهِينة ، كانت تقصف الأبرياء بكل ما أوتيت من شرور، و
تقصف النائمين في الخلاء على الأرض المقدسة و تقصف كل المباني الشاهقة . تتحرك الأزمنة و أحمد هنا على حافة النار و الجرح و البرتقال ، و المرأة القزحية تخبره بقرب الفجر
المقدس و عليه أن يستميت في صموده الأسطوري أمام صهينة اللعينة ،- و العزة كل العزة لأهل غزة ، ذاك القبس النوراني -
هناك حيث وقف أحمد بعد أن أرسل صاروخا لقلب صهينة ، ليذكرها
بأن الحق يعلو و لا يعلى عليه ، و في تلك اللحظة انفتح باب في أحد الدروب ثم أغلقته يد خفية من الداخل ، فنظر أحمد الى جسده فوجده ممتدا في سماء الأرض المقدسة كنخلة الله
( انتهت )
لحظية مهداة الى كل المعذبين و المضطهدين على هذه الأرض التي هي أرض الله