Ξ❤Ξ أحلام مشوّهة Ξ❤Ξ بقلمي
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
SHAADI

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 46673
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 59014
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
فريق النقد الأدبي والقصصي
SHAADI

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
فريق النقد الأدبي والقصصي
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 46673
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 59014
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 6.6
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 7082
  • 16:07 - 2021/02/28

كانت سلمى مستغرقة في نوم عميق عندما انطلق منبّه هاتفها الجوال ..

كانت الساعة الثالثة فجراً , بعد حوالي ساعة من الآن , سينطلق قطارها السعيد متجهاً إلى تلك المدينة البعيدة في شمال أوروبا , لن تكن رحلتها بالعادية أبداً ..

فهي في اشتياق كبير و لوعة لرؤية ولديها الصغيرين بعد سنوات ليست بالقليلة من الغياب و البعد , فقرار انفصالها عن زوجها السابق و التخلي عن أولادها له لم يكن بالأمر الهين أبداً..

كانت تمضي ليالٍ طويلة تجهش بالبكاء تحت غطاء سريرها في غرفتها الباردة , الباردة في كل شيء , فحياتها منذ تلك اللحظة تبدّلت و تغيّرت كثيراً..

كان عليها أن تتأقلم و تتعوّد على وضع قاسٍ جديد , ستواجهه بعنفوان أمرأة مطلقة أغلقت أبواباً عتيقة مهترءة , عبثت فيها الهموم و الغموم , لتفتح أبواباً ملهمةً حالمة نحو مستقبل واعد رقيق..

كانت عينيها تحدّقان بشوق و لهفة بذلك القطار الجاثم برهبة و هيبة في محطة القطارات و هي تهمُّ بالتوجه نحوه مغادرةً صالة الركاب في المحطة ..

كانت الأفكار الغرائبية تتصارع بعنف داخل رأسها و تثقل همومها و أحزانها , فليس سهلاً أبداً أن تبدأ رحلة لا تعرف أي مجهول أو غموض سوف يداهمك في نهايتها..

إنها رحلة القلق و الخوف من اسرار و خفايا قاتمة قد تنتظرك في نهاية المطاف..

هل أجد ما لا أتوقعه ؟ هل سيكون هناك من ينتظرني بنفس مقدار الشوق و الحنان الذي أحمله معي له ؟

هل أصاب بالاحباط و الصدمة بما يمكن أن ألاقيه من تغيرٍ أو تحول في العواطف و المشاعر؟

لا , لا  , أنا لا احتمل مثل هذه المفاجآت المزعجة المحبطة , فأنا هشة جداً من الداخل , كفقاعة بالون صامدة منذ انطلاق رحلتها بالهواء و على وشك الانفجار بلحظة ما عند أول فعل ميكانيكي يلامسها و يقاوم حركتها ..

لم تكن سلمى من أولئك الذين يفضلون كثيراً الجلوس قرب النافذة في الطائرة أو القطار أو حتى السيارة , هي تدرك تماماً أن أولئك الذين يجلسون بمحاذاة النافذة لا يعرفون شيئاً عن تفاصيل الطريق ..

ولكنها هذه المرة أصرّت على الجلوس بمحاذاتها , علّها تستمتع بمشاهدة روعة الطبيعة و قسوتها في مثل هذه الأشهر الباردة من الشتاء ..

لعل الشتاء في داخلنا أشد ضراوة و قساوة من الشتاء في الخارج , شتاء يخزي القلب و يصيب أعضاءنا الداخلية بالجمود و الصقيع ..

هل يجردنا الشتاء من زهور الفرح ؟ وهل تذهب مشاعر جميلة راضية مع الريح ؟ وهل تأخذنا الأعاصير إلى أفكار متضاربة مجنونة ؟ ثم إذا ما أتى الربيع، فإذا ثمارنا فجة غير ناضجة، ويبقى حنين النفس متلوع إلى أنفاسٍ دافئة ، يجتاح الليل، فالقلب أعياه التجمد، ومدفأة الحطب ترسم الصورة، صورة القلب المُتعب،والجمر يشكو حرقة الشوق و اللهفة ..

لم يكن القطار في مثل هذا الوقت من السنة بممتلىء , لعل برودة الشتاء قد قتلت كل الرغبات المدفونة عند أولئك الذين عقدوا العزم على السفر في هذه الأيام شديدة البرودة والتمسوا لأنفسهم الأعذار و الذرائع الخائبة ..

في مقصورتي المفترضة بالقطار , كان يتخذ مكانه بعيداً عن النافذة , قريباً من الردهة , بدا لي كأنه يسافر وحيداً لأول مرة في حياته , بعيداً عن أسرته و بيته , هو شعور قاهر لا يعرفه سوى من مر بتجربته و مرارتها ..

ألقيت عليه التحية , فرد باقتضاب و اسهاب شديدين , لعله شعر بالخجل , الخجل من سيدة في مثل عمر أمه ..

جلست في مواجهته تماماً قريباً النافذة , كان كل شيء أبيضاً تماماً بالخارج , اكتست الأرض ثوبها الناصع البياض , كعروس في لية العرس , غطت الثلوج الكثيفة أشجار السرو و الصنوبر في أبهى صورة رسمتها بإتقان الطبيعة المدهشة الساحرة , كان منظراً يبعث على الطمأنينة و بنفس الوقت على اليأس و النكران ..

أخرجت من حقيبتي كتاباً كنت قد اشتريته منذ مدة , كتاباً حول علم نفس المراهقة و خفاياها ..

وما أن أنهيت الصفحات الأولى منه حتى أطلق القطار صافرته معلناً بدء رحلته الطويلة و كأن إنذاراً عنيفاً قد تم إعلانه في جوفي , إعلان بدء رحلتي لملاقاة كل ما هو مجهول , على الأقل من وجهة نظري المتشائمة و السوداوية...

أخذ قطاري يشق طريقه بصمتٍ وسط السهول و الجبال المكتسية بالثلوج البيضاء و الأنهار و الجداول الصغيرة المتجمدة و أنا أتابع بشغف و دهشة ما أبدعته يد الخالق سبحانه من طبيعة ساحرة فاتنة لم تستطع أن تبعد عني ما يدور في خلدي من مشاعر مكبوتة من القلق و الريبة و الفضول ..

 

^^^^^

يتبع

 Ξ❤Ξ أحلام مشوّهة Ξ❤Ξ بقلمي
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©