نقضي عمرنا كله نسمي ذلك المكان منزلًا
الى ان ندخله يومًا على مضض
نتفحصه وكأننا لم نعرفه يومًا
غرباء!
وقفت هنالك انظر للأشياء وكأنني لم اقضي بينها عمري كله
اصبح ذلك المكان موحشا وباردا بعد ان كان ملاذًا امنا في زمن مضى
ادركت حينها اننا لا ننتمي للمكان وان المنزل هو في الواقع شخصًا
وهبنا مل الحب والامان والثقة
فجأة تساوت كل الامكنه
وجدتني اتنازل بمحض ارادتي عن كل ما احببته هناك
وكأنني لم اختره يوما بعناية
وقفت هناك ولم امعن النظر كي لا تتسرب لعيني دمعة نازحة
اذكر كل احلامي منذ الصغر
اذكر كابوسًا كان يتردد في نومي
ذاك لشعور الذي كثيرا ما ايقظني من نوم عميق لفرط ما آلمني
وجدتني اليوم اعتده فبات لا يفارقني الا اذا غفوت
اعلم يقينًا الان ان الحياة قد تتحول في غمضة عين لكابوس
لا نستفيق منه ابدا
ادرك تماما كيف نفقد الرغبة بأي شيء
ادرك كم هو مؤلم أن يتساوى كل شيء في عين المرء
يتساوى الاشخاص… الالوان… الفصول
احاول جاهدة التظاهر بأن تلك الاشياء مهمة
وان الاسود لايشبه الابيض بشيء…
في حين انها في الواقع باتت متطابقة
انا التي لايجب ان تؤثر بها الاحزان
انا التي لا تتألم ولا تبكي
اخجل ان اذرف دمعة فيراها عابر
حتى لو ذرفتها على ضريح عمر مضى
او حياة خسرتها كليًا
انا التي شيعت احلامي… احبائي وروحي
كيف لي الان ان اتألم
وأدت كل المشاعر ومضيت