زيارة عدة دول آسيوية في رحلة واحدة (الجزء الثاني – ماليزيا)
بعدما قدمت فكرة عامة عن التحضير للسفر والرحلة في الجزء الأول:
اليوم أقدم تفاصيل رحلة ماليزيا كاملة
الشرح سيكون طويل نوعا، لهواة التفاصيل والأحداث هههههه
مثلما انتهينا المرة الماضية، ركبت طائرة الخطوط الإماراتية المتوجهة إلى دبي، كانت الرحلة حوالي 5 ساعات، لن تحس بالوقت لأن وسائل الترفيه في الطائرة ممتازة، حتى في الدرجة السياحية، خصوصا إذا جلس بجانبك شخص خفيف الظل ولديه رهاب الطائرة مثل الشخص الذي جلس بجابني، حاول تضييع الوقت بالمرح والنكت، المهم أن الطائرة مجهزة بتابلات في المقعد الذي أمامك، ويمكنك مشاهدة العديد من الأفلام بأي لغة وبأي ترجمة تريد، كذلك يمكنك مشاهدة كاميرا مثبتة خارج الطائرة، أو الاستماع للموسيقى، أو لعب الكثير من الألعاب، فضلا عن الوجبات المقدمة في الطائرة
انطلقت الطائرة حوالي الساعة الثالثة مساء بتوقيت الجزائر، ونزلنا في مطار دبي ليلا، المطار كبير جدا، كان يجب علي الانتظار حوالي 3 ساعات لتأتي طائرة كوالالمبور، اشتريت بعض الحاجيات بسعر 3 أورو من متاجر المطار، والسعر هناك ممتاز، بحثت عن قاعة الانتظار الخاصة بي، وجلست في كرسي هناك، بقيت انتظر الرحلة حتى أتى الوقت، وركبنا، في الحقيقة الخدمات المقدمة في خط دبي ماليزيا، أحسن من خط الجزائر دبي
بعد رحلة طويلة جدا، وصلت الطائرة لمدينة كوالالمبور عاصمة ماليزيا، نزلت لأختم الجواز، الدخول سهل جدا في المطار، تمنح جوازك فقط للشرطي ويختمه وتدخل، ممكن يسألك سؤال واحد فقط وهو كم من يوم سوف تجلس، خرجت من المطار وإذا بي أصطدم بمناخ رطب جدا وحار جدا، يعني بالمختصر كأنك في حمام مغلق بقي عدة ساعات وهو كذلك، تذكرت مباشرة مقولة سعدان حول الرطوبة والحراراة، أعتقد أنه كان محق في ذلك، خصوصا أنني نزلت بالجاكيت
الهدف الآن هو الذهاب للفندق من أجل الراحة، أشهر طريقة نقل في ماليزيا وآسيا بصفة عامة هي الGrab، وهو تطبيق مثل تطبيق يسير ويمكنك خدمتك في أكثر من مجال منها توصيل الأكل أيضا، قمت بطلب تاكسي قراب، ووصل في ثواني، ركبت وبقيت أتحدث مع السائق حول مدينة كوالالمبور، في الحقيقة كان المطار بعيد عن المدينة وبقيت أنظر من النافذة للمباني الشاهقة، كانت مدينة جميلة بالفعل سواء عن قرب أو من بعيد، بعد أكثر من ساعة وصل التاكسي للفندق، الأجرة كانت حوالي 82 رنجت ماليزي، والرنجت حوالي 45 دج، لكن المميز في التطبيق أن التكلفة موحدة، ولا يمكن للسائق طلب أجرة من هواه
دخلت الفندق، لكنني وجدت شيء موجود في أغلب الفنادق الآسيوية، وهو مبلغ الضمان، حيث يطلب الفندق حوالي 100 رنجت ضمان، إذا فسدت حاجة ولا كسرتها رح يخصموه من ذاك المبلغ، وممبعد نقولكم كيف ينصبون على الناس بهاذي الطريقة
طلعت للغرفة ورقدت حتى الليل، خرجت أول شيء يجب أن تفعله في دولة أجنبية هو شراء شريحة الهاتف، من أجل الانترنت ولا أهلك إذا حبوا يتصلوا بيك، بعدها طلبت تاكسي بنفس التطبيق، طلبت عنوان أبراج بتروناس، وصلت لهم في الصورة يمكنك مشاهدتهم، كان مكان جميل جدا والكثير من السياح هناك، بعدها رحت لأحد المولات واشتريت أكل، وتوجهت لأحد الشوارع الشعبية السياحية كان إسمه جلال أنور، وهو شارع فيه أكلات تقليدية آسيوية، ولا أعتقد أنو هناك شخص جزائري رح يحب ذلك الأكل هههههه، المهم لم يكن لدي وقت كثير، فعدت للفندق مشيا على الأقدام لأنه كان قريب وأنا أحب المشي، ونمت لصباح الغد
في اليوم الثاني، توجهت لأحد المطاعم القريبة من الفندق، كان مطعم هندي مسلم، تناولت الفطور، وتوجهت لأحد الوكالات اشتريت تذكرة حافلة مفتوحة تجول بك أرجاء المدينة وتتوقف في أشهر المعالم، ركبت وبدأت الرحلة، بدأت تطوف بنا وتشرح المعالم، كانت لحظات جيدة لأي مسافر ورحالة، أول مكان نزلت فيه كان متحف إسلامي، شاهدت فيه تاريخ ماليزيا، وأعجبت بحضارة هذا البلاد لأنه فعلا بلد يعز الإسلام، ثم ركبت وتوجهت بنا الحافلة لقصر الرئاسة حيث يسكن الملك الماليزي، وهو في الصورة أيضا، وزرت بعض المناطق والحدائق، وليلا توجهت لشارع رئيسي به مطاعم سورية وأكلت عندهم، وكملاحظة فقط للإخوة، لما توصل هناك الجو الرطب والحار لن يسمح لك بأكل الكثير، ماذا بيك تاكل حاجات خفيفة فقط لأنك لن تستطيع إكمال الأكل
في اليوم الثالث، توجهت للمحطة، واشتريت تذكرة قطار تقلني لمعالم أثرية ومعابد، واسمها Batu Caves ويوجد بها تمثال ضخم، ودرج طويل في نهايته كهف كبير داخل جبل، وبه معبد للهندوس، قضيت اليوم هناك، وحينما عدت للفندق وجدتهم جهزوا ورقة قالوا لي فيها أنه تم فرض 70 رنجت كرسوم تنظيف الغرفة وتم خصمها من 100 رنجت التي وضعتها كضمان، رغم أني سافرت لتونس وتركيا عدة مرات ولم أشاهد هذا في حياتي، يعني التنظيف دايما على الفندق ولا يستدعي رسوم إضافية المهمة أنها سرقة بصيغة شرعية في مفهومهم ولو كان المبلغ بسيط حوالي 3000 دج، لكن مبدأ الفندق خاطئ
أتى اليوم الرابع الذي كان اليوم الأخير، لأن اليوم الخامس لن يكون لدي وقت بل سأذهب للمطار للركوب إلى سنغافورة، اليوم الرابع قررت فيه أن أخصصه للشوبينغ، وأزور شوارع المدينة مشيا، لأنني من هواة الأكتشاف، وللأسف كنت أريد زيارة منطقة شواطئ ممتازة لكن ماكتبتش، المهم بعدما أخذت العديد من الصور، وتجولت في المدينة واشتريت بعض الهدايا، عدت للفندق لكي أجمع أغراضي وأجهز نفسي للرحيل في يوم الغد
اليوم الخامس كان من المفروض أن يكون آخر أيامي في كوالامبور وماليزيا، وأول أيامي في سنغافورة، لكن للأسف حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث حصل لي تأخير في الطريق للذهاب للمطار، ولما وصلت وجدت التسجيل قد انتهى وضاعت الرحلة، وحين سألت على حجز تذكرة جديدة وجدتها بسعر ضخم حوالي 150 يورو، لهذا بقيت أبحث عن تذكرة في المتناول، إلى أن اهتديت إلى حل مناسب، وهو الدخول عبر الحدود البرية
بقيت أبحث في المطار إلى أن وجدت وكالة بيع تذاكر لسنغافورة عبر الحافلة، اشتريت تذكرة ب100 رنجت، حوالي 4500 دج، والكارثة أنها كانت الرحلة الوحيدة لذلك اليوم وعلى الساعة 12 ليلا، وكان حينها الوقت حوالي 10 صباحا، يعني الانتظار 14 ساعة في الكراسي
كانت 14 ساعة من أسوأ الأوقات في حياتي، بقيت نائما أحيانا وأتجول أحيانا أخرى، إلى أن حل الظلام، وبدأ المطار يفرغ وبقيت أنتظر في وقت قدوم الحافلة التي كان مكان توقفها أمام مدخل المطار بالضبط، وجاءت في التوقيت بالضبط، وركبت الحافلة بعدما منحت التذكرة للسائق، ووضعت الأمتعة في الأسفل، وكنت مرهق جدا أبحث عن مكان مريح أنام فيه، وركب معنا حوالي 8 أشخاص آخرين متوجهين لسنغافورة
انطلقت الحافلة لسنغافورة، والرحلة كانت 3 ساعات ونصف، كنت أنام تارة، وأشاهد المناظر تارة أخرى، الطرقات الرئيسية في ماليزيا ممتازة وكذلك طبيعة وغابات، رغم أن الوقت ليل لكن يمكنك ملاحظة ذلك، وصلنا للمنطقة الحدودية، وطلب منا السائق النزول لختم الجوازات في شرطة ماليزيا، ختمت الجواز ودخلت، وركبت الحافلة لنتوجه لشرطة الحدود السنغافورية، لتواجهني أول مشكلة في سنغافورة هههههه
لكل مهتم بدولة سنغافورة وخصوصا الدخول في المطار، تابعوا الجزء الثالث الذي سوف أسرد فيه كل شيء بالتفصيل
تالع الجزء الثالث من هنا: