رواية : سيدة المزرعة
الفصل الأول
تبدأ الرواية في مدينة أضنا 1950 مع مجموعة من العمال يحتجون أمام بوابة المعمل يطالبون بأجورهم
وكانت هناك بالداخل مجموعة أخرى تقوم بنفض القطن بواسطة الأيدي ويلقونه داخل الآلة .
كانت تتواجد وقتها هناك وبالقرب منها صديقتها وتوأم روحها فائزة ، ومن حين لآخر كانت تختلس النظر
إلى الشاب الوسيم كمال ، كان أسمر اللون طويل القامة نحيف البنية بينما كانت بيضاء بعينين سوداوين
وشعر أسود ممتلئة الجسم قصيرة القامة ، وصلتها رسالة من فطوم الفتاة الصغيرة وقالت إنها رسالة من كمال ،
فتحتها وكان مكتوب عليها : اتبعيني إلى المخزن بعد 5 دقائق .
وفجأة دخل أخوها المخزن وطلب منها بكل وقاحة وقلة أدب أن تغطي شعري حيث بادرته
وأنت ما دخلك فكان جوابه أنه سيخبر والدها لكي يقص لها لسانها .
ونظرات كمال لها أوحت لصديقتها بشئ مما دفعها أن تخبرنها أنها على علم بتواصلها مع كمال ،
خرجت من ورشة العمل متجهة صوب المخزن وهناك التقت بكمال وسرعان ما احتظنها
وقبلها على وجنتها وطلب منها أن ترافقه عند خروجها من العمل في انتظار مفاجأة ما ،
كانت دوما تحلم أن سقفا واحدا سوف يجمعها مع كمال ، لكن هذا الحلم كان يتلاشى عندما تتذكر
أخاها وأبوها الوحش ومعاملتهما لها بتلك الطريقة الوحشية بحكم أنهما رجال .
انتظرها كمال في مكانه المعتاد بدراجته ركباها معا وطلبت منه أن تسوقها بدلا عنه وذهبا يتجولان في المدينة ،
كان الكل ينظر إليهما وهما في غمرة الفرح ، أخذها إلى إحدى المباني القديمة ودخلا وإياها ،
لم تعرف السبب في الأول لكنه في الأخير قال لها سوف يكون هذا بيتنا ، تقبلت الخبر بفرح كبير
وارتميت في حضنه وبعدها بدأت تتجول بشوق وفرح وأخبرته أنها ستبقى سيدة يحسب لها ألف حساب
وسوف يبقى هو رئيس العمال وأخبرها أنها قريبا سوف تبلغ سن الرشد ووقتها سوف يطلب يدها
من والدها وإذا لم يوافق سيضطران للهرب ويتزوجا ويكتب كتابهما ولا دخل لأبيها وأخيها في مصير حياتهما .
كان أبوها قاسيا دائما ويضربها لأتفه الأسباب ، ولا تعرف أمها لماذا تزوجت هذا الرجل أو هذا الوحش ،
كان يعاملها مثل الحيوان وأكثر بينما الحيوانات ترحم أولادها ،
كا نوا يسكنون المباني القزديرية وكان أبوها يرمي الناس إلى الشارع إذا لم يسددوا ديونهم ،
لقد غادر مع الحلاق والأبله نزار أوغلو الذي طمع بها وأراد أن يتزوجنها ،
كانت خائفة لكن الحقيقة أنها لم تخف إلا من ربها .
عند قدومها من الجولة تأخرت وقبلها كانت طلبت من فائزة أن تنتظرنها حتى لا يظن أبوها أنها كانت مع أحد ،
عندما جاءت أخبرتها أنها تأخرت وفجأة ظهر أخوها فسألها أين كانت حيث أخبرتها وبدون تفكير مسبق أنها كانت في السينما ،
عندما دخلت المنزل كان والدها يتعشى وأمها تحضر الحساء فسألها أين كانت ؟
لم تجبه وقال له حمزة - أخوها - لقد كانت في السينما ، عندها وقف أبوها وعرفت أنها بداية المعركة ،
قال لها لا يوجد عندي بنات يدخلن متأخرات في الليل بسبب ذهابهن إلى دور السينما ،
فقالت له إنك تأخذ كل أجري وتأتي لتمثل دور الأب ، فصفعها وسقطت على الأريكة وأخرج حزامه وبدأ يضربها
ضربا مبرحا ويتوعدها بالقتل هنا تدخل حمزة وطلب منه أن يذهبا إلى القهوة لشرب الخمر بينما احتضنتها أمها وهي تبكي .
يتبع