تسكن الولهان و بغلة الوجدية و السمّان ، خاص بالورطة الادبية .^^
آخر
الصفحة
تسكن- عضوية مقفولة -
تسكن
- عضوية مقفولة -
  • 16:15 - 2020/04/05

 الكاتبة : هاجر رستم .

هاجر:تسكن؛ هيا استيقظ ؛لقد حل الزوال و لا تزال نائما؛  ألم تعدني بالأمس أنك ستتسوق و تأتي بجحش يساعدك في جلب الحطب من الغابة؟ تسكن:أوووف منك يا امرأة؛لا تهدئي حتى تفسدي نومي بثرثرتك. هاجر:هيا يا رجل؛دعك من الكسل و قم في الحين و تهيأ للتسوق و إلا سحبت الحصيرة من تحتك. انتفض تسكن من فراشه تحت التهديد و سارع  إلى صنبور الماء أين اغتسل و لبس عباءته و انتعل صنداله البلاستيكي الأسود و وضع عمامته البالية التي قضمت الفئران أطرافها قضما و مر بالمطبخ المتواضع؛ أين صب كأسا من الشاي ارتشفها في عجالة و أخذ طريقه منتشيا إلى السوق عله يفتك من نكدها الذي لا ينتهي. لم يكن هدفه التسوق لشراء الجحش بقدر ما كان يود الترويح عن نفسه أمام الأخبار السيئة والواقع المرِّ الذي هز العالم بما فيه الدولتين العظمتين  بسبب وباء الكورونا؛غير مبال بالحجر الصحي الذي لم يفقه هو و أهل قريته النائية  منه غير الجانب السلبي كأن يكبل حياتهم اليومية و يعطل أرزاقهم. أقبل تسكن على السوق ؛مشدوه العينين باكتظاظه الملفت للأنظار من سلع أشكالا و ألوانا و خضرا و فواكه و حتى الخيول و الحمير و الدواجن ووو.  بينما هو كذلك؛ قطع متعته شاب عليه علامات المكر والدهاء يقال له السمان حدق في وجهه لثواني قائلا : سبحان الله يبدو الشبه بينك و بين عمي جليا ؟ ربما كان جدك جد عمي ووالدي ..ثم أردف -هل هو أنت؟. إحتار تسكن في أمر الشاب و صاح:-أنا من؟؛من تقصد؟ -نعم أنت...صاح السمان ؛متأكد أنك أنت. إستشاط تسكن و صرخ في الشاب:قل ما حاجتك عندي أو إعتقني لوجه الله. قال السمان:. أريد أن أبيعك هذه البغلة ومعها ولديها الصغيرين ( شندر و بندر). - لا لا لا احتاج بغلتك يا هذا ...رد تسكن؛لن أشتري غير جحش صغير. -فكر قليلا قبل أن ترفض؛أصر عليه السمان. إنها أصيلة و لن تندم على شرائها يا رجل حتى أن لها  توأمين في كل ولادة. إستطاع السمان أن يسحر تسكن الغبي بكلماته ووجد نفسه يحلق في عباراته المنمقة ودون أدنى تفكير  أفرغ صرة نقوده بين يدي السمان؛ ليتناولها هذا الأخير بسرعة ويختفي عن ناظره. إبتسم تسكن قائلا: ما أغباك أيها السمان!!تبيعني تحفة لا تقدر بثمن و تسرك دنانير معدودات لن تقيك حر الصيف و لا برد الشتاء ههه. كم أنا محظوظ اليوم؛أكيد ستسعد هاجر و ابنتي ريم بهذه التحفة الجميلة. رجع تسكن إلى البيت و هو مسرور بتحفته وولديها . دلف بيته فوجد في استقباله أهل بيته. صاحت فيه هاجر:عدت مبكرا يا رجل؛أراك لم تحضر الجحش؛ما الأمر؟ إقتربت ريم و قالت-بابا لما أحضرت لنا  بغلة ؟؟ -إنها تحفة يا ابنتي تححححفة؛ وهذان ولداها ( شندر و بندر) ردَّت عليه ابته ريم بنباهة: -أبي ؟؟ هل اعتراك مكروهٌ ؟؟ -ماذا يا ابنتي ؟؟ -أبي البغلة عقيم ولا يمكن لها أن تلد ؟ احس تسكن بالخجل من عبارة ابنته. و إزداد الطين بلة حين أمسكت هاجر في الموال الذي ينتهي وراحت تنعته بما يستصغر كينونته. طأطأ تسكن رأسه و هو يكلم نفسه: لقد خدعك ذلك الماكر ب( شندر و بندر) و    جعلك محل سخرية...لاوفق الله يا لئيم.

الكاتب : تسكن قلبي

 قفل الولهان راجعا للسوق و غضبه يسبقه متران ، قال لأمرغنّ وجهك في الارض ايها المحتال سمان ،و لما يئس من العثور عليه جلس القرفصاء يفكّر حيران حتى اهتدى الى فكرة يسترد بها دراهمه زيادة دون نقصان ، اشترى طلاء ابيضا و اسودا و صبغ البغلة كفنان و راح يصيح في السوق حمار وحشي نادر ليس له مثيل في ارض العربان ، اقبلوا اقبلوا فأنا ابيعه و قلبي حزين و الله المستعان ، سمعته مليحة ذات كحل على الأجفان قالت كم تبيعه لي يا فلان ، قال لا يغلى عليك شيئ يا جميلة العينان ، اهديه لك من عمق القلب و الخاطر فرحان ، قالت كف عن هذا يا هذا لا أظنك الا المندفع تسكن الولهان الذي اشتهر صيته على كل لسان ، سأشتريه منك فبع لنا و سرّحنا بإحسان .

الكاتبة : شجرة الفلين .

عادت وفاء بحمارها الوحشي الجميل مسرورة باقتنائه من الولهان بدنانير قليلة. فثمنه غال على ما سبق في علمها. أخذته للاسطبل ليؤنس وحدة حمارها الصغير. وغادرت بعد أن قدمت لهما الطعام. فنهق الحمار الصغير قائلا: - من أنت أيها الحمار الملون؟ صرخت البغلة في وجهه: -أنت هو الحمار، أما أنا.. أنا النار في الحلفاء إن ركضت أنا السيل إن وافيتك من جبل أنا الأرض ان قمت لمعتكف أنا الريح إن مررت على القُلَلِ ضحك الحمار وقال: - كان يمكن أن تختصري كل هذا بقولك 'بغلة' رمقته بنظرة حادة فحنحن وقال: - وما حال شكلك هذا، هل تراك هجين؟ طأطأة البغلة رأسها حزنا وقالت: - لقد سرقني لص وسافر بي الى هنا، بعدها باعني لرجل غبي على كوني ولود ألد التوائم. تمرغ الحمار أرضا ضاحكا : - توائم، بغلة وتوائم نظرت له غضبا وقالت مهددة: - حين سأراه سأركله، ذاك الغبي. في الصباح انطلقت وفاء نحو الاصطبل، فتحت لهما الباب وأخرجتهما لحصة الاستحمام، فقال الحمار: - هنيئا لك ستتخلصين من طلائك قريبا. فابتسمت البغلة ابتسامة شريرة وقالت: - وسيغمى على سيدتك قريبا. ملأ نهيق الحمار المكان فقالت وفاء وهي تحمل خرطوم الماء: - يبدو أنك سعيد حماري الصغير، لكني سأبدأ بحماري الوحشي مادام ضيفنا الجديد. استسلم الحمار قائلا: - المسكينة ، تفضل يا حمارها الوحشي. تقدمت سيدة البغال تتمختر، مما راق وفاء فقالت فرحة: - يبدو واشتقت للماء أليس كذلك؟ ابتسمت البغلة وغمزت للحمار، صوبت وفاء خرطوم الماء نحوه وفتحت الصنبور وماهي إلا دقائق حتى صدح صراخ وفاء في الأرجاء، ألقت الخرطوم أرضا وتوجهت صوب البغلة تتفقد جلدها وتغير لونه وتتفحص الأرضية مكتشفة أنه مجرد طلاء، بدأت تتوعد الولهان بعذاب أليم، فامتطت بغلتها وسابقت الريح صوب منزله. كانت البغلة في قمة السعادة أخيرا ستتمكن من الانتقام منه أيضا. وصلت وفاء لبيت الولهان فطرقت الباب طرقات عنيفة كادت تكسر بها دفته. فخرجت هاجر تصرخ: - ماكل هذه الجلبة؟ ياك لباس؟ ذكرت وفاء القصة لزوجته وسألتها عن مكانه، فقالت هاجر: - وكأني صدقت قولك هذا، هيا اغربي من هنا. صرخت وفاء: - لن أرحل حتى أراه أتفهمين. لم تكمل كلامها حتى لاح الولهان في الأفق، ما ان لمح وفاء والبغلة حتى عاد أدراجه جريا فقالت وفاء: - توقف أيها المخادع جرت البغلة نحوه تطارده حتى حاصرته فوقف يتوسل إليها : -أنا آسف أيتها البغلة العزيزة ابتسمت وهي تحشره في الزاوية وانقضت عليه بحوافرها راكلة إياه ركلة غاب فيها عن الوعي. لحقت هاجر تولول وتصرخ فأخذت وفاء بغلتها وغادرت تقول: -نلت جزاءك أيها المخادع، 'هادي ديرلك العقل' غادرت وفاء رفقة بغلتها المنتشية بحلاوة الانتقام، وهي سعيدة كونها اشترت بغلة قوية لن تخذلها أبدا.

 

 الكاتب : تسكن قلبي

 

عاد تسكن الولهان إلى بيته فاستقبلته زوجته و هي تمسك أنفها بأصبعيها و تشير له أن يتنحى بعيدا عنها ..

 

قالت : ما بالك يا رجل ، هل وصل بك الجنون للتمرغ في زبل البقر .. كلك كدمات ما كل هذا الضرر .

قال تسكن و هو يتعوّج : كله بسببك يا نقراشة ، كنت  نائم و مرتاح البال حتى صدعتي أذناي بقصة الجحش الذي طلع بغلة كالوحش ،

أخخخ حسابكم عسير ... عسير جدا .

روحي سخني لي قدرا من الماء و أجلبي لي بقايا الكبش و الحساء .. معليش اليوم غسل و أكل و غدا أسر و قتل ... يا ويلكم مني يا ويل .

 

 قبل ان يصيح الديك كان الولهان أبكر  ؛ استعد و مازالت زوجته السمينة تشخر ، رمقها و ضرب كفا بكف و استغفر..  لا يدري حتى الان  كيف جمعه بها القدر

خرج قاصدا ريم اليمان و في يده سلة بأطيب فواكه البستان .. و قبل ان يدق بابها قالت ادخل  دون استئذان ضع الهدية و قل ما جاء بك يا ولهان

قال يا أميرة الغزلان جئت استشيرك في شأن انا منه حيران و قص عليها الذي حدث و ما كان ... ضحكت الريم ملئ فيها حتى بانت كل الاسنان و قالت أعرفه ذلك  الماكر السمان و طلبك ليس بالمستهان لكن لأنك عزيز على القلب  سأمنحك بدل الحل حلاّن  فإسمع يا ولهان ،  لن يُسقِط السمان  إلاّ شغفه العظيم بالنسوان ، فإضرب برجلك الى قرية النعمان هناك ستجد البارونة منيرة تبيعك احدى ماكراتها الحسان و احرص ان تكون  بالضبط الجارية فلينة عاشقة الريحان .. وحدها من تنتقم لك و تصفي لك  الوجدان ... لكن خذ في الحسبان  قبل البدأ  ان تعمل في صمت و أمان ،  لن انفعك لو وصل الأمر لزوجتك سليطة اللسان ، تأكّد انك ستصبح في طي النسيان ...

 

حمل نفسه الولهان و عيونه تبرق تمسح الافق قاصدا مدينة النعمان و ماهي  إلا ساعتان حتى بلغ المكان ، طاف في السوق يسأل الغلمان حتى أوصلوه لقصر خال حوله جنتان ، 

ولج ينادي تاجر تاجر الأمان الأمان حتى ناداه صوت عطوف مليئ بالحنان ، قالت اقترب اقترب هات ما عندك يا فلان .. قال لم آت بائعا بل أبحث عن المنيرة لأقتني من جواريها الحسان و يا حبذا لو كانت عاشقة الريحان .. و ما كاد ينهي كلماته الولهان حتى إلتفت على وجهه صفعة اسقطته أرضا سكران ثم أبرقت و أرعدت من حوله و داسته السيقان و حملوه صريعا و رموه في زنزانة مظلمة تملؤها الفئران .. لم يفق بعدها إلاّ على  كلمات غلام يقول له يا أحمق هل هانت عليك روحك حتى تتجرّأ على بنت المنيرة الأميرة فلينة سليلة آل نعمان  .. قال يا ويلي و يا سواد ليلي ارحموني أنا فقط غبي غلبان يسمع كلام النسوان  ..sample image

 

و قبل ان تجف دمعته من على الاجفان ارتجت الجدران ففر الغلام و جف حلق الولهان  ،جَمْعٌ من الفرسان احاطوا سريعا بالزنزانة و شكلوا صفّان و دخلتا خلفهم المنيرة و الفلينة كأنهما ألماسة انشقت فصّان ، رآهما و فاهه مفتوح من خلف القضبان تتبختران نحوه في حلّة من القفطان .. و هنيهة وصله صوت عذب ليس له صنوان ، أأنت الذي تطلبني يا فلان احسن الجواب لعل يصيبك منا غفران ..

قال ما أنا ناطق كفر و لا صاحب بهتان ، ما أنا إلاّ غبيٌ يريد الانتقام من غبيٍ محتالِ جحوش و خرفان .. و قص لهما الحكاية دون عثرة لسان و أقسم برأس زوجته هاجر أن هذا كل ما كان ..  ابتسم الولهان بعدها بغبن  لمّا رآهما أطلقتا للضحك العنان و بعد أن هدأت أنفاسهما سمع فلينة تقول بامتـنان سامحيه أمي لم نضحك بجنون هكذا من زمان ، و لولا  زفافي بعد يومين بحبيبي عدنان أمير قلعة الشطآن لكنت ساعدت هذا الرجل الغلبان .

قالت المنيرة اسمع يا ولهان و لأنه أصابك منا كل هذا العدوان  سأطيّب خاطرك بأجود حصان و لا أريد منك شكرا و لا عرفان ، فقط لي طلب وحيد منك ليس اثنان قرّب أذنك لأهمسه لك أتمنى أن لا ألقى منك فشلا أو خذلان ..

 


 

يتبع
 تسكن الولهان و بغلة الوجدية و السمّان ، خاص بالورطة الادبية .^^
بداية
الصفحة