********************* 1 ******************* اسمي (توم باركر) ، أسكن في نيويورك مع والدتي ، وعمري عشرون سنة ، أدرس بالجامعة في اختصاصالترجمة ... أنا أحذرك أيها المشاهد إذا كنت تشاهد فيلمي هذا فلا تتعدى خمس دقائق , وإلا سيصابجهاز حاسوبك بأخطر فيروس ... حتى ( بيل جيتس) لا يستطيع إصلاحه بسبب أنني منحوس !! وكل ما أٌقوم به منحوس !! أنا أعلم أنك لن تستطيع مشاهدة بقية الفيديو لأن حاسوبك قد تعطل فعلا ... ها ها ها ها ألم أقل لك : أني منحوس !! أنا ( توم باركر) كنت معكم ، وسررت بالحديث إليكم ، وهذا بريدي الالكتروني لمن شاهدني، ولم يتعطل حاسوبه ...راسلني من فضلك لتنل جائزتك !!!! انتهى .... أصدقائي ينادونني (توم المنحوس) !! وأنا أساندهم في رأيهم ... منذ طفولتي وأنا أعاني من هذا الأمر المحير ، إنه أشد من الموت نفسه !! إنه النحس !!! وقبل أن أروي لكم قصة حياتي ، وأسرد عليكم مذكراتي المنحوسة لتطالعوها إن كنتم سعداء ومحظوظين ... أخبركم بأقوى نحس وقع لي في حياتي ، كي أفتح لكم شهية متابعتي ، والتواصل معي عبر الشبكة العنكبوتية ، لأنني مللت وسئمت أن أبقى وحيدا دون أصدقاء..لن تصدقوا ما أقوله لكم ، و أنا أعذركم في ذلك ، فحتى رجال المخابرات cia , و fbi، لم يصدقوا ما قلته لهم ،وكدت أغرم بسبب إضاعة وقت رجال الأمن القومي .... لولا تدخل أحد الأشخاص الذي كان يعرف والدي ... الخبر هو أنني قبل أحداث 11 من سبتمبر المؤلمة لشعبنا الأمريكي، بيوم واحد أي 10 سبتمبر كنت في كلا المبنين اللذين نسفا عن آخرهما ... ورغم أنني من أبناء نيويورك إلا أن هذه هي المرة الأولى التي زرت فيها المبنيين ... كنت مع والدتي في زيارة لوالدي الذي أراد أن ينفصل عنها ... ولما كانت والدتي تحبه كثيرا لم تستطع قبول هذا الفراق الصعب ، لكنه أصر على الفراق ، ففارقته أمي وهي تبكي ، وخرجت مسرعة من مكتبه ، وتركتني معه ... لم أحتمل هذا الموقف منه ، فتمنيت لغبائي أن ينفجر هذا المكان بما فيه .... وخرجت مسرعا لألحق بأمي المجروحة في كرامتها ، لكني لم أستطع اللحاق بها .. وكانت هذه هي آخر مرة أرى فيها المبنيين يلامسان السحاب ، قبل أن يلامسا الأرض للأبد ...... *************** 2 **************** ولدت منذ عشرين سنة ... في يوم ماطر شديد البرودة ، كانت أمي حاملا بي في شهرها التاسع ، وكانت في رحلة عاطفية مع أبي في فرنسا ، وبالتحديد في جبال الألب البيضاء الرائعة ... رغم أن الطبيبة نصحتها بعدم كثرة الحركة ، والاستقرار إلا أنها لم تمتثل لأوامرها فيما يبدو ...فكانت النتيجة وخيمة ، وكادت تهلك نفسها وتهلكني معها !!! فقد جاءها المخاض وهي تحاول التزلج مع أبي بعيدا عن المضمار الخاص بالمبتدئين ، فقد أرادا شيئا من الخصوصية ... كان المخاض شديدا ، أظنني كنت أضربها بقدمي الاثنتين بشدة عقابا لها على تهورها !!! لست أدري ... لأني لا أتذكر جيدا فقد كنت جنينا حينها !!!! كانت تصرخ من الألم ، ووالدي أمامها لا يدري ماذا يصنع ، فلم يكن حولهم متزلجون يساعدونهما ... لكنه قرر تركها مؤقتا للإتيان بالإسعاف ، فتوسلت إليه ألا يتركها وحدها في هذا الوقت العصيب ، فقد كانت خائفة ولم تكن لها تجربة بالولادة ، فهذه أول تجربة لها ... ويا لها من تجربة !! لن تنساها أبدا ما حييت .... لكنه لم ينصت إليها ، وذهب مسرعا لإحضار المساعدة ... بعد ساعة ونصف تقر يبا رجع وهو راكب في طائرة مروحية للحالات الطارئة لنقلها بأقصى سرعة إلى أقرب مستشفى ... وكم كانت دهشته كبيرة حين رأى بجنبها جماعة من المتزلجين رجال ونساء ... فهرول إليها مسرعا وهو ينادي باسمها ، وقلبه ينبض بسرعة يكاد يتوقف ، لقد خشي أن يكون قد حدث لها مكروه ، لكن الحمد لله فقد تقدم نحوه أحد لمتزلجين ليطمئنه قائلا : - مبارك عليك ، لقد رزقت بولد ذكر بهي الطلعة ، وزوجتك بخير ... فحمد الله ، وأسرع نحو أمي وقبلها على جبينها قائلا : - سامحيني يا عزيزتي ، لم يكن علي أن أتركك وحدك هنا .... كانت هذه بدايتي !!! في هذا العالم الواسع لكل فرد موهبته ، يطورها ويصقلها يوما بعد يوم ... أما أنا فموهبتي فهي النحس !!! والحظ العاثر !! كنت أطورها رغما عني، ومن غير شعور مني بذلك ... لما بلغت عامين كانت أمي تتركني مع خادمة لحراستي ، لتذهب إلى العمل ، لكن للأسف لم تستمر معي خادمة واحدة أكثر من شهر !!! لكثرة الحوادث التي كانت تقع لي ، فكانت أمي توبخهن لإهمالهن في حراستي ، لكنها لم تكن تعلم أنهن بريئات من تلك التهمة ....مضى الحال هكذا من خادمة لخادمة أخرى حتى بلغت ثلاث سنوات ونصف ، فأدخلتني أمي في حضانة للأطفال الصغار من الصباح إلى المساء ... كنت سعيدا جدا مع الأطفال ، ومع المربيات اللواتي كن يعتنين بي جيدا ..... ************** 3 *************** معذرة أيها المشاهدون ، سأقطع كلامي معكم قليلا عن حياتي ، حتى أتمكن من الرد على الهاتف الجوال ...فأنا كما تعلمون بالطبع منحوس ، الشبكة لا تعمل معي ،و شحنة هاتفي تنفد بسرعة ... على كل هذا لا يهم ما دمت لا أتصل بأحد ، ولا أتلقى مكالمات كثيرة !!!! .. لكني اليوم أنا محظوظ ، فهاتفي يرن .. وقد تركته عمدا يرن لأنني بصراحة اشتقت لسماع غنته التي كدت أنساها .. غنتي المفضلة .. لن أقولها لأنكم ستضحكون علي ، أتريدون حقا معرفتها ... قربوأ آذانكم إذن .. هيا قربوها لا تخشوا شيئا لن أعضها ، لست ( مايكل تايسون)العضاض !!! إنها أغنية كرتون قديم لا تعرفونه أكيد ... أنا أمزح معكم فكلكم تعرفونه إنه ( جريندايزر) قاهر الغزاة الفضائيين .. آسف سأرد الآن ، عجيب هو رقم جديد غير موجود في لا ئحة الأرقام الخالية عندي ، لعله أو لعلها سيئة الحظ مثلي : - ألو نعم ... من المتصل ؟ - ( سيد توم باركر) معي ؟ - نعم .. نعم .. معك ( توم باركر) .. هل تسمعني جيدا ؟ - نعم أسمعك بوضوح .. أنا ( صوفيا) من موريال بكندا ... لقد دخلت صفحتك على موقعك الجميل !! و أعجبتني فكرتك ... - تقصدين فكرة تكوين جمعية المنحوسين ... - نعم سيد ( توم باركر) .. - من فضلك ناديني ( توم ) ... لا داعي للرسميات بيننا ... - كما تشاء يا ( توم ) ... - وهل أنت؟ .... - نعم يا ( توم ) أنا مثلك تماما ، منحوسة منذ الصغر .. وكانت فكرتك تخطر ببالي دائما لكنني لم أتشجع مثلك لعرضها علانية ، فقد خشيت استهزاء الناس بي .. وخاصة صديقاتي في الثانوية ... فهن سليطات اللسان ،وشيطانات.... - أجل .. أنا أعرف ردة الفعل هذه ... وكنت أخشاها دائما ، لكن بحمد الله وجدت طريقة للتغلب عليها ، بعد صراع مرير مع نفسي ... إذن أفهم منك يا ( صوفيا) أنك أول عضوة في جمعية المنحوسين العالمية ... - نعم ، وبكل سرور ... - يسرني سماع ذلك ... لكن ( صوفيا) هذه الجمعية كما قلت لك هي للمنحوسين فعلا ... وقد وضعت بعض الشروط للانضمام إليها ، و يمكن أن يزيد الأعضاء المؤسسون شروطا أخرى ... قالت ( صوفيا) مستغربة : - شروط ؟ - نعم .. شروط يا ( صوفيا) ... ويمكنك أنت أيضا وضع شروط جديدة .. إن انضممت بالطبع !!! - وما هي هذه الشروط التي وضعتها أنت ؟ - أأأأأأأ.... - ما بك نسيتها ؟ - لا لم أنسها ... لكن أنا أرتبها في ذهني فقط ... - حسنا... هل هي جاهزة .... -آآ .... للأسف أنا لا أسمعك جيدا ... ماذا قلت ... أسمع صوتا مشوشا ... ماذا هناك ؟ لقد انقطع الاتصال ... أكاد أجزم أنها أصيبت بضربة نحس مشتركة مني ومنها ... أكيد أن هاتفها النقال سقط في الماء ... أو أن سيارة صدمت سيارتها بينما كانت تتحدث معي !! يا إلهي لا تجعلها تموت ... هذه أول عضوة في المجموعة ... يا إلهي اجعل إصابتها خفيفة ... سأحاول الاتصال بها مجددا ، لعل الأمر بسيط ، ولا يتحمل كل هذا التشاؤم ... ربما شحنة هاتفها ضعفت كثيرا ، وهي تشحنه الآن ... هيا يا (توم) اتصل .. كن شجاعا ... حسنا سأهتف ... .... إنه يرن الحمد لله ... هيا (صوفيا) أجيبي من فضلك ... هيا أيتها العضوة الأولى في جمعيتنا ، لقد قبلتك من دون شروط !!! ... هيا أرجوك أجيبي من فضلك ، أسمعيني صوتك الرائع مجددا .... أنا ( توم ) .. ( توم ) .......... - انت أيها المتصل الغبي ... لا تعاود الاتصال مجددا ، و إلا .... - من معي ؟ ... - يا إلهي ..... - قلت لك لا تتصل مجددا ، ألا تفهم ؟ - أيها الحقير !!! هذا هاتف صديقتي ( صوفيا) ماذا فعلت بها ؟ - ها ها ها ... أخفتني يا صديقي !!!! - ماذا فعلت بها ؟ هل هي بخير ؟ هيا أخبرني..؟ - لقد سرقته من صديقتك الشقراء المغفلة جدا ..... إنه ذو قيمة عالية ... والآن وداعا .... - الجبان ... أكيد أنه سيتخلص منه قريبا ... ببيعه بأبخس الأثمان ... - الحمد لله .. كانت توقعاتي خاطئة ، وتوقعاتكم أنتم أيضا ... على كل حال لسنا بذاك النحس الخطير !!! ...................................................... 4 .................................................... المعذرة أمي تناديني ، سأفتح الباب ، ونكمل ما بد انا ، لا تبتعدوا كثيرا ... سأرجع بسرعة ... - صباح الخير سيدي ... - صباح الخير ... - معي طرد ل السيد (توم باركر) هل هو موجود ؟ - نعم ، إنه أمامك ... - جيد .. وقع لي هنا من فضلك .. - حسنا هذا توقيعي ... - شكرا سيدي ... طاب يومك ... - و أنت كذلك طاب يومك.... - (توم ) ماذا هناك ؟ - إنه ساعي البريد أمي .. قد احضر لي طردا ... أنا في غرفتي أمي إن احتجت لشيء فنادني .... هذا شيء غريب نسيت آخر مرة تلقيت فيها طردا ... ربما قبل خمس سنوات ... لا .. أظن سبعة ... لست واثقا من السنة .. لحظة لحظة من فضلكم لقد تذكرت ... لم أتلق أي طرد بريدي في حياتي ... أنا لست حزينا لذالك .. ربما كان فيه جرثومة الجمرة الخبيثة، أو غيرها من الأمور الفظيعة التي قد تضع حدا لحياتك في ثوان ... يا إلهي إنه طرد !!! .. لا أصدق ما أرى ... لا أدري ما بداخله .. فلا تسألوني عن ذلك ... لكنه يبدو ثقيلا .. كيلوغرامان أو ثلاث ... أنا مندهش جدا لهذا الأمر ... علي أن آخذ نفسا عميقا قبل فتحه ..... أنا متوتر قليلا .. هل أفتحه الآن .. أم أترك ذلك لوقت آخر ؟ .. رغبتي في فتحه كبيرة ، لكنني لا أجد الشجاعة لذلك !! .. ر أيتم كيف أن حياة رجل منحوس مثلي ليست سهلة !!!!.... ******************* 5 ***************** أصدقائي سأفتحه الآن .. فأرجو منكم أن تبتعدوا قليلا عن شاشة حاسو بكم ، لأني أخشى عليكم من كل مكروه ... آه يا إلهي ساعدني .... يداي ترتعشان ، والعرق يتصبب من جبيني ، أتخيل نفسي وكأني ضابط في خلية مكافحة الإرهاب ، و أمامي قنبلة موقوتة ، وعلي أن أوقفها عن الانفجار !!!... زملائي يبتعدون عني متمنين لي حظا طيبا ... وهل يوجد حظ طيب مع القنابل الموقوتة ؟ !!!! .... سأفتحه ... .......................................... آ آ آ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ.... ماذا جرى ... الحمد لله أنا بخير لا تقلقوا .... إنه هاتفي رن فجأة في الوقت اللحظة التي حاولت فيها فتح الطرد ... كاد قلبي يطير من صدري ... يمكنكم سماع دقاته المتسارعة المرعوبة !!! ... - نعم من المتصل ؟ - (توم) أنا (صوفيا) ... هل تذكرني ؟ (صوفيا) من موريال كندا ... - نعم نعم ... أذكرك يا عزيزتي ( صوفيا) .. الحمد لله أنك بخير .. أنا مسرور جدا لسماع صوتك مجددا ... - و أنا أيضا ... لقد وقع معي أمر سيء ، حال دون إكمال مكالمتي معك ... - نعم ... أنا أعرف ، الوغدالحقير ، لقد تكلمت معه ... - أتكلمت حقا مع اللص الذي سرق هاتفي ؟ - نعم ... وكيف أنت الآن ؟ - بخير .. أشكرك ... لقد زالت تلك الصدمة ... - الحمد لله .. ( صوفيا) أنت أول عضوة في الجمعية ... لقد تمكنت من إثبات تأشيرة الانضمام ، وبجدارة .... - أحقا ما تقول ؟ واووووووووووووووووووووووووووووووووو..... أشكرك كثيرا يا (توم) ... هذا أسعد خبر أسمعه في حياتي ... أنت لا تعرف مدى سروري بالانضمام للجمعية... شكرا كثيرا يا (توم) ..... - عفوا .. على الرحب والسعة ... - إذن يا (توم) أنا أستأذنك الآن ، سأغلق الخط ، و نكمل حديثنا ليلا ، لو أردت عبر ( الماسنجر ) لو أردت ... - نعم ، هذا يعجبني ... رفقتك تعجبني ... فلنا الكثير من الكلام نقوله ، و أيضا سنخطط لمستقبل الجمعية ... - إذن .. طاب يومك ... - وأنت أيضا طاب يومك ........ آآه آآآه...... هذا رائع .. لقد اكتسبت الجمعية أول عضو ... عضو رقيق ورومانسي من كندا !!!! هذا يبشر بخير ... والآن علي الرجوع للطرد الذي يبدو أني جاهز لفتحه الآن من غير خوف ............ أنا الآن أنزع شريط اللصاق بهدوء .... إنه ينزع شيئا فشيئا ... كل شيء على ما يرام ... انا متمكن من الموقف ولا أشعر بحالة ....... لا أذكرها الآن أنت تعرفونها .... لقد نزعته بنجاح ... والآن سأنزع الغلاف ، هو بلون أصفر هل شاهدتم طردا بلون أصفر ؟ ... الغلاف خفيف غير سميك ، مزين بزهور منوعة ، وهذه علامة جيدة ، ألا تعتقدون ذلك ؟ ... تحت الغلاف علبة ، لونها غطاءها أبيض ناصع من غير نقوش ولا أي شيء .... سأرفعه .. من فضلكم تراجعوا للوراء ... أنا أعلم أنكم مثلي فضوليون ... تتشوقون لمعرفة ما بداخل الطرد .... سأغمض عيني ، و أنزعه ، ثم أفتحهما ، أنتم لستم مجبرين على فعل ذلك ... اتفقنا ، ابقوا مستيقظين لأي طارئ لا سمح الله .... لقد تم الأمر ... وقد فتحت عيني .... شكرا لكم على بقائكم معي ، فالصديق حقا يعرف وقت الضيق !!!! أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأمممممممممممممممممممممممممم... . رائع .... لقد وجدت كنزا !! .. أنا أمزح معكم .... هو حقيقة بالنسبة لي كنز .... وجدت ظرفا بريديا بغلاف أبيض عادي من غير طابع ، صغير الحجم ، مكتوب عليه : إلى السيد ( توم) .... وتحت الظرف البريدي كتاب ملفوف بشريط أحمر بطريقة رائعة ، كأنه هدية أرسلت لي من شخص يحبني ...... فمن يكون يا ترى ؟ و ماذا كتب لي في الظرف ؟ سنعرف الإجابة قريبا .... والآن أستأذنكم ، سأنزل للمطبخ أشرب قليلا من الماء فإني أشعر بحلقي قد جف تماما بعد العملية الناجحة في فك الطرد المجهول !!!!! ...... ........................................... 6 .................................... معذرة عن تأخري ، فقد شربت كل الماء الذي وجدته بالثلاجة ، وأحضرت معي عصيرا ، وبعض الفاكهة ، فالظاهر أن المسألة ستطول !!! .. هل أنتم هنا ؟ .. هل لازلتم معي ؟ .. أم أنكم سئمتم مني ... أرجو أن تكونوا معي ، واعتبروا غيابي ومضة إشهارية طويلة في مسلسلكم المشهور الذي تتابعونه !!!! ... هل لا زلتم تذكرون أين وصلنا ؟ وصلنا عند الظرف والكتاب ... هيا لنبدأ العمل الآن ... كفانا من الهزل .... الظرف كما أخبرتكم - ولمن لم يتابعني من الأول - عادي ، صغير ، لونه أبيض ، من غير طابع ... وغير مغلق !!!!... مكتوب عليه بخط أحمر ، : إلى السيد (توم) .. . ها أنا أفتحه ، و أسحب الرسالة الموجهة إلي ... حسنا قد سحبتها .. ورقة بيضاء مطوية على جزئين .... يقول صاحبها : - سيد (توم) .. تحية وبعد ... فخلال تجوالي في موااقع السبكة العنكبوتية ، وقعت عيني صدفة على موقعك الغريب .... منتدى المنحوسين !!! فهالني ما رأيت ... و وقع ما كنت أخشاه منذ مدة طويلة ... وكنت متيقنا بوقوعه ... سيد ( توم ) اسمعني جيدا .. يمكنك أن تسميني السيد (جون) .. أنا مثلك تماما ، أعاني من شؤم النحس طيلة حياتي ، و أنا الآن في العقد السادس من عمري !!!... أرجو منك أن تتراجع عن مشروعك الخطير عليك ، وعلى غيرك من المنحوسين ، وعلى اليشرية جمعاء !!!! ألا وهو تكوين جمعية المنحوسين العالمية ... أنا اتفهم تماما رغبتك في كسر النحس الذي تعاني منه منذ طفولتك ، وترغب في التواصل مع متضررين أمثالك كي تخفف عن نفسك قليلا ، وتجد صحبة ورفقة من الجنسين طالما فقدتهما ... أتفهم كل هذا... لكني أحذرك مجددا ... أنت لا تدري ما أنت مقدم عليه .. أنت مقدم على كوارث لا يعلم مداها إلا الله ، و إذا انطلقت سلسلة الكوارث ، فستكون كالتسونامي التي لا يقف شيء في وجهها !!!!! سيد ( توم) ... لا أستطيع كل شيء في هذه الرسالة الصغيرة ... فإن أردت المزيد من التوضيح ، فقابلني الليلة في منتصف الليل قرب مطعم النجمة الحمراء .... ولا تنس أن تحضر معك الكتاب .... واوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو و....... هل فهمتم شيئا أصدقائي؟ .... تسونامي !!!! كوارث !!! ... مقابلة الليلة !!! وكيف عرف أن الطرد سيصلني اليوم !!! .. هل هو يراقبني أم ماذا ؟ .... و في منتصف الليل !!!! ... ها ها ها ها ها ....... أظن أ ن كاتب الرسالة رجلا عجوزا مجنونا ... لم يجد ما يفعله في دار العجزة ، فأراد أن يتسلى بي قليلا !!!! ... سأطلب من دور العجزة أن يحرموا هؤلاء المشاغبين من خدمة الأنترنت !!! ... ماذا لو كان كلامه صحيحا ؟ لا يمكن أن نتأكد من ذلك إلا بملاقاته ... لن أخسر شيئا على كل حال ... بل سأربح عشاءا لذيذا ، لكن بعد منتصف الليل !!! .. سأنام الآن أصدقائي ، فأنا أ شعر بالنعاس يداعب أجفاني ... وكي أكون مستعدا للقاء منتصف الليل ..... ................................................ 7 ......................... يا إلهي ... لقد مضى الوقت سريعا ... لولا منبهي الوفي ، لضاع مني الموعد ... إنها الحادية عشر ونصف !!! أصدقائي .. هل استيقظتم ، أم مازلتم نائمين ؟ .. لا عليكم سأذهب وحدي ، و أخبركم من بعد ... ليلة سعيدة ... أصدقائي أنا الآن سأخرج من البيت للموعد ... لا بد أن أنهي هذا الأمر العالق ... إنها الحادية عشر ونصف ليلا .... الشارع شبه خال ... علي الخروج خلسة حتى لا تراني والدتي ، فيحدث ما لا أحبه .. إنها تخاف علي كثيرا ... و إذا لا قدر الله حدث لي مكروه ، فسيكون ذلك صدمة كبيرة لها ... و أنا لا أحب أن تتعذب أمي من أجلي .... لذا سأخفض صوتي الآن ، و أخرج بهدوء .... أوووووووووووووووووووووووف ...... الحمد لله أنا الآن خارج البيت ... أحمل الكتاب الذي أرسل لي في الطرد ... الجو بارد قليلا ... لكن السماء صافية ، ونجومها تلمع بشكل رائع ... سأوقف سيارة أجرة ، علي أن أتمشى حتى بداية الشارع الرئيسي ... أنا الآن في الشارع الرئيسي ، أرى سيارة أجرة ... يا له من حظ !!!! ... سأشير له بيدي حتى يتوقف ... جيد إنه لا يحمل راكبا ، لقد توقف .... - مساء الخير ... أريد أن توصلني لمطعم النجمة الحمراء من فضلك ... أنا لا أعرف أين هو بالضبط .... لقد تغيرت ملامح وجه السائق ، لست أدري ما به .... - تريد أن تذهب إلى مطعم النجمة الحمراء ... أأنت متأكد من العنوان ؟ ... - نعم متأكد ، هل هناك مشكلة ؟ - آسف ... لا أستطيع إيصالك هناك .... - لماذا؟ - لا أستطيع ... طابت ليلتك ... - تبا !!! لقد تركني ، ورحل ... ماذا يظنني ؟ مجرم من مهربي من المخدرات ، أم أحد عصابة المافيا ؟ سأوقف سيارة ثانية ... الوقت ليس في صالحي .... أرى واحدة مقبلة ... أرجو أن يكون الحظ معي هذه المرة ... - طاب مساءك .. - طاب مساءك سيدي .. أين تود الذهاب ؟ - أود الذهاب إلى مطعم النجمة الحمراء .... - ال........................ لا تكرر هذا الاسم من فضلك في سيارتي .... أعنذر إليك لا أستطيع ... هل ممكن أن تنزل من فضلكم ... - لا .. لن أنزل ... ما أمركم هذه الليلة ... لم لا تريدون أخذي إلى المطعم - لا تذكر اسمه من فضلك ... و أرحو أن تنزل بسرعة من سيارتي ... - لكن لماذا ؟ - أود أن أعرف ... من حقي أن أعرف ... - حقا لا تعرف ... أم أنك تتظاهر بأنك لا تعرف ..... على كل حال لا يستطيع أي سائق أجرة إيصالك إلى ..... لأته منحوس .... ملعون .... كل من يذهب هناك يصاب بلعنة سوداء ..... - ماذا ؟ منحوس !!!! و ملعون !!!!! - طابت ليلتك سيدي .... عفوا .... أنا ملعون بما فيه الكفاية ، ولا أريد المزيد من النحس !!!!!!!... مطعم منحوس !!!! هذا آخر شيء توقعته .... و لماذا يصر السيد (جون) على دعوتي للمطعم في منتصف الليل ، وهو يعلم أنه لن يوصلني أحد .... سأجرب آخر مرة ، فإن لم يرد السائق إيصالي ... أرجع للبيت ، و أكمل نومي ... وينتهي الموضوع ...... هناك سيارة قادمة ، لقد رآني ، فقد خفف من سرعته ... - مساء الخير ... مطعم النجمة الحمراء من فضلك ..... ماذا ؟ لم تنظر في هكذا ... فهمت ... أنا آسف ... ذكرت الاسم المنحوس في سيارتك ... تريدني أن أنزل إذن .... - اربط حزامك من فضلك. - ماذا قلت ؟ - الحزام ... اربط حزامك من فضلك .... سننطلق الآن ... - أنت ستوصلني ... - ما هذا السؤال الغريب ... نعم سأوصلك .... - أنت متأكد... هل سمعتني جيدا ... مطعم النجمة الحمراء ..... - نعم ، سمعت ... ولا داعي لتتعب نفسك بتكراره ..... أنا مستغرب جدا من هذا السائق الذي قبل أن يقلني إلى مطعم النجمة الحمراء ... المشكلة أنه لا تبدو عليه أية ملامح غريبة ... تصرفه لائق ، وكلامه مهذب ... يعني سائق أجرة !!!!! ... - من فضلك ، هل يمكنني أن أسألك سؤالا ؟ - تفضل ... على الرحب والسعة ... ولكن من فضلك لا تسألني في العلوم ، فلست ( أينشتاين) كما ترى .... - هاها ها ... حسنا .... هل تعرف جيدا أ ين نذهب ؟ - بالطبع ... فأنا أعرف كل شبر في نيويورك ، وإن كنت لست من أبنائها ..... - جيد ... أنا قصدي هل تعرف أشياء عن أخرى ... - أشياء أخرى كيف؟ ... لا تقل لي أنك - مع كل الاحترام - من المجانين والحمقى الذين يؤمنون بالأشباح والأرواح الشريرة ..... وغير ما هنالك من ...... - لا لا ... أنا لا أومن بهذا على الإطلاق .... - انظر أنا سأريحك ، ما دمت أراك عليك ملامح الطيبة .... أتدري لماذا آخذ أمثالك لمثل هذا المكان الذي لا أعرفه جيدا ... إنه سر .... ولكن سأبوح به لك ... لست أدري لماذا ... ولكن سأبوح به لك.... انظر أرأيت ورقة اليانصيب هذه ... سألعبها الآن عندما أحطك عند مطعم النجمة الحمراء .... ليس قبل ذلك ، ولا بعد ... ولكن عند هذا المطعم بالذات ، ومع شخص سيدخله مثلك .... وكلما لعبتها في هذا المكان ربحت مالا كبيرا !!!!!!!!!!!!!!! .... أتصدق هذا ؟ .... لست أدري كيف يحدث ... ولا أ هتم لذلك ... المهم أن رصيدي بعد أن ألعب هذه الورقة سيزيد بآلاف بل ربما ملايين الدولارات !!!! ... أفهمت الآن لماذا يحمل أمثالي أمثالك لهذا المطعم الغريب !!!!!... .................................... 8 .................... و أخيرا مطعم " النجمة الحمراء " .. المكان هادئ قليلا ، يبدو ان اللافتة الضوئية الكبيرة للنجمة الحمراء لا تجذب زبائن كثيرين ، بل لا تجذب زبائن أصلا ! إلا من أمثالي .. اصدقائي سأقترب بهدوء ، ستكونون معي طيلة الوقت ،حتى إن حدث مكروه أو شيء خطير ، وهذا وارد جدا في هذا الكان، وفي هذا الزمان ، فأنتم تعلمون ما عليكم فعله .. وبسرعة .. الاتصال فورا ب 911 .. يا إلهي ! انظروا .. هل رأيتم هذا ؟ هل سجلتموه ؟ بمجرد صعودي رصيف المطعم اضاءت اللافتة الضوئية الكبيرة بشدة ، لقد جن جنونها ! كان النجمة الحمراء ترحب بزبونها الجديد الذي اصطادته للتو ! هم يعتقدون ذلك ، لكن كما تعلمون أصدقائي لن اكون فريسة سهلة ..انتم معي بالطبع في هذا ،أليس كذلك ؟لا اطلب منكم عملا بطوليا ، او ان تخاطروا بحياتكم ، بل مجرد اتصال فقط .. 911 عند الضرورة .. النجمة تضيء بقوة ، و اظن ان حجمها يزداد ! وااااااااااااو ... ما هذا الترحيب ! إنها تطلق ألعابا نارية بعد منتصف الليل .. هذا جنون .. هذا مدهش .. اكيد انني لا زلت في فراشي ، وانا غارق في حلم جميل معكم ... لا اريد ان أقرص ذراعي لأتأكد من ذلك ، لا ، لا اريد ... هل رايتم هذا ؟ اعين كبيرة خلف النوافذ تراقبني .. يا إلهي ! ماذا فعلت ؟ لم يكن علي قبول الدعوة ... لكن فات اوان الندم الآن .. انا عند الباب ! - مرحبا بك سيد ( توم ) في مطعم " النجمة الحمراء " ، من هنا من فضلك سيدي ... .................. يتبع 9 ......... |